علينا أن نقتنع بأن لكل فرد في المجتمع الذي نعيش فيه آراؤه الخاصة به والتي تميزه عن الآخرين ،وما علينا نحن إلا أن نتفاعل مع هذه الآراء ونتقبلها لأن عند صاحبها رغبة في تقديم أفكار جديدة خلاقة تسهم في حل مشكلة ما أو مسألة عويصة أو إشكال معين في كل مجالات الحياة وفي كل الاتجاهات دون التقليل من شأن الآخرين والاستهتار بمكانتهم الاجتماعية ،وأن نؤمن بحق الجميع في إبداء الرأي وطرح القضايا الاجتماعية وأن نتفاعل معها بإيجابية دون التطرق إلى انتقاد في غير محله أولا يمت إلى الصحة بصلة ،ما دام هؤلاء ملتزمين بقيم المجتمع المتعارف عليها ومحافظين على الثوابت دون المساس بها .
فلنناقش أصحاب الآراء السديدة ونجادلهم بالتي هي أحسن وأضمن ، ولنؤمن بأن الحقيقة حمالة أوجه ، وكل فرد ليس إلا أحد هذه الوجوه في أي موضوع مختلف حوله أو متعارف عليه ..
فهناك في ستائر النفس ومكنوناتها أشياء كامنة، غافية ، تريد أن تخرج وتستيقظ من سباتها ، أن تعبر عن ذاتها لأنها تحمل تراثاً من الصدق والإخلاص والتفاني ليستفيد منها الجميع المحيطون حولنا ..
فإتاحة الفرصة لإبداء الرأي أياً كان وتقبلها يعد شرطاً حيوياً لصنع التقدم والمساهمة في الإصلاح والرقي والنهوض بالحياة ، وعلينا أن نشعر من عبّر عن رأيه أو طرح فكرة ما بصدق أنه أحسن صنعاً ، سواء اتفقنا معه في الرأي أم اختلفنا ، شرط أن يكون متجرداً من أقنعة خبيثة يرتديها البعض تحمل ما تحمله من نوايا سيئة ففي ذلك التشجيع والمشاركة مع صانع الأفكار وطارحها تكمن حيوية المجتمع وتظهر قابليته للعطاء والتطور …
عفاف حلاس