جاريدكوشنر. صهر الرئيس الأمريكي – دونالد ترامب . ومستشاره حريص على مستقبل الشعب الفلسطيني حرصاً لايقل عن حرص أجداده : تيودور هرتزل روتشيلد ، أرثر بلفور ، حاييم وايزمن ..
وقد دفعه حرصه الشديد على مستقبل الشعب الفلسطيني إلى عقد ورشة اقتصادية في منامة البحرين ليؤكد أمام الحاضرين النابهين الطيبين الذين يقشعر بدنهم لذبح دجاجة أنه سيرفّه الشعب الفلسطيني أعظم ترفيه وسيطعم الفلسطيني سندويشة همبرغر من ماكدونالد كل يوم ، ويتبعها بعبوة –كوكاكولا-ليكون الهضم يسيراً ، وجاريد كوشنر واضح صريح كعمه-ترامب –فثمن الهمبرغر والكوكاكولا –مدفوع مسبقا من جيوب الأعراب . ولكن هذه الرفاهية الهضمية ..مقابل ماذا ؟!
وأيضاً هنا كان كوشنر صريحاً .. مقابل ماتبقى من أرض فلسطينية !!
ولذلك لم يذكر ولو مرة – كلمة احتلال وإنما ركز على الخمسين ملياراً من الدولارات تدفع على مدى عشر سنوات إلى شركة ماكدونالد ثمناً للهمبرغر ولشركة –كوكاكولا –ثمناً للمياه الغازية .
وكأن عمه ورئيس دولته –ترامب –لم ينقل سفارته إلى القدس لتكريسها عاصمة للكيان الصهيوني ، ولم يعلن أمام العالم كله أن قضية الجولان ليست ارضاً سورية محتلة ، وكأن سفير بلاده في الكيان الصهيوني –فريدمان 0لم يصرح أن من حق الكيان الصهيوني المحتل أن يضم الضفة الغربية إليه !
إذاً كان جاريد كوشنير واضحاً وصريحاً هو يريد شرعنة الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين مقابل فتات ، وهذا الفتات خمسون ملياراً وهمية موزعة على عشر سنوات يكون خلالها الكيان الصهيوني قد غرس مستوطناته في كل مكان من أرض فلسطين وفرض امراً واقعاً بتمويل جله من الأعراب ، وهنا يخطر في بالي سؤال أسأله للاعراب الممولين للمشاريع الصهيونية ، وهو سؤال افتراضي –وزمننا زمن الافتراض .. جامعات افتراضية ، برامج افتراضية ..إذا كنتم في كل الأحوال تمولون وتدفعون ، فلماذا لا تدفعون من أجل شراء أرض فلسطين المحتلة ممن احتلوها ، أليس الأجدى لكم وللإنسانية أن تشتروا أرض فلسطين من الصهيوني القادم من ألمانيا أو روسيا أو أمريكا .. فليقبض ثمن أرض اغتصبها من أصحابها وليرحل إلى بلاده التي جاء منها ؟!
اعتقد انه سؤال وجيه يمكن أن نوجهه إلى كل المهرولين الذين يحلون زنانير أموالهم ليدفعوا شاؤوا أم أبوا ، ويباهون بلقاء الصهاينة في كل مكان ، بل بعضهم يعبر عن ندمه كونه تأخر في لقائهم كثيراً لأنه اكتشف أن الصهيوني هو الإنساني الطيب وأن الفلسطيني هو الهمجي الشرير .. وهكذا تكون الحقيقة مقلوبة، فياللعجب !!
والأعجب أن كوشنر في نهاية ورشته وعد بأنه لن يعاقب الفلسطينيين لأنهم رفضوا حضور ورشته ..فشكراً
ياكوشنير لهذا الكرم !!
د. غسان لافي طعمة