نبض الشارع ..استعراض درامي أم صيد دام ؟

لحظات الفرح – غالباً – ما تخوننا وتسير بنا إلى جحيم فيه كآبة وحزن .. الرصاص المتطاير في الأفق يوم إعلان نتائج الثانوية قتلت طفلاً بريئاً إضافة إلى إصابات بين العامة .. فمن المسؤول ؟! عندما يرسب ولدك المدلل ، المغنج ، قد تضع الحق على القلم أو على مراقب نزق أو ربما وضعت الحق على الحذاء الأحمر الذي كان يرتديه أثناء الامتحان و .. ومطلقو الرصاص ربما وضعوا الحق على أهل الطفل ( الضحية ) كونهم تركوا أولادهم في الشارع بعد صدور النتائج ، يعني المفروض أن يحتاط الأهالي وقت ظهور النتائج ويمنعوا أولادهم من الظهور خارجاً ، ليس لأن جنة الأطفال بيوتهم وإنما لأن المنفعلين والمتهورين لاعقل يحكم تصرفاتهم الطائشة وغير المسؤولة وإطلاقهم للرصاص قد ينقلب من استعراض درامي إلى صيد دام فالكل يعلم بأن إطلاق الرصاص العشوائي يؤذي ويفسد المناسبات ، وليس فعلاً حضارياً على الإطلاق أن تتباهى بنثر الطلقات في الجو منتشياً بنجاح ابنك أو أخيك أو غير مكترث بمن حولك وعندما تقع الواقعة المأساوية الكل يتعفف ويعلن براءته متملصاً مما ارتكبت يداه من جناية وفعل آثم يعاقب عليها القانون بالسجن و الغرامة المالية ومصادرة السلاح .
نجح ابنك ألف مبروك ، فرحت .. حقك أن تفرح لكن لاتقتل بفرحتك راحة وصحة الآخرين ، لاتطفىء برصاصك الطائش بريق حياة طفل صغير يريد أهله أن يفرحوا بنجاحه كما فرحت أنت ، هم مثلك لهم قلب ويكنون لولدهم الحب كما تحب أنت ولدك الذي ولعت الأجواء رصاصاً بنجاحه فلا تصنع من فرحتك تابوتاً ضحية طيشك.
لاتستطيع الجهات المعنية أن تضع شرطياً على باب كل أحد فينا ليراقب من أين خرج الرصاص وبأي مكان حط رحاله .. هذا الشرطي يفترض أن يكون بداخل كل واحد فينا .
ثقافة الفرح عندنا معدومة وسطحية نتمثل القشور ونترك الجوهر ومجموعة سلوكيات خاطئة فيها ابتذال وتقليد وتكريس للخطأ و .. كم نحن بحاجة إلى نافذة فرح تنسل إلى قلوبنا المثقلة بالوجع وبأوضاع معيشية قاسية وصعبة ،» والنجاح» فرحة حصاد عام كامل يبعث البهجة والحياة في النفوس وتوقك للفرح يجعلك تشارك وتسعد لفرح الآخرين فلا تفسدوا هذه الفرحة بكل هذا» الهدر والابتذال والأنانية المفرطة .

العروبة – حلم شدود