تأمين رغيف الخبز … المعاناة القديمة الجديدة … زيادة 13طناً و650 كغ من الدقيق إلى مخصصات المخابز

يعاني أهالي محافظة حمص من أزمة متجددة بالحصول على رغيف الخبز فهم تائهون ما بين مطرقة تشبث أصحاب الأفران بالتطبيق بشكل ٍ مزاجي لقرار ٍ عفا عليه الزمن بمنع البيع المباشر لمادة الخبز للمواطنين من الأفران وسندان مزاجية المعتمد في النهوض من فراش نومه حسب سهرته في الليلة السابقة ليأتي القرار الوزاري الأخير القاضي بتخفيض كمية الطحين للأفران بنسبة / 10 % / من المخصصات اليومية مما تسبب بنقص في عدد الربطات المخصصة للمعتمدين لبيع الخبز للمواطنين وبالتالي عدم تمكن المواطن من الحصول على كفايته وعائلته من مادة الخبز الضرورية لأي أسرة فإن وجد الخبز لا مشكلة في تأمين طعام اليوم مما دفع البعض للتوجه نحو شراء الخبز السياحي والذي يشكل التفكير بشراء ربطة منه يوميا مصدر قلق ورعب جراء غلاء سعره على المواطن «من ذوي الدخل المحدود وغيرهم» وهو ما شكل أعباء ً مادية إضافية تثقل كاهل هذا المواطن المنهك أصلا ً من ارتفاع تكاليف الحياة نتيجة لضعف الدخل مقارنة بمتطلبات الإنفاق اليومي ..

وللإطلاع على الواقع الجديد لمادة رغيف الخبز ومدى المعاناة في الحصول عليه , كان لا بد من اللقاء مع المواطنين الذين أصبح هاجس تأمين رغيف الخبز لعيالهم شغلهم الشاغل ..

غير مسجل لدى المعتمد
يقول المواطن خليل من حي الزهراء : انتقلت للسكن في الحي منذ أشهر ، ولم أتمكن حتى الآن من الحصول على ربطة خبز من المعتمد ,والحجة لديه في ذلك أن اسمي غير معتمد في قوائم المسجلين من أهل الحي لديه ، ولا يمكنه بيعي ربطة خبز إلا في حال عدم استلام أحد الأهالي لمخصصاته ، وهذا أمر نادر الحدوث مما يضطرني لشراء خبز سياحي ، أو البحث مطولا ً عن معتمد آخر يوجد لديه فائض للسبب الذي ذكرته سابقا ً ، وأحيانا ً أعود بخفّي حنين من جولة تقارب الساعتين, فألجأ حينها لأحد أفران الخبز السياحي والذي يعادل سعر الربطة الواحدة منه سعر ثلاث ربطات من الخبز العادي ، وأنا لا أملك القدرة المادية على هذا المصروف الزائد, وبعد مراجعة مختار الحي قام بإرسالي لأحد المعتمدين لتسجيل اسمي وزودني بورقة ممهورة بخاتمه الدائري كإثبات ، إلا أن المعتمد أبلغني أن تسجيل اسمي يحتاج لزيادة الكمية المخصصة لي من الفرن وبالتالي زيادة مخصصاته وهو أمر صعب تطبيقه ويحتاج لموافقات ووقت طويل ، أي بقي الأمر على حاله وحالتي يوجد مثلها حالات عديدة مشابهة , فما الحل لهذه المعضلة ؟ وهل سأبقى ألهث وراء رغيف الخبز لعائلتي طويلا ؟! . ..

المعتمد خفض الكمية
وقال المواطن عماد من حي العباسية : كنت اشتري يوميا ً ثلاث ربطات خبز لأسرتي من المعتمد وهو حاجتنا المستهلكة فعليا ً ، إلا أنه ومنذ فترة قام المعتمد بتخفيض الكمية التي سجلت عليها إلى ربطتين يوميا ً والحجة أنه تم تخفيض الكمية التي يسلمها له المخبز بسبب تخفيض كمية مخصصات الدقيق للأفران , وربطتين غير كافية لأسرتي البالغ عدد أفرادها / 7 / أشخاص خصوصا ً وأن أطفالي بحاجة لوجود سندويشات في حقائبهم عند الذهاب إلى المدرسة وهذا يزيد من كمية الاستهلاك اليومي من الخبز فنحن بحاجة لأربع ربطات خبز في فصل الشتاء وبالتالي فأنا مضطر للبحث مطولا عن حاجتي من الخبز وأحاول الحصول عليه من أحد الأفران الاحتياطية الموجودة في الأحياء المجاورة والتي لم تعد تعطي المواطنين سوى ربطة واحدة فقط وبالتالي أكون مضطرا ً للذهاب لفرن آخر حيث لا قدرة مادية لي على شراء الخبز السياحي باستمرار..

تأمين الخبز.. معاناة
في حين قال المواطن باسم من حي النزهة : كنا سابقا ً نطالب بتحسين نوعية وجودة رغيف الخبز دون أن يسمعنا أحد أما الآن فلم يعد يهم موضوع الجودة بل جلَّ ما نريده تأمين ربطة الخبز بشكل يومي وبكل سهولة ويسر دون مشاكل وتدافع منذ الصباح! فمنذ فترة قريبة ودون سابق إنذار فاجأنا المعتمد بخبر مفاده وجود نقص بعدد الربطات وبالتالي سيكون مضطرا ً لتخفيض الكمية على المسجلين مسبقا ً لتغطية هذا النقص وإرضاء الجميع واعتقدنا أن الأمر اضطراري ولأيام معدودة, إلا أنه أوضح أن هذا الوضع سيدوم بسبب قرار وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك تخفيض كمية الدقيق للأفران, وبالتالي تخفيض الكمية المخصصة للمعتمدين ، وحاليا ً نعاني كثيرا ً في تأمين الخبز لعائلاتنا ,ونقضي وقتا ً طويلا ً في التدافع من قبل الراغبين بالحصول على الخبز دون الفوز ولو بربطة واحدة مما يؤدي لبدء رحلة طويلة من البحث عن رغيف الخبز في مكان آخر ..

لكل 3 أشخاص ربطة
حسام «معتمد خبز» قال : فوجئنا بتخفيض عدد الربطات التي من المفترض أن نقوم بتوزيعها على الأهالي القاطنين في الحي , ولدى سؤالنا الجهات المعنية عن السبب , كانت الإجابة بأن قرار تخفيض المخصصات من مادة الدقيق للأفران صادر عن الوزارة , وأضاف : نحن لم نحرم أحد من الخبز , ولكن سابقا ً كنا نعطي كل مواطن ما يريد من المادة ولا سيما في فصل الصيف حيث تنتقل الكثير من العائلات للريف أو للاستجمام والاصطياف مما يتسبب بوجود فائض ,ومن الطبيعي حدوث ضغط مع بداية العام الدراسي وزيادة الطلب على المادة, ونقوم بإعطاء المواطن مخصصاته بموجب القرار الصادر عن الجهات المعنية والذي يعطي لكل 3 أشخاص ربطة واحدة فقط ,وبالتالي لو كان عدد أفراد الأسرة 7 أشخاص فحقهم الحصول على ربطتين فقط وهذا ما لا يعجب المواطن معتبرا ً أن الكمية غير كافية لتغطية حاجة عائلته..
وعن سبب الازدحام قال : يحاول البعض أن يحصل على ما يريد من ربطات الخبز دون مراعاة حاجة جيرانه ,معتقدين أنه في حال الوصول أولا ً إلى منفذ البيع فهذا سيخولهم الحصول على ما يريدون وبما أن الجميع يحاولون الوصول أولا ً فإن حالة من الفوضى والازدحام تتشكل نتيجة التدافع فيما بينهم , والنتيجة واحدة في النهاية …

البيع المباشر ممنوع
أبو عدنان «صاحب مخبز» قال : تم تخفيض مخصصات الأفران من مادة الدقيق بنسبة / 10 % / دون وجود أي تعليمات لتخفيض وزن الربطة أو تصغير حجم رغيف الخبز, وبالتالي لا يوجد أي حل سوى تخفيض كميات المعتمدين بشكل نسبي لتغطية حاجة المواطنين من الخبز ,ونحن كأصحاب أفران لا نستطيع بيع الخبز من الفرن مباشرة بسبب وجود قرار يمنع هذا الأمر, وفي إحدى المرات تصادف بيعي لأحد جيراني المضطرين ربطة خبز واحدة مع وصول عناصر رقابة من مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك فقاموا بتنظيم ضبط مخالفة تموينية بحقي وتغريمي بمبلغ مادي كبير, ومن حينها امتنعت عن بيع الخبز من الفرن مباشرة لأي كان, ومهما كانت الأسباب خصوصا ً وأن دوريات حماية المستهلك متواجدة لمراقبة جودة ونوعية رغيف الخبز ووزن الربطة وعدد أكياس الطحين لمعرفة إن كان هناك نقص في عدد الأكياس المستجرة أو بيع للمادة …

زيادة المخصصات
كان لابد من سؤال الجهات المعنية عن الإجراءات المتخذة للتخفيف من أزمة حصول المواطن على رغيف الخبز يوميا
مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك محمود الصليبي قال : بالنسبة لقرار العطلة الأسبوعية للمخابز فهو قرار صادر عن وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك , وقد طبق هذا القرار في عدة محافظات قبل محافظة حمص , وبدأنا بتطبيق القرار اعتبارا من 1/9 الجاري , وسيطبق هذا القرار على كافة المخابز في القطر لاحقا ..
وفيما يخص تخفيض مخصصات الدقيق على المخابز قال : بعد تجربة تخفيض المخصصات ارتأت الجهات المعنية إعادة إضافة مخصصات من الدقيق وبلغت الكمية 13 طنا و650 كغ , تم توزيعها على المخابز الآلية «ريف ومدينة» والاحتياطية «الواقعة تحت إشراف المديرية» , وإن الكميات المضافة مخصصة لنافذة المخبز لمنع حدوث الازدحام على نوافذ المخابز وبدأت التجربة منذ أيام والنتائج جيدة حتى الآن ..
وبرأيه أن زيادة استجرار الكثير من المواطنين لمادة الخبز من نافذة المخبز أثر على الكمية المباعة وسبب الازدحام الشديد أمام تلك المخابز , « كما في مخبز الضاحية» على سبيل المثال ..ونوه الى وجود ظاهرة انتشار الأولاد عند العديد من نوافذ المخابز الذين يقومون بشراء الكثير من ربطات الخبز وببيعها للمواطنين , مما يزيد من الازدحام والطلب على المادة , وتمنى على المواطنين الاكتفاء بشراء حاجتهم فقط , طالما أن الخبز متوفر باستمرار ..
وأضاف : حاليا نقوم بالتشديد على نوعية وجودة الخبز المقدم للمواطن منعا للهدر وكي لا تتحول المادة إلى مادة غير صالحة للاستهلاك البشري , وعن مخصصات كل فرد من الخبز قال: لكل أربعة أفراد من العائلة ربطة خبز يوميا وبالتالي فإن ربطتين من الخبز يوميا تكفي حاجة أي أسرة ..

حالة خلل
وعن سؤالنا حول قيام بعض المعتمدين بتخفيض مخصصات المواطنين من مادة الخبز, وبيعها في مكان آخر بسعر 75 ل.س وحرمان أهالي الحي منها طمعا في هامش ربح أكبر قال : لا ننكر وجود حالة خلل في عمل الكثير من المعتمدين المتذرعين بتخفيض المخصصات ليقوموا بحرمان المواطن من حصته من الخبز علما أن تخفيض المادة هو لكل 100 ربطة تم تخفيض 10 ربطات , وبالتالي هامش الربح للمعتمد الذي لم يعد يكتفي بهامش ربح جيد انخفض , وقد اتخذ الكثيرون حجة تخفيض المخصصات ذريعة لهم لزيادة ربحهم .. مشيرا أنه سيتم في الفترة القادمة توثيق جداول اسمية بعدد العائلات القاطنة في كل حي على cd تحتفظ به مديرية التجارة الداخلية , بالتعاون مع لجنة الحي منعا لحالات الغش , وحرصا إلى وصول المادة إلى مستحقيها …

بقي أن نقول :
نأمل أن لا يكون تأمين ربطة الخبز هاجسا يؤرق المواطن يوميا , فهموم ومصاعب الحياة اليومية تكفيه , ونتمنى على الجهات المعنية دراسة القرارات المتخذة وانعكاساتها على المواطنين بشكل صحيح , فيكفيه معاناة ثماني سنوات من الحرب بكل أشكالها ..

يوسف بدور – بشرى عنقة

المزيد...
آخر الأخبار