الواقعية في فن كنوزي جسرٌ للابداع الشعري

جمع الفنان منيف كنوزي ما بين الرسم والشعر ليبني جسرا من الإبداع الفني مرتكزاً على روابط مشتركة بينهما فاستطاع أن يقدم لوحات فنية بعين الفنان ولغة روح الشاعر وأحاسيسه ومشاعره .

عالم آخر
وعن بداياته وميوله الفنية والشعرية حدثنا قائلاً : كنت أرسم منذ نعومة أظفاري فعندما كنت في الصف الأول كان المدرس يطلب مني أن أرسم أي شيء على السبورة ليتفاجأ الجميع بجمال الرسم وكان رفاقي ينقلون الموضوع عن السبورة ويرسمونه في دفاترهم ، فحب الرسم سكن في داخلي منذ الصغر وهو حياتي كلها وعالمي الداخلي الذي ارتاح فيه وألجأ إليه وأثناء ممارسة الرسم أشعر أن بداخلي طاقة إلهام هائلة تأخذني إلى عالم آخر أبوح فيه من خلال ألواني وريشتي على لوحتي بكل ما تختزنه ذاكرتي .

جمال الريف
وعن دور البيئة في تنمية موهبته قال : لقد كان للبيئة الأثر الكبير في تحديد ميولي للرسم منذ طفولتي فأنا ابن الريف وبلدتي جميلة جداً وطبيعتها ساحرة خلابة وغنية بعناصر الجمال وما أكثرها ففيها الخضرة النضرة والورود والأزهار والأشجار والبساتين والينابيع بالإضافة للطرقات الجميلة وفيها كل شيء بسيط وجميل فالحجارة جميلة والجدران أجمل وما ينبت بها من أزهار تبهر الأنظار بجمالها وهذا الجمال الأخاذ أثر في نفسيتي وانعكس على شخصيتي فنياً في تجسيد مواضيع متنوعة مستمدة من الواقع.

علاقة الرسم بالشعر
وبالنسبة لجمعه ما بين الرسم والشعر فقال: لقد أحببت الشعر بعد أن قرأته وأعجبت به وتابعت القراءة وسكن بي حتى وجدت نفسي أجيد كتابة الشعر أيضاً وفي عمر صغير وبعد أن تمكنت من تعلم اللغة بشكل جيد ومتقن . وأثر الرسم على الشعر وبالعكس الرسم والشعر والموسيقا أخوة وبالعكس فالرسم أفادني كثيراً في وصفي للأشياء التي أنظم شعراً بها فوصفي ناتج عن فهم دقيق لكل شيء وكأنه لوحة متكاملة بكل المقاييس والأبعاد فلا تغيب عن ذهني نقطة واحدة وفكرة واحدة وما أكثر من يسألني بعد نهاية كل ندوة شاركت بها أنت رسام، كما أن تعلقي بالرسم وشغفي به وحبي له أثر على عائلتي التي تعيش أجواء العمل الفني وبكل بساطة هم يعيشون في جو مليء بالفن والألوان والمناظر الطبيعية ومن خلال مراقبتهم ومتابعتهم لعملي في الرسم والمراحل التي يمر بها أصبح لديهم ثقافة المتابعة في الرسم وكيفية بناء اللوحة والمراحل التي تمر بها كما أصبح لديهم القدرة على الحكم و تقييم أي عمل فني وتكونت لديهم رؤية فنية في الحكم على سوية العمل ومستواه بشكل صحيح .
رؤية سليمة
وتابع قائلاً :لقد أضاف لي فن الرسم رؤية سليمة لكل شيء أراه فما أراه أمامي قد لا يراه باقي الناس بالإضافة إلى ذلك أغنى ذاكراتي الكثير من المناظر الساحرة الجميلة التي خزنتها في عقلي وتفكيري وقادر على استخراجها إلى الواقع بحيث أصبح لدي مخزون من الصور والمناظر بالإضافة إلى ذلك خبرة واسعة في استخدام الألوان وكيفية تمازجها وانسجامها مع بعض ومن جانب آخر فالرسم أعطاني القدرة على تقدير الأشياء كل الأشياء التي تحيط بي ومعرفة ترتيبها وتنسيقها بشكل مختلف عن الآخرين .

ميزان للطالب المميز
وعن أهمية حصة الرسم قال: إن حصة الرسم لا تقل أهمية عن حصص المواد الأساسية مثل حصة الرياضيات وهي ميزان للطالب المميز وقد كان درسي في الرسم ممتعاً جداً لدرجة ان المدرسين كانوا يطرقون الباب لتذكيري أن وقت حصة الرسم انتهت وبدأت الحصة التالية ولدينا الكثير من الطلاب الموهوبين في مجال الرسم وهؤلاء الطلاب يحتاجون للعناية والرعاية والاهتمام بهم وتوجيههم بالشكل الصحيح لصقل مواهبهم وإبرازها لكي تنمو وتثمر.
وعن المدرسة الفنية التي ينتمي إليها قال: انتمي للمدرسة الواقعية أما الأساتذة الذين تركوا تأثيراً كبيراً في نفسي وتأثرت بأساليبهم بالرسوم الفنان الكبيران ناظم جعفري والفنان ممتاز البحره .

مشاركات متنوعة
وعن أعماله الفنية قال : لقد شاركت بثلاثة معارض فنية في أعوام 1978 و 1979 و 1980 وفي معرض المركز الثقافي الروسي 1980 ومعرض صالة الشعر في حمص عام 1995 وفي المركز الثقافي العربي الشعبي في أبو رمانة كما لي مشاركات مع زملائي في عشرين معرضا خاصا وفي كل عام أشترك في معرض نقابة المعلمين ومن أعمالي تصميم النصب التذكاري للجندي المجهول سنة 2014 في الساحة القديمة في حمص كما نلت الدرجة الثانية على العالم في نيويورك برسم شعار منظمة الأمم المتحدة عام 1992 .
أما عن أعماله الأدبية قال : أصدرت ديوانين الأول عام 2000 بعنوان ضيعتنا و الثاني عام 2010 بعنوان وادينا و ضيعتي.
و عن مشاريعه المستقبلية قال : انه يحضر لمعرض فني تشكيلي و لديه قصائد سيجمعها ديوان في المستقبل القريب .

مقبولة
و عن رأيه بالحركة الفنية في حمص قال: إنها مقبولة في وقتنا الحالي خاصة بعد الظروف القاسية التي مرت بها بلدنا الحبيب فقد لمسنا نشاطاً ملحوظاً مقبولاً تجلى من خلال إقامة المعارض الفنية التشكيلية المتنوعة وقد كان للفن التشكيلي في هذه الحرب دور هام في تجسيد الواقع وملامسته وإبراز معاناة شعبنا من خلال تناول مواضيع هامة ولدتها الحرب.
يذكر أن الفنان منيف كنوزي من مواليد 1950 وهو خريج معهد إعداد المدرسين عام 1972
هيا العلي – عبير منون

المزيد...
آخر الأخبار
في ختام ورشة “واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر ‏والصغيرة”.. الجلالي: الحكومة تسعى لتنظيم هذه... سورية: النهج العدائي للولايات المتحدة الأمريكية سيأخذ العالم إلى خطر اندلاع حرب نووية يدفع ثمنها الج... فرز الخريجين الأوائل من المعاهد التقانية إلى عدد من الجهات العامة أفكار وطروحات متعددة حول تعديل قانون الشركات في جلسة حوارية بغرفة تجارة حمص بسبب الأحوال الجوية… إغلاق الموانئ التجارية والصيد بوجه الملاحة البحرية مديرية الآثار والمتاحف تنفي ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام حول اكتشاف أبجدية جديدة في تل أم المرا ب... رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من القطاعات القبض على مروج مخـدرات بحمص ومصادرة أكثر من 11 كغ من الحشيش و 10740 حبة مخـدرة "محامو الدولة "حماة المال العام يطالبون بالمساواة شراء  الألبسة والأحذية الشتوية عبء إضافي على المواطنين... 400ألف ليرة وأكثر  سعر الجاكيت وأسواق الب...