الدكتور الشاعر عيسى أسعد : شعر التفعيلة أرى فيه روحي شفافة عاشقة تبوح للطبيعة والحياة بأجمل الكلمات والألحان…
من الشعراء الموهوبين ، فهو إضافة إلى كونه طبيباً متخصصاً بالأمراض الداخلية والقلبية والذي اختار المهنة بعد أن عانى آلام فقد والدته بمرض مزمن وهو بعمر خمس سنوات، لكن مهنته كطبيب لم تأخذ موهبته بل أضافت إليه إنسانية ومحبة لمداواة القلوب الذي هو حسب تعبيره ليس فقط مضخة للدماء بل هو كتلة مشاعر وأحاسيس…
لديه ثلاثة كتب: كتاب نثري بعنوان “قطاف الزمن الآخر”، والثاني طبي بعنوان “قلبك بين يديك”، والثالث مجموعة شعرية بعنوان “حديث الأنسام ولديه مخطوطات عدة تنتظر الطباعة .
يقول في مطلع الحوار الذي أجريناه معه : بدأت موهبتي الأدبية في الصف الحادي عشر عندما كتبت موضوع إنشاء من ثلاثين سطرا…
وبما أن الإنسان يتأثر بالوسط المحيط به فكيف إذا كان شاعرا حساسا، فحدثنا عن ذلك قائلا : أنا ابن بيئتي العابقة برائحة الطبيعة وجمالياتها فالذي يعيش بين أزهار السوسن وشقائق النعمان والفل والياسمين ليس كمن يشم رائحة التلوث ،ومن يستظل تحت نخلة باسقة أو سنديانة وارفة ليس كمن يعيش بين جدران الاسمنت ومن يكون العندليب رفيقه في صباحات تعبق فيها ريح الصبا ليس كمن يستمع إلى هدير السيارات فالأجواء الجميلة ترافق الشاعر و تكون صدى لأشعاره وهكذا كان للمكان أثره في شعري كوني ابن بلدة قرية قابعة وسط غابة من الجمال، أنا ابن مرمريتا الوفية لأبنائها، ، قد أكرمها الله بموقعها الجغرافي الجميل، وبأبناء بررة، هم حقاً أبناء حياة لم تفتهم حركة التطور بل أصبحت خزان معرفة وحاضنة للكثير من المواهب الخلاقة، وهذا الزخم المعرفي لا بدّ من أن يكون راعياً صالحاً للمواهب وتربة خصبة لإنمائها، ومرمريتا من بواكير تكوينها أكرمها الله بالعديد من المشاهير.
وحول نوع الشعر الذي يكتب فيه قال :قصائدي متنوعة بين الشعر المحكي والفصيح ولم أكتب إلا الشعر العمودي في بداياتي وفيما بعد كتبت شعر التفعيلة الذي أرى فيه روحي شفافة عاشقة تبوح للطبيعة والحياة بأجمل الكلمات والألحان ولا سيما حين يتغنى شعري بحب الوطن المنتصر وبحب الحياة والعيش الرغيد.
أما الأدباء الذين تأثر بهم قال: كنت شابا مفعماً بالحيوية، أحب القراءة، أطالع كتب التاريخ ، والعلوم أقرأ الشعر وأعجبت بقصائد المنهاج المدرسي، وفي المرحلة الثانوية والجامعية شغفت بكتابات جبران خليل جبران الروحانية الشفافة ، وكان لشعر عنترة نصيب من إعجابي لسلاسته،وسهولته وموسيقاه وأحاسيسه الصادقة …قرأت لنزار قباني وتمثلت شعره ومزجت بينه وبين أسلوبي الذي انتهجته ،كما أن لشعري شبه كبير بشعر إيليا أبي ماضي،وتأثرت في كتاباتي النظرية بأقوال جبران، فكانت كتاباتي مزيج منها لكن كان لي أسلوبي الخاص, فكنت أواظب على زيارة المركز الثقافي بحمص وأعجبت بالكتب المنوعة والغنية بألوان مختلفة من الكتب العلمية والأدبية والمجموعات الشعرية،والمعلقات وكنت أنهل دائما من نبعها حتى أصبح لدي رصيد كاف من الثقافة مع الزمن، وهكذا كانت مسيرتي ما بين الطب والشعر لا يفصلها فاصل.
عفاف حلاس