الحساب الذهني : خلق عقول مبدعة ..تشجيع على تنمية مهارات التفكير.. برنامج لإيجاد نتائج العمليات الحسابية باستخدام الخيال والأصابع

يعتبر الحساب الذهني من أهم مهارات التفكير في إيجاد الحل والنتيجة للعمليات الحسابية دون استخدام أي وسيلة مساعدة وما يميز برنامج الحساب الذهني الياباني عن غيره من البرامج الشبيهة هو تركيزه على تنمية مهارات الطلاب وليس فقط امتلاك مهارة الحساب السريع إذ أن الطلاب الذين ينتظمون في مستويات الحساب الذهني تتطور لديهم العديد من المهارات والتي تنعكس معهم على المواد الأخرى وليس الرياضيات فحسب ، لأن برنامج الحساب الذهني معد ليتناسب مع قدرات كل طالب بغض النظر عن مستواه الأكاديمي والمنهج التربوي المعتمد .

انتشر مؤخراً برنامج الحساب الذهني لتنمية مهارات الطفل في الحساب الذهني والرياضيات ولهذا البرنامج صدى كبير بين التلاميذ والأهالي والمدربين ، فكان لابد من إلقاء الضوء على البرنامج والهدف منه من خلال لقاء بعض أصحاب الشأن والأهل والتلاميذ .
وسائل موجودة
أشار سليمان دياب الحاصل على براءة اختراع لهذا البرنامج إلى أنه قام بتطوير مهارات التفكير الحسابي باستخدام وسائل موجودة في جسم الإنسان أي الأصابع وقد تم إنشاء هذا البرنامج قبل عامين ونصف في فلسطين ويهدف إلى تنمية مهارات التفكير الذهني « التفكير التحليلي والتركيبي والإبداعي » لإعطاء الإجابة وبسرعة جيدة ,ويبدأ بتعليم الطلاب ابتداءً من مراحل الطفولة الأولى ويتم ذلك بإسقاط العمليات الحسابية على أصابع اليدين, وانتشر هذا البرنامج في العديد من الدول العربية « مصر وسورية والمغرب والأردن وفلسطين « وكان هناك أطفال متميزين بفك عمليات حسابية معقدة .
مادة مرغوبة
وأكد رامي فويتي وكيل هذا البرنامج في سورية أنه يقوم بدوره بتدريب وتأهيل فئة الحاصلين على الشهادات الجامعية من خلال دورات مدتها شهرين ليكون المتدرب قادرا على تدريب الأطفال وإيصال المعلومات اللازمة لهم ليكونوا مستعدين لاستعمال الحساب الذهني مشيرا إلى أن هذه المادة مرغوبة في المدارس ورياض الأطفال ومن المتوقع وضع هذا البرنامج بين مواد المناهج الدراسية مستقبلاً.
الاستمرارية مطلوبة
كما أشارت المدربة مها عمران أن نجاح هذه الدورات للحساب الذهني يكون باستمرارية المتابعة للدورات فهي لا تقف عند دورة واحدة وأن يكون الطفل منجذباً لهذا العمل ومتابعاً له في المنزل وهذه من الصعوبات التي واجهت المدربين في اجتماعاتهم مع الأهالي الراغبين بأن يتحول طفلهم بين ليلة وضحاها إلى مبدع في الحساب الذهني دون أن يكون الطفل منجذباً لهذا العلم ومتابعاً له في المنزل.
متوفر لكافة الأطفال
وبينت المدربة شيرين دردر بأن من المهم أن لا يكون عدد الأطفال كبيراً في الحلقة وأضافت أن باستطاعة ذوي الاحتياجات الخاصة تعلم الحساب الذهني , وأطفال التوحد أيضاً بالإضافة لأطفال الإعاقات الأخرى ,كفقدان إحدى الذراعين التي يتم استبدالها بكف كرتوني, ويختلف أداء الأطفال باختلاف إدراكهم لهذه العمليات فتحسب سرعة الإجابة بالثواني وهذا ما يميز طفل عن آخر ولا يمكن لطفل أن ينتقل إلى مستوى أعلى إذا لم يكن ملما بالمستوى الذي قبله .
يزيد ذكاء الطفل
وأوضح المدرب بديع محمد أنه حاليا قام بتنشيط الرياضيات السحرية أو الحساب السحري, وهو برنامج لإيجاد نتائج العمليات الحسابية باستخدام مهارات « الخيال – الأصابع –( الأباكوس»المعداد» )….» وغيرها من المهارات مؤكداً أن الحساب الذهني يزيد ذكاء وقدرات ومهارات التركيز عند الطفل كما يعزز ثقته بنفسه بالإضافة لنشاط برنامج « سي دي مان » حيث يمثل الحرفان « سي دي» الحرفين الأولين من اسم مبتكر هذا البرنامج « سليمان دياب» ويعتمد هذا البرنامج على استخدام الأصابع في إيجاد العمليات الحسابية بأشكالها المختلفة « تربيعات – تكعيبات – تجذيرات – مصفوفات – خوارزميات».
رفع مستوى ثقافة الطفل
وأوضحت سميّة مكي مسؤولة الإبداع والابتكار في مؤسسة «علمني» أن الهدف من برنامج الحساب الذهني أو الحساب السحري رفع مستوى ثقافة التفكير عند الطفل والاهتمام بالمهارات العقلية له وتنميتها
مركز عالمي
و نوهت رفيدة مكي مديرة مؤسسة «علمني كيدز» إلى انطلاق مسابقات في الحساب الذهني على مستوى القطر في العام المنصرم ليترشح بعدها الطفل حسن عبد اللطيف لمسابقة عالمية ليحصد فيها المركز الثالث عالمياً في ماليزيا مؤخراً .
و أشارت إلى انطلاق مسابقة في الحساب الذهني بتاريخ 28- 7 -2018 تحت شعار« سورية مجدها بأطفالها», و ذلك بالتعاون بين مؤسسة علمني و منظمة حقوق الطفل ووزارة الثقافة حيث أقيمت هذه المسابقة على مستوى المحافظات و سيتم ترشيح الأطفال الفائزين إلى مسابقة على مستوى القطر متمنية تحقيق أطفالنا مركزاً عالمياً
الهدف بناء الطفل
هيام حلاق عضو مجلس إدارة جمعية حقوق الطفل قالت : إن الجمعية مسؤولة بالتعاون مع مؤسسة علمني عن برنامج الحساب الذهني منذ عام 2010 حتى الآن مشيرة إلى انتشاره بشكل سريع في جميع محافظات القطر ما يساهم في نشر العلم بشكل أوسع بين شرائح المجتمع لأن الهدف الأساسي هو بناء الطفل و بالتالي بناء المجتمع على أسس علمية سليمة
تنمية المهارات
وشرحت المديرية أليسار نيوف أن برنامج الحساب الذهني يساعد على تنمية مهارة العين لأنه يعتمد على تدريب العين على التقاط الصور و النصوص بشكل أسرع و تخزينها في الذاكرة بالشكل الصحيح عبر التدريب المستمر في التقاط الصور بما أن 87 % من البشر يتعلمون عبر الذاكرة البصرية ,كما يساعد على تنمية مهارات الاستماع و التحليل وذلك من خلال التمرين المستمر على أداء العمليات الحسابية التي يمليها المعلم بهدف اكتساب السرعة و الدقة في إجراء العمليات الحسابية , بالإضافة لتقوية تلك المهارات لأن هذا البرنامج معد أساساً من أجل تحقيق السرعة في التدريب العملي المستمر و الدقة عن طريق التمرين على عمليات المراجعة لجميع العمليات الحسابية .
الاعتماد على النفس
وأضافت : إنه يحفز الرغبة لدى الأطفال بالاعتماد على أنفسهم خصوصاً بعد تحررهم من الاعتماد على الآلات الحاسبة و أجهزة الكمبيوتر و الأجهزة الأخرى معتمدين كليا على أنفسهم إذ يستخدمون عقولهم و حساباتهم الفطرية , بالإضافة إلى الثقة المكتسبة لديهم بعد تحررهم من رهبة مادة الرياضيات و اكتساب قدرات ذهنية عامة و متقدمة تستمر مدى الحياة , إضافة إلى تنمية مهارات الكتابة السريعة كونه يتم التركيز في هذا البرنامج بشكل أساسي على الخط الجميل و سرعة الكتابة و هما من المهارات الصعب القيام بها معاً بشكل عام .
تجربة ناجحة
سوسن علي مدرسة تاريخ تحدثت عن تجربتها في إتباع و لديها لدورات الحساب الذهني قائلة : لاحظت وجود بعض الصعوبات التي تعترض ابنيّ في التعليم فهما بطيئان في الكتابة و القراءة و هي من الأمور التي شغلتني ,خاصة أنني حاولت المتابعة معهما لكن النتائج لم تكن مرضية, ولكن بعد تسجيلهما في الدورات كانت النتائج الأولية مرضية , لكونهما تجاوزا المستوى الأول بنجاح ولاحظت نسبة التطور في تفاعلهما مع القراءة والكتابة, ولدي الثقة المطلقة أن ما أنجزاه من خطوات بفضل التدريب على الحساب الذهني ساعدهما على تطوير قدراتهما , وبرأيي أنه من الممكن أن تكون المستويات القادمة منتجة أكثر.
وأضافت : ولأنني معلمة أدرك جيداً أهمية المهارات التي يتم العمل عليها خلال الدورة وهي« عبارة عن ساعتين في الأسبوع وحوالي ربع ساعة تدريب يومي» بإشراف الأهل حيث اندمجنا مع الفكرة وتفاعلنا مع المشروع كونه يساعد الأبناء على الخروج من الفكرة التقليدية في التعليم إلى طريقة ذهنية حضارية تحفز الطفل على الاعتماد على الذات والتفاعل الإيجابي…
فكرة لاقت استحسان
وتحدثت مادلين باش مديرة إحدى رياض الأطفال في حمص عن تبنيها للفكرة ودعمها لزيادة انتشارها في المدينة بعد تعرفها على فكرة العمل وهي من الأفكار التي لاقت استحسان الأهالي, وأضافت : لأننا على تماس مباشر مع العملية التعليمية عملنا على دراسة الفكرة ووجدنا فيها خطوة جيدة لتطوير عقل الطفل وقدراته العقلية من عمر الأربع سنوات ولغاية الثانية عشرة ,ولاحظنا بعد عملية بحث مطول أن هذه الطريقة تساعد على رفع مستويات التركيز والملاحظة وتقوي الذاكرة والاستماع والدقة وملكة التخيل لديه, وفق أساليب تنطلق من تفاعل الطفل مع نمط جديد في التعليم عن طريق الأرقام والحساب والضرب والطرح والجذر التكعيبي والتربيعي, التي تنقل الطفل إلى مرحلة امتلاك القدرة على حل المشكلات على أساس قوي من التركيز والدقة والحفظ السريع, حيث يبدأ المستوى الأول في هذا البرنامج بالاعتماد على الأباكوس «المعداد» بنسبة( 90%) لتصبح ثمانين ٪ في المستوى الثاني, وتتطور لغاية المستوى العاشر ليصبح الطفل قادراً على الحساب الذهني من دون وسائل مساعدة , وهنا يبدأ الاعتماد على تطوير قدرة الطفل على التركيز والملاحظة, بالإضافة لتعويده على عملية فصل الحواس لنجده قادراً على الجمع والطرح والضرب وإجراء عمليات حسابية ذهنية والغناء مثلاً أو الانتباه إلى حديث المعلمة أو زميله, ليتمكن بذلك من إجراء عملياته الحسابية المطلوبة ضمن مختلف الأجواء .
سرعة مكتسبة
الطفلة ماسة تموم ثمان سنوات أكدت إتباعها ثلاث دورات في برنامج الحساب الذهني وقالت : هذه الدورات أكسبتني السرعة في حساب العمليات الرياضية والسرعة في الكتابة, وساعدتني على السرعة في حفظ المواد الأخرى في المنهاج, وقد ترشحت للمسابقة على مستوى المحافظة وقمت بحل 60 عملية حسابية خلال 4 دقائق من أصل 15 دقيقة ,وأكدت رغبتها في الاستمرار في بقية مراحل الحساب .
تيم حمدان 9 سنوات خضع لدورات الحساب ابتداء من المرحلة «زيرو» والآن هو في المرحلة الثانية وأخبرنا أن هذه التجربة أكسبته العديد من مهارات القراءة السريعة في منهاجه الدراسي بالإضافة لمهارات الحساب السريع .
والجدير ذكره يتم ترشح لمسابقة الحساب على مستوى القطر خلال الشهر الجاري
شذا الغانم – نور عمران

المزيد...
آخر الأخبار