أتذكر صديقي الرائع الذي عرف أن زوجته مصابة بالسرطان ، فقال لها بشجاعة نادرة وثبات فريد : أنا وأنت وأولادنا الثلاثة سنخوض حرباً مع هذا الداء الخبيث وسننتصر فيها ، وسيندحر السرطان يجر أذيال خيبته ، وكانت معركة الحياة مع المرض الخبيث شرسة هادئة وقد مضى على الانتصار أكثر من عشر سنوات كما أتذكر معلمي وصديقي الأديب اللامع الموسوعي الذي قال : سأجعل السرطان يندم أنه جاء إليّ ، والآن وبعد أكثر من خمس سنوات حقق ما قاله بثقة وفرح .
وأذكر أنني قرأت قصة حقيقية بطلتها – كاثي غودمان – التي كتبت تقول : عندما عرفت أني مصابة بسرطان الثدي آمنت حقاً بكل قلبي ، وبكل قوة أوتيتها أني شفيت تماماً ، وشكرت الله كل يوم على شفائي وكررت ذلك كثيراً ، وآمنت في أعماقي أني شفيت .
وكنت أرى نفسي داخلياً ، وكأن السرطان لم يوجد يوماً في جسدي ، وكانت مشاهدة الأفلام الكوميدية إحدى الطرق التي استعملتها لشفاء نفسي . كنت أضحك فقط أضحك ، وأضحك .
لم أقبل أن أرزح تحت رحمة الضغط والتوتر لأنني عرفت أن التوتر كان أحد أسوأ الأشياء التي يفعلها الإنسان بنفسه ، بينما يحاول معالجة جسده .
وبعد ثلاثة أشهر فقط من تشخيص المرض ، شفيت نهائياً دون استخدام أية جلسات إشعاعية أو كيميائية .
إذاً هذه الإنسانة امتلكت قوى لا تهزم ، قوة الإيمان بالشفاء الأكيد ، قوة الابتسامة والفرح وقوة الامتنان والشكر على الشفاء ، فاستطاعت تفتيت المرض وطرده من الجسد .
فالمرض يتواجد عبر الفكر أولاً ويستمد بوجوده عبر مراقبة الفكر له والانتباه المحشود لأجله ثانياً . والأمراض لا تستطيع العيش في أجساد ذات حالة شعورية صحية ، ولا يمكنها أن تستمر داخل أجساد تملك أفكاراً متناغمة مع الحياة مع الفرح مع الطمأنينة .
ومن يستطيع أن ينكر أن الأفكار السوداء البغيضة سبب الأمراض الإنسانية كلها بما فيها الكآبة والأمراض الخبيثة والمستعصية .
يقول أحدهم : إذا عانيت من مرض ما ، وفكرت به باستمرار ، وتحدثت عنه للناس ستزيد من عدد خلاياك المريضة ، فاغمض عينيك وانظر إلى نفسك داخلياً وتصوّر أنك في حالة صحية مثالية ، واترك للطبيب مهمة الجري وراء المرض .
إذاً تفكير الإنسان هو المسؤول ويجب أن يكون تفكيراً محاطاً بالابتسام ، بالفرح بالأمل والتفاؤل وعلى كل واحدٍ منا أن يقول : أنا بحالة رائعة أنا أشعر بالراحة الشديدة وأشعر بها فعلاً .
فالأفكار السعيدة تقود لبنية فيزيولوجية أسعد وأصح وأكثر استقراراً أما الأفكار السلبية السوداء فتهلك البدن وتتعب الدماغ بشكل جدي لأن أفكارنا وعواطفنا هي التي تعيد تنظيم الجسد وبنائه وتجديده ، فالسعادة حالة شعورية وجودية ، أو هي كما قال جبران خليل جبران : صبية تولد في أعماق القلب ولا تأتي إليه من محيطه .
وإذا ما تماهى جسدي مع جسد وطني ومن طبعي أن أتماهى معه ، فإن جسد وطني الذي هاجمته الخلايا السرطانية من كل حدب وصوت سيتخلص منها ، من خلال التفكير بفرح بأمل عظيم تاركين التفكير بآلامنا خلفنا كي نتخلص منها ، وهنا أعود إلى التأكيد على قوة الابتسامة في التفكير وقوة الإيمان بالشفاء الأكيد وعندها تكون قوة الامتنان والشكر على الشفاء وهو قريب قريب !!
المزيد...