لايخفى على أحد أن الحرب على اليمن مرتبطة بشكل وثيق مع سواها من الأزمات المتفجرة في المنطقة والتي تعمل القوى الغربية على إطالة أمدها بغية السيطرة على المنطقة بشكل أو بآخر .
ومنذ إعلان السعودية بدء حربها الدموية على اليمن مع حلفائها بالوكالة عن الولايات المتحدة والشعب اليمني يعاني مايعانيه من الدمار والتشرد والموت والجوع حتى غصت أرض اليمن السعيد بالقبور ، وأصبحت مأساة اليمنيين كارثة حقيقية من كوارث هذا القرن ولأن الشعب اليمني شعب صامد والمقاومة الشعبية عصية على الانكسار والهزيمة لذلك فقد أثبت المقاومون خلال سنوات الحرب الأربع قدرتهم على صون حدودهم رغم القصف الجنوني لطائرات التحالف ، واستطاعت هذه المقاومة تحقيق الانتصارات حيث وصلت صواريخها إلى العمق السعودي ، وحققت سيطرتها على عشرين موقعاً داخل الحدود اليمنية رغم استماتة تحالف الشر لانتزاع الحدود ليستخدمها كورقة حصار يمنع من خلالها دخول أي مساعدات إنسانية ويضمن عدم قدرة المقاومة على الرد من خلالها لكنه فشل في ذلك .
ومع إعلان المقاومة اليمنية عن استهداف محتمل لمئات المواقع في عمق جبهة العدوان ولاسيما المطارات ، والسعودية تعيش في حالة من الرعب وعدم الاستقرار أو الشعور بالأمان خاصة أن المقاومة تؤكد اليوم على أن مرحلة الرد المشروع على الاعتداءات السعودية مستمرة مادام العدوان مستمراً ورسائل التهديد تؤكد أيضاً على أن ترسانة الصواريخ التي تمتلكها المقاومة قادرة على تغيير موازين القوى مع العدو وأن القادم مليء بالمفاجآت وهذا سيدفع السعودية للبحث عن « مخرج سياسي « والخروج بأقل الخسائر الممكنة من اليمن عبر التفاوض السياسي مع اليمنيين .
المبادرات الأممية تسعى إلى إيقاف الحرب وحقن دماء اليمنيين وآخرها مبادرة « اتفاق ميناء الحديدة « الذي يسعى إلى وقف إطلاق النار والتهدئة للتوصل إلى اتفاق يضمن السلام لجميع الأطراف ويحفظ للسعودية المهزومة ماء وجهها المراق بعد الانتصارات المدوية للمقاومة اليمنية ، والاتفاق يتضمن أيضاً انسحاباً عسكرياً لجميع القوات في المدينة والميناء بمراقبة من الأمم المتحدة ، والسؤال الذي يطرح نفسه : هل يمكن تأمين انسحاب لجميع القوات من الحديدة في جو تنعدم فيه الثقة بين التحالف العدواني وقوات المقاومة اليمنية مع التأكيد على أهمية الحديدة ومينائها ، فهي الوريد الذي يمد ملايين اليمنيين بالحياة في ظل معاناتهم الطويلة مع الجوع والحصار .
التحالف السعودي يدرك اليوم وأكثر من أي وقت مضى انه غير قادر على إحراز أي نصر في اليمن أو تحقيق أي مكتسبات بعد أن ظهرت هشاشة جبهته القتالية وعدم قدرة منظومة « الباتريوت « الأمريكية على صد صواريخ المقاومة اليمنية ومسيراتها، كما أن المقاومة وباعتمادها مساراً تراكمياً في التخطيط والتنفيذ قادرة على تحقيق معادلة التموضع الدفاعي والهجومي وإحباط محاولات التحالف ومبادراته العدوانية والإمساك بزمام المعركة .
أمريكا التي دعمت السعودية خلال سنوات الحرب وقدمت لها السلاح وعملت على تغطية جرائمها الدموية بحق الأبرياء في اليمن وساهمت في دمار اليمن وتشريد أهله غير قادرة اليوم على إيجاد حل سحري ينهي الحرب على اليمن ويضمن للسعودية الخروج من مستنقع حربها على اليمن دون أن تظهر بمظهر المهزوم الذليل الذي لحق به عار الهزيمة ،لذلك على التحالف العدواني أن يبحث عن حلول سياسية تخرجه من هذه الورطة بأقل الخسائر الممكنة بعد أن أدرك أن الشعوب المقاومة قادرة على الصمود والتصدي وتهديد معتديها ومقاومتهم حتى تحقيق النصر وإجبار عدوها على التراجع والانسحاب .
محمود الشاعر
mmalshaeer@gmail.com