في الزهورية .. شوارع ترابية والمدارس «مستودعات بأسقف مستعارة»

إن توقف وتأجيل المشاريع الخدمية في معظم قرى الريف الشرقي خلال فترة الحرب على سورية انعكس بشكل سلبي على الحياة اليومية للمواطن الذي يقطن تلك القرى , وأضحى تحسين الواقع الخدمي من الضروريات , خاصة وأن تلك القرى تعيش ظروفا صعبة على مختلف الأصعدة …
كانت جولتنا هذه المرة إلى قرية الزهورية التي تبعد عن مدينة حمص 12 كم ويبلغ عدد سكانها حوالي ( 4000) نسمة وتضاعف الرقم بعد قدوم الكثير من الوافدين إليها .

وللاطلاع على الواقع الخدمي التقينا الأهالي واستمعنا لهمومهم ,إضافة الى لقاء رئيس البلدية محسن الزين والمختار ورئيس الجمعية الفلاحية ورئيس لجنة الحي عبد الباسط العباس وعددا ً من أعضاء اللجنة .
المدرسة «مستودع قديم»
يقول المختار : يوجد في قريتنا ثلاث مدارس واحدة منها خصصت للحلقتين الأولى والثانية معا .. فالدوام الصباحي خصص للمرحلة الابتدائية , و الدوام المسائي للمرحلة الإعدادية وهي في بنائها عبارة عن مستودع تم تجهيزه بشكل مبدئي وبسيط جدا ً … إذ تم تقطيعه إلى عدة غرف صفية ومجهز بمقاعد وسبورة وأبواب مغطاة بشوادر دون نوافذ باستثناء فتحات للتهوية ، وقد أطلق اسم الشهيد عبد الكريم مشنن على هذه المدرسة «علما أننا لم نلحظ وجود لوحة باسم المدرسة والكلام للمحررة » , مع وجود غرف مسبقة الصنع خصصت كشعب صفية خارجية .
و أكد مدير المدرسة حمزة عثمان كلام المختار قائلا : بالفعل لقد تم تخصيص المدرسة ( المستودع) للحلقتين الأولى والثانية بدوام صباحي للابتدائية وبواقع عدد طلاب 476 طالبا ً و13 شعبة صفية وبدوام مسائي خصص للإعدادية بواقع 234 طالبا ً و9 شعب صفية , وأشار إلى معاناة الطلاب في فصل الشتاء من البرد القارس رغم وجود التدفئة والسبب هو أن الجدران هي عبارة عن بلوك فقط ولم يتم اكساؤه , إضافة لعدم وجود أبواب , ورغم ذلك فطلابنا مصممون على التعليم وإتمام دراستهم رغم صعوبة الظروف التعليمية .
وأضاف : نعمل منذ بداية العام الدراسي على تأمين الكتب المدرسية لجميع المراحل للطلاب , وحتى الآن لم نستطع تأمين بعضها ,أما الكادر التدريسي فهو من خارج الملاك والمستوى التعليمي مقبول .
ونوه إلى أن المدرسة كانت في حي دير بعلبة والذي تعرض للتدمير والتخريب حيث استطعنا «والحديث مازال للمدير» نقل الأثاث منها إلى هذه المدرسة واستخدامها لتعليم طلاب الحلقتين الأولى والثانية كما ذكرنا سابقا …
وتابع حديثه قائلا : المدرسة الثانية في القرية تدعى مدرسة مزرعة الشيخ (الزهورية المحدثة 1 و 2) وتقع في الجهة الشمالية من القرية , والمشكلة التي يعاني منها الطلاب والمدرسون هي صعوبة الوصول اليها كون الطريق المؤدي إليها ترابي حتى الآن , وهو بطول 1450 مترا, ومليء بالحفر التي تمتلئ بالمياه والوحول شتاء ..
مشيرا إلى أن هذه المدرسة أيضا عبارة عن مستودع , تم تسويرها بسور معدني ومجهزة بعدة غرف صفية وأدوات بسيطة تفي بالحاجة لتعليم الطلاب …
وهنا تمت الإشارة إلى قيام أحد الأهالي بالتبرع بقطعة أرض مساحتها 2000م2 لإشادة مدرسة عليها ولكن ظروف الحرب حالت دون البدء بالعمل ..
شوارع ترابية
يقول رئيس البلدية : إن كافة الشوارع في القرية ترابية وبحاجة إلى تعبيد خاصة شارع البلدية وهو بطول 900 م , كذلك طريق الزهورية غربي وهو طريق زراعي ضيق أيضا ً , ومن الضروري توسيعه فهو بعرض مترين فقط ,علماً أنه يخدم الأهالي للوصول لأراضيهم الزراعية ..
خزان إضافي
شبكة الكهرباء موجودة منذ عام 2001 ولم يطرأ أي استبدال عليها ,وهي بطول 27 كم،و يشكو الأهالي القاطنين في الحي الجنوبي الشرقي« طريق العبريني » من ضعف التيار الكهربائي فهو أقل من ( 190ك . ف) ما يؤدي إلى تعطل العديد من الأجهزة المنزلية ،وأشار رئيس البلدية إلى قيامهم بمخاطبة شركة كهرباء حمص أصولا , علما أنها كانت قد قامت بتعهيد هذا العمل إلى متعهد وقد توقف بسبب الحرب، ويتمنى الأهالي لو يتم تزويد القرية بخزان إضافي لتغذية التيار.
وأضاف : قدوم عدد كبير من الوافدين إلى القرية أدى إلى قيام البعض بالاستجرار غير المشروع للتيار الكهربائي, مما سبب في ضعف التيار ,ومع ذلك فإن وضع التيار الكهربائي حاليا ً مقبول علما أن الأمراس من الألمنيوم وأعطالها كثيرة .
شراء مياه الشرب
يقول الأهالي : اعتادت مديرية الخدمات الفنية تزويد القرية بالمياه مرتين أسبوعيا ً ولكنها توقفت ، لذلك نقوم بشرائها من الصهاريج « كل خمسة براميل» بقيمة 3500 ل.س دون معرفتنا بمصدرها , مما يشكل عبئا ً ماديا ً مع العلم انه يوجد شبكة مياه بالقرية .
ويضيف رئيس البلدية : لقد تم حفر بئر مياه قبل بدء الحرب لتغذية قرى المنطقة في قرية الحازمية وهو بئر جوفي ولكنه تعرض لخلل فني أدى إلى توقف العمل فيه رغم وجود خزان ماء كما تعرضت التجهيزات الخاصة به للسرقة والتخريب.
علما أننا قمنا بمخاطبة ومراجعة مؤسسة المياه بهذا الخصوص , وكان الرد دائما بالوعد بمتابعة الموضوع والعمل على تأمين المياه عن طريق خط مياه المشرفة وحتى الآن مازال الوضع على حاله والأهالي ينتظرون الفرج …
حفر فنية
يؤكد الأهالي أن شبكة الصرف الصحي موجودة في أجزاء قليلة من القرية ,مثل شارع البلدية وجنوب الطريق العام ولكن العمل متوقف فيها .
ويشير رئيس البلدية إلى أن هذا المشروع متوقف ولم يوضع في الاستثمار لربطه إقليمياً بمحطة التصفية المزمع إقامتها في قرية السعن الأسود وحالياً يقوم الأهالي باستخدام الحفر الفنية ويناشدون الجهات المعنية بمساعدتهم بتعزيلها باستمرار حرصا على الصحة العامة , ومنعا لانتشار الأمراض وخاصة عند الأطفال ..
لا التزام بالمواعيد
يوجد جرار زراعي لترحيل القمامة وهو يخدم قرى : الزهورية والحرية والحازمية والكاظمية والرياض والصالحية وخصص لكل منها ثلاثة أيام في الأسبوع وترحل القمامة إلى مكب تل النصر .
والمشكلة في عدم التزام الأهالي بوضع القمامة بأكياس مناسبة وبمواعيد ترحيلها مما يسبب تراكم الأوساخ في الشوارع .
الغاز متوفر
يوجد معتمدان لتوزيع اسطوانات الغاز على الأهالي , والمادة متوفرة وتباع الاسطوانة بالسعر المحدد .
المخصصات لا تكفي
يتم استجرار الخبز من مخبز حي دير بعلبة ولكن المخصصات لا تكفي حاجة القرية خاصة أنه تم تخفيض كمية الدقيق بنسبة 10% إضافة إلى عطلة المخبز الأسبوعية , ويوجد في القرية ثلاثة معتمدين, ونوه الأهالي الى عدم قدرتهم على شراء الخبز السياحي عند نقص الخبز خاصة وأن سعر الربطة منه يعادل سعر 3 ربطات خبز عادية ..
نقطة طبية
لا يوجد نقطة طبية أو مستوصف في الزهورية ويقوم الأهالي في الحالات الإسعافية بالتوجه الى القرى المجاورة زيدل أو كفر عبد أو يتوجهون الى حمص ..
ترخيص الآبار
يقول رئيس الجمعية الفلاحية أنه تم توزيع مادة المازوت العام الماضي على دفعتين 200 ليتر لكل عائلة ..كما تم توزيع المازوت المخصص للمكننة الزراعية , حيث منح كل جرار زراعي 100 ليتر وحسب مساحة الأراضي الزراعية , ويعمل الأهالي حالياً للحصول على رخص للآبار الموجودة .
أسواق تصريف
يقوم أهالي القرية بزراعة الخضار الموسمية صيفاً شتاء وبزراعة الزيتون واللوز والكرمة , إضافة إلى زراعة القمح والشعير كمحاصيل مروية . إضافة إلى تربية الأغنام والأبقار والماعز , وتبلغ المساحات المزروعة بأشجار الكرمة والزيتون والرمان والدراق 1230 دونماً مروياً ,و2300 دونم بأشجار الزيتون واللوز « بعل » و150 دونما ً محاصيل مروية من القمح والشعير و2535دونما ً محاصيل بعلية من القمح والشعير و 510 دونمات خضار صيفية وشتوية , كما يوجد 526 رأس بقر و875 رأس غنم و202 رأس ماعز .
يقول أحد المربين نبيع كيلو الحليب بقيمة 145 ل.س للتاجر ونشتري كيلو العلف بقيمة 160 ل.س … ونحن نعاني غلاء سعر الأعلاف مقارنة مع سعر المنتج , نتمنى على الجهات المعنية إيجاد أسواق تصريف للمادة بعيدا عن وساطة التاجر ..
خدمة جزئية
خدمة الهاتف الثابت موجودة في جزء من القرية فقط , والمزعج في الموضوع «على حد قول الأهالي» أنهم قاموا بالتبرع بقطعة أرض لوضع خلية ضوئية هاتفية (عمل شعبي )على أطراف القرية كحل لمشكلة الهاتف , ولكن هذه الخلية تخدم قرى الحازمية والحرية وجزءاً من القرية فقط .. كما طالبوا بتزويدهم ببوابات انترنت أسوة بغيرهم ..
لا وسائط نقل
الزهورية تعاني من عدم وجود وسائط نقل تصلهم بالمدينة أو بالقرى المجاورة ويناشدون الجهات المعنية لتأمين سرافيس تعمل على خط الزهورية – حمص لتخديم طلاب المدارس الذين يعانون يوميا , كما يضطر المواطن للسير مسافة 3 كم حتى يصل إلى الطريق العام ويستقل أي سيارة عابرة , ويلجأ الأهالي للتعاقد مع سيارات خاصة لنقل الطلاب .
يؤكد رئيس البلدية : أنه تمت مخاطبة شركة النقل الداخلي بضرورة وصول السيارات العاملة على خط حمص دير بعلبة إلى القرية والتي تبعد عنها مسافة 3 كم فقط ولكن الرد جاء بالرفض لعدم توفر الإمكانية لتخديمهم بوسائط نقل حاليا ..
وختم حديثه قائلا : إن القرية مترامية الأطراف والمخطط التنظيمي لم يشمل كل القرية كونها أراض زراعية.
تحقيق وتصوير :نبيلة إبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار