كنا نأمل أن نشاهد سيمفونية كروية من منتخبنا الشاب الذي يخوض التصفيات المؤهلة لكأس آسيا والتي تقام بالضيافة الفلبينية.
أملنا بني بالقياس على المباراة الأولى التي اكتسح فيها منتخب بنغلادش برباعية،وعلى المواهب والخامات التي يضمها مدعومة بعدد من المحترفين في الدوريات الأوروبية.
لكن ما تابعناه على أرض الواقع أعطى انطباعاً مغايراً تماما،وبدت كتيبة محمد عقيل عاجزة عن اختراق الدفاعات البوتانية ،وبشق الأنفس خرجنا بفوز هزيل وبهدف وحيد في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة.
وللحقيقة فإن نسور قاسيون الشابة لم تقدم ما يتناسب مع ما تمتلك من مواهب وخامات،وهو وعلى الرغم من فوزه في الافتتاحية برباعية وهذه المباراة،فقد كان الأداء هزيلا ولا يبشر بكثير من الأمان في القادم من المباريات في هذه المجموعة الضعيفة نسبياً .
نظام التصفيات يقوم على عبور أوائل المجموعات إلى النهائيات مع خمسة فرق تحتل المركز الثاني في مجموعاتها،هذا يعني أن مجموع النقاط يحتاج إلى عدد كبير من الأهداف وخاصة إذا تعادلنا مع الفلبين التي فازت على بوتان التي واجهناها في المباراة الثانية، بخماسية نظيفة.
طبعاً هذا القياس ليس قطعياً ،ومن يريد العبور عليه أن يكون أمر عبوره بيده وإلا ينتظر الخدمات من الآخرين الذين يسعون لنفس المكان،ومن الأخطاء الكبيرة في عالم كرة القدم الحديثة أن تبني أحلامك على الورق على أساس أن الفوز على هذه المنتخبات مضمون وهذا المضمون لايكون إلا في الميدان.
قد يأتي من يقول إن منتخب بوتان تكتل دفاعيا ،فهل يريد هذا القائل أن يفتح ملعبه لاستقبال الأهداف؟؟
وعلى العكس تماماً ،فقد كان منتخب بوتان متماسكاً دفاعيا وهجوميا،وماكان ينقصه هو الفعالية الهجومية التي لايجيدها كما يجب ولو كان كذلك ربما كانت النتيجة غير ذلك.
بوتان يقودها مدرب ياباني استطاع توجيه المباراة كما يريد وكما يجب أن تكون وأن تكون الخسارة إذا كان لابد منها بأقل عدد من الأهداف على أمل تحقيق النقاط التي تضعه في المنافسة على حلم الوصول النهائيات.
وباختصار منتخب بهذا الشكل إن لم تستطع الإدارة الارتقاء به وتطويره، وحتى لو وصل للنهائيات فإنه لن يذهب بها بعيدا وحدوده دور المجموعات،منتخب ينقصه الكثير من العمل ومعرفة مكامن الخلل،وينقص القائمين عليه القدرة على قراءة المباريات ،ورفع جاهزية اللاعبين والقدرة على توظيف كل لاعب في الدور الذي يتطلب منه القيام به في الملعب،وهذا المنتخب الذي كان في فئة الناشئين بنفس الأسماء يجب أن يكون أكثر انسجاماً وفعالية جماعية تعزف سيمفونية فرح للشعب العربي السوري لأن هذا المنتخب هو أمل الكرة السورية خلال السنوات القادمة
عادل الأحمد