منّي إليكم جنود الوطن مع وارف المحبّة حين يعرّش الياسمين على ضفائر الشّام.. وحين يضحك الحبق على شرفات الفرح …. وتغني العصافير مبتهحة فوق أغصان الزيزفون … وحين تسمع ضحكات من تحبّهم عالية….. و يلعب الأطفال مبتهجين ويتابعون طائراتهم الورقية…. وعندما يغرّد البحر ويداعب أجساد السوريين بمحبّة …. وحين تشرق الشّمس كل صباح فوق التلال الخضراء التي تنشد للسّلام وتتباهى بزيتونها ورمانها …. وحين تنام قرير العين هنياً …. اعلم أن هناك عيوناً ساهرة تخبئ الفجر لتهديه للجميع … اعلم أنّ هاماتاً ترتفع مثل الحور لتمنح الظل لكل الوطن … إعلم أن قلوباً تخفق بالمحبّة وتداري العذاب والوجع لتصيغ الشّمس سنابل قمحٍ لكي يأكل الجميع.. وأنّ وجوهاً لها براءة القديسين تغدق عليك من كيول عطائها في السّنين العجاف… وإذا كان لديك عقلٌ رياضي لتحسب… قس كمية الدماء التي تدفقت لكي نستمتع بهذا السلام وهذه النّسمات العليلة … واحسب عدد الأجساد التي عانقت التراب بمحبّة وكرامة و عطاء ووهبت ذاتها ليحيى الوطن … ولاتنسَ …. أنّ البحر صار مالحاً من دموع الأمهات…. كل عام وجيشنا البطل بألف خير .
د. مادلين الطنوس
المزيد...