خمسة أيام هي عمر مهرجان القلعة والوادي 2019 ، خمسة أيام كانت حافلة بالأنشطة الثقافية والفنية والرياضية توزعت على كافة قرى ومناطق القلعة ووادي النضارة ، هذه الأنشطة كانت تعبر عن اهتمامات ورعاية تحظى بها كل قرانا ومناطقنا على كامل الأراضي السورية ، وإذا كانت المنطقة الممتدة من قلعة الحصن ووادي النضارة ذات نسيج قل وجوده في دول أخرى لكنه موجود في سورية وفي كل الأحياء في المدن وفي القرى التي تعكس تلك الروح وذلك التعايش الذي يشكل تاريخ سورية منذ آلاف السنين ، وليس وليد فترة من الفترات أو حقبة زمنية طواها الزمن .
ماشهدناه في مهرجان القلعة والوادي من خلال الحضور شيئاً لافتاً في تاريخ مهرجانات المنطقة على الرغم من انه لم يكن كبيراً كما عهدناه في سنواته الأولى ولعل الحرب الكونية على سورية قد أثرت على المهرجان الذي انقطع بضع سنوات وإذا كنا ننعش الذاكرة ببعض الذكريات فإن هذا الشيء ينبغي أن يكون حافزاً لدى الجهات المعنية والمسؤولة عن هذا المهرجان لإعادة تلك النجاحات الكبيرة التي حققها المهرجان قبل بدء الحرب الكونية الظالمة .
الفترة التي يقام بها المهرجان هي الفترة التي يأتي فيها المغتربون إلى وطنهم الأم سورية وهذا يعني أنه يكون في ذروة موسم الاصطياف والمنطقة التي يقام فيها المهرجان هي منطقة اصطياف لما تتمتع من جمال الطبيعة إضافة إلى غناها بالمطاعم والفنادق والمقاهي وعلى هذا يعد المهرجان مساهما في تنشيط الحركة السياحية من خلال تلك الأنشطة لتشكل عامل جذب للمصطافين والمغتربين الذين يأتون في هذه الفترة من كل عام للاستجمام والاصطياف ..
وعلى هذا فإن المهرجان في بداياته التي تعود لأكثر من خمسة عشرة عاماً كانت تمتد أيامه إلى حوالي الشهر حيث تقام الكثير من الأنشطة الفنية والثقافية والرياضية ويتم استقدام كبار المطربين في الوطن العربي لتشكل تلك الحفلات ظاهرة لافتة في الحركة السياحية التي تجذب السياح والمصطافين إلى تلك المناطق الجميلة ولعلنا نذكر أن الحفلات كانت تقام داخل القلعة كانت تغص بالحضور الذي يصل إلى عدة آلاف وكذلك فإننا نذكر أيضاً مجمع الخير الذي أنشئ ليكون عامل جذب سياحي حيث يضم مطاعم وفنادق ومسرحاً كبيراً أنشئ بشكل حديث واستقطب خلال السنوات الماضية كبار الفنانين ومنهم كاظم الساهر ، ومروان خوري ، ونانسي عجرم ، وشيرين عبدالوهاب ، نجوى كرم ، وهيفاء وهبي وغيرهم ممن أحيا حفلات مهرجان القلعة والوادي ..
من تلك الذكريات لمهرجان القلعة والوادي في سنواته الذهبية نصل إلى عودة المهرجان للانعقاد من جديد ولا نقول حسب الإمكانات المتاحة لأن الإمكانيات فيما أعتقد يمكن أن تقدم برامج أجود وأفضل مما قدم خلال هذا العام والعام الفائت و كان يمكن للمهرجان استضافة بعض الفنانين السوريين في حفلات تعيد شيئاً من ألق الماضي مع الإشارة إلى أن حفل افتتاح المهرجان هذا العام كان لافتاً حيث قدمت فرقة اوركسترا مديرية الثقافة بحمص حفلاً كبيراً ومهماً بقيادة المايسترو حسان لباد مدير الثقافة بحمص ومشاركة الفنان اللبناني مروان محفوض الذي غنى أجمل أغنياته لسورية الصامدة في وجه المؤامرات والمخططات التي تتعرض لها منذ سنوات عديدة ..
صحيح أن المهرجان ليس حفلات فنية فقط بل أنشطة أخرى تعكس طبيعة الحياة في المنطقة وهذا ما يمكن أن يتم التوسع به في المهرجانات القادمة ومع احترامنا للفنانين الذين أحيوا حفلات مهرجان هذا العام لكن المهرجان فيما اعتقد ينبغي رفده بمطربين نجوم يمكن أن يرفعوا من اسم المهرجان وسويته الفنية وهناك مطربون سوريون لهم اسمهم وحضورهم الفني على مستوى الوطن العربي ..
مهرجان القلعة والوادي 2019 جهد واضح في الإعداد والتنفيذ وأعتقد أن على لجنة تنظيم هذا المهرجان أن تفكر جدياً بمنحيين الأول إطالة فترة المهرجان كل عام عن العام الذي سبقه والثاني إدخال فعاليات وأنشطة تساهم في رفع أسهم المهرجان عن العام الذي سبقه حتى نلحظ أن هناك ثمة تميز في هذه المهرجانات التي نأمل أن تكون متألقة على الدوام ..
عبد الحكيم مرزوق