نظمت الغرفة الفتية الدولية بحمص بالتعاون مع مديرية الثقافة مؤخراً عرضاً للفيلم القصير الحبل السري وهو من تأليف رامي كوسا وإخراج الليث حجو ، وهذا النشاط ليس هو الأول بالنسبة للغرفة الفتية التي أقامت أنشطة ثقافية وفنية في الفترة الأخيرة وهذا الجهد تشكر عليه بتصديها لمثل هكذا فعاليات هامة وخاصة عرض الأفلام السينمائية التي أصبحت حمص فقيرة بها بعد أن كانت حاضنة لأنشطة ثقافية وفنية كثيرة سواء المسرحية منها أو السينمائية والشعرية عبر المهرجانات التي كانت تقيمها منذ بضع سنوات لكنها تراجعت بشكل واضح هذا العام .
من يذكر الأنشطة التي كانت تقام منذ سنوات قليلة -وليس قبل الحرب الكونية على سورية- يلحظ أن النادي السينمائي على سبيل المثال لا الحصر كان يقدم عروضه السينمائية في جامعة البعث وفي المركز الثقافي ، ولكن غيابه عن الساحة وغياب عروضه السينمائية يترك تساؤلات كثيرة عن الأسباب الكامنة وراء هذا الغياب إضافة إلى أن مديرية الثقافة كانت تنظم عروضاً سينمائيةً شبه أسبوعية وبالتحديد يوم الأربعاء من كل أسبوع حيث استقطبت هذه العروض جمهوراً كبيراً من محبي الفن السابع على الرغم من التنوع الذي اعتمدته تلك العروض إضافة إلى استقدام الكثير من الأفلام السورية المنتجة حديثاً مع استضافة بعض أبطال تلك الأفلام ومخرجيها وتنظيم مؤتمرات صحفية قبل بدء العرض بنصف ساعة على الأقل ..
كل تلك الأنشطة غابت أو ربما غيبت، ولم نعد نلحظ ذلك الاهتمام في مديرية الثقافة ولا من النادي السينمائي بتلك العروض السينمائية مع أننا تفاءلنا خيراً حين تم تكليف مدير جديد للثقافة الذي بدا عليه الحماسة للعمل في البداية وهمة ونشاط لتطوير النشاط الثقافي بحمص ودعم كافة الفنون الموسيقية والمسرحية ولكن تلك الهمة أوالنشاط لم يستمر حيث تراجعت وتيرة عروض الأفلام السينمائية على حساب أنشطة أخرى أهمها إنشاء اوركسترا مديرية الثقافة التي أقامت أكثر من حفل موسيقي لافت ببرنامجه الموسيقي والغنائي عبر الحفلين اللذين أقيما سواء بحمص أم في ساحة قلعة الحصن بمناسبة افتتاح مهرجان القلعة والوادي والذي كان حفلاً مهما ولافتاً بأسلوبه وطريقة إخراجه .
في السنوات الماضية أقيم مهرجان سينمائي بعنوان أفلام الحرب قدمت فيه مجموعة من الأفلام السورية التي تناولت الحرب الكونية على سورية والتي تم انجازها خلال السنوات الماضية وقد حقق هذا المهرجان نجاحاً لافتاً ليس لفكرته فقط وإنما للتظاهرة الفنية السينمائية التي حدثت لأول مرة وبهذا العنوان وقد حصد هذا المهرجان حضوراً كبيراً ولافتاً وهذا الأمر طرح تساؤلاً هاماً ترى لماذا لا يكون هذا النشاط السينمائي “المهرجان “ نشاطاً سنوياً ، ولماذا لا تتصدى الفعاليات الثقافية لإقامة هكذا مهرجانات ولماذا يعيش الجمهور على مبادرات غير مكتملة ومنقوصة في معظم الأحيان ولماذا مثلاً لم تقم الجهة المنظمة باعتماده كنشاط سنوي يقام كل عام خاصة بالنسبة للأفلام الروائية .
ترى هل تحتاج تلك العروض لميزانيات كبيرة أم يمكن أن تقام وترصد لها تلك الميزانيات وإذا كانت هناك ثمة صعوبة بتأمين الميزانيات المادية لإقامة مثل هذا النشاط لماذا لا يتم وضع بطاقات للدخول وقد فعلتها مديرية الثقافة والمؤسسة العامة للسينما في السنوات الماضية في العروض الافرادية وتراوح سعر البطاقة بين الـ 500 والـ 1000 ليرة سورية .
أعتقد أن لاشيء يمنع من أن يكون في حمص مهرجان سينمائي يقام كل عام وكذلك لاشيء يمنع من أن يكون هناك عرض أسبوعي لأحد الأفلام السورية أو العربية أو العالمية المتميزة …
إذا كان ليس هناك ما يمنع ترى لماذا لا تقام مثل هذه الأنشطة ولماذا كانت تقام في السابق وغابت أو غيبت خلال العام الحالي .. نأمل من الجهات المعنية التحرك فعلياً باتجاه تنشيط العروض السينمائية .. أم أن ثمة معوقات تمنع من ترجمته على أرض الواقع ..؟
عبد الحكيم مرزوق