تميزت المرأة عبر العصور قديماً وحديثاً بمشاركتها الفاعلة في شتى المجالات ،ومنذ انعقاد مؤتمر بكين عام 1996 ازداد الاهتمام بقضية تمكين المرأة ، وإتاحة الفرصة لها لممارسة دورها ، والمساهمة في صنع القرار في مختلف مجالات الحياة ، وانطلاقاً من تلك الأسس ، كانت للجنة سيدات الأعمال بغرفة تجارة حمص الدور الهام والمميز ، فمن خلال رئيسة اللجنة وبعض أعضائها ، اطلعنا على ماهية عملها ونشاطاتها وأهدافها .
تقول رئيسة لجنة سيدات الأعمال بحمص عفاف الحسن : تأسست اللجنة بموجب قرار مكتب غرفة تجارة وصناعة حمص بجلسته رقم /12/ عام 2001 ، وأضافت : لطالما كانت المرأة الشريك الأساسي في المجتمع ولها الدور الكبير والفعال في تنشئة الأجيال والتربية والتوجيه والحرص على إكمال دورها بشكل اقتصادي واجتماعي عمل على تعزيز الثقة وتمكينها من إثبات ذاتها .
وأشارت إلى أن الهدف من تأسيس اللجنة رفع مستوى الكفاءات والمهارات اللازمة لسيدات الأعمال للمساعدة على ممارسة دورهن في تنمية الاقتصاد الوطني وتفهم القوانين والأنظمة المختلفة للفعاليات الاقتصادية في شتى المجالات بالداخل والخارج عن طريق الندوات والنشرات التوضيحية والدورات التدريبية وورشات العمل ، بالإضافة إلى تمثيل سيدات الأعمال في المحافل العربية والدولية ، ومشاركتهن في المؤتمرات ، والتعاون والتنسيق مع كافة التجمعات الاقتصادية محلياً وعربياً ودولياً لتبادل الخبرات وأن يكنّ صلة الوصل مع غرفة التجارة أيضاً .
تعزيز مكانة المرأة
وعن تقنية عمل اللجنة قالت : يبلغ عدد أعضاء اللجنة إحدى عشرة عضواً من سيدات الأعمال ، وهي إحدى اللجان المنبثقة عن غرفة التجارة بهدف تعزيز مكانة المرأة ودورها الاقتصادي والاجتماعي ، حيث نعقد الاجتماعات الدورية والتي تكون إما شهرية أو استثنائية يتم من خلالها طرح عدة مواضيع والتنسيق مع اللجنة للعمل على تفعيل ما يتم طرحه من مواضيع على أرض الواقع .
إعادة الثقة
ونوهت إلى دور اللجنة التي لم تتوقف عن عملها ونشاطاتها رغم الظروف الصعبة خلال سنوات الحرب ، والتي عملت على كافة الأصعدة لإعادة الثقة للمرأة ومساعدتها ومساندتها ، وذلك من خلال إقامة المعارض ( معارض الأشغال اليدوية ) وتأمين كافة المستلزمات للمشاركة فيه دون أية تكلفة مادية وتحصيل ريع التسويق لمنتوجات المرأة المشاركة لصالحها كدعم اقتصادي لها وذلك من خلال عرض تلك المنتجات ،حيث شاركت بأعمال يدوية مثل ( صناعة الورد الصناعي – التطريز – الكروشيه – إعادة التدوير للمواد التالفة منزلياً ).
وأضافت : أول معرض في فترة الحرب كان في حمص القديمة عام 2016 بعنوان ( المعرض التسويقي الأول للجنة سيدات الأعمال ) والذي كان حافزاً ومشجعاً لإقامة معارض متتالية ضمن تلك الفترة وهذا المعرض كان تحدياً بحد ذاته لأنه لاقى نجاحاً كبيراً وحضوراً واسعاً لنقيم بعدها سلسلة من المعارض التسويقية منها في جامعة البعث عام2017 – غرفة التجارة عام 2018 بالتوازي مع اقامة ندوات توجيهية وثقافية كالأسبوع الثقافي الأول..
وتمت فيه تغطية الجوانب الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والقانونية والطبية بالإضافة إلى الندوة التي أقمناها مع مكتب التنمية المحلية في محافظة حمص بخصوص المشاريع الصغيرة ومدى أهميتها في تطور ونمو المجتمع بكافة شرائحه وخاصة المرأة ..
تسويق المنتجات
بالإضافة إلى الدعم الذي تقدمه اللجنة للمرأة عبر تسليط الضوء على أعمالها المميزة وتسويق منتجاتها من خلال المشاركة في المعارض وتوسيع قاعدة معرفتها بالمشاريع الصغيرة وتنمية قدرتها على ادارة أي مشروع يكون مصدراً للرزق وتحسين مستوى المعيشة كما أن مكتب التنمية كانت له مساهمة معنوية ومعرفية لتنوير المرأة العاملة وكيف تدير مبلغاً من المال والاستفادة منه في مشروع يدر عليها ربحاً مادياً يساعدها في مواجهة ظروف الحياة الصعبة .
وتتابع : كما كان لورشات العمل الدور الكبير والايجابي في عملنا خلال فترة الحرب حيث أقمنا ورشة عمل عن ( إنتاج الفطر المنزلي ) بالتعاون مع مهندسين زراعيين وتسليط الضوء على أهميته كمنتج غذائي وارتفاع سعره وكيف يمكن ضمن هذه المعطيات الحصول على فطر منزلي وبتكلفة بسيطة وعلى أثر نجاح هذه الورشة أقمنا ورشة عمل ثانية وهي الأولى على مستوى الريف في منطقة الحواش بريف حمص عن الفطر المنزلي أيضاً لتكون أكبر وأشمل وأوسع هذه المرة حيث تم التطبيق عمليا كما قمنا بعدة زيارات الى الجمعيات الخيرية وزيارة سيدات لهن نشاطات مميزة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي كزيارة لجمعية الهلال الأحمر وإحدى المشافي الخاصة وزيارة لدار المسنين .
الداعم الأساسي
وتضيف : إن ما يترتب من تكاليف مادية ومستلزمات تخص المعارض وورشات العمل والزيارات يقع على عاتق غرفة التجارة ممثلة برئيسها الدكتور عبد الناصر شيخ فتوح بالإضافة الى دعم المحافظة لعملنا من خلال تحفيزنا وتشجيعنا للمشاركة بكل ما يتعلق بنشاطات المرأة ..
وعند سؤالنا لرئيسة اللجنة فيما إذا كانت هناك بعض الصعوبات أو المشاكل أجابتنا : هو عتب صغير حول عدم مواكبة الإعلام في بعض الأحيان لنشاطاتنا التي نقوم بها ..
المرأة الريفية
وتتابع : نحن بصدد إقامة عدة معارض و ورشات عمل وندوات في المستقبل القريب وتفعيل عمل اللجنة ودورها بشكل أكبر وواسع وشامل . وتحديداً بما يخص المرأة الريفية .فالمرأة السورية برغم ظروف الحرب القاسية قادرة على أن تقف من جديد وأن تكون القوية الواثقة من نفسها فهي مثال يحتذى به في النضال والتضحية والإدارة والصبر واثبات الذات
بصمة وهوية
تحدث رئيس غرفة تجارة حمص عبد الناصر شيخ فتوح عن لجنة سيدات الأعمال :بأنها لجنة منبثقة من لجنة إدارة الغرفة وعادة يكون رؤساء اللجان هم أعضاء في مجلس إدارة الغرفة ،ولذلك رئيسة اللجنة هي عضو مجلس للإدارة ،وغرفة التجارة تساهم بدعم اللجنة ونشاطات المرأة بهدف تسويق منتجاتها في مختلف المهن لاسيما التراثية واليدوية ،لما لها من إقبال داخل البلد ومن قبل السياح ،لأنها تمثل بصمة وهوية بلدنا لتميزها بالإتقان والإبداع .كما تقوم اللجنة بنشاطات خاصة بالمرأة ،وتدافع عن مصالح سيدات الأعمال المنتسبات للغرفة بما يتماشى مع القوانين والأنظمة الداخلية لها ،حيث يبلغ عدد المنتسبات حوالي (200) امرأة .والهدف من الدفاع عن مصالحهن هو تمكين المرأة في المجتمع ونشر ثقافة عملها ،وإبراز منتجاتها ،ودعم المرأة بشكل عام سواء كانت في المدينة أو الريف ،وخلق نوافذ لبيع منتجاتها وتعريف أفراد المجتمع على قيمتها ،بالإضافة إلى إقامة الدورات التثقيفية والتوعوية في مجال الحرف اليدوية ،وصناعة الألبسة والسجاد ،وخصوصاً في ظل الحرب التي عاشتها سورية ،وما تعرضت له المرأة من ضغوطات نفسية ومعنوية ومادية ،فأكثرهن أصبحن بدون معيل لهن ،مما انعكس سلباً على استقرار الأسرة السورية .الأمر الذي دفعنا إلى إقامة الدورات والندوات التوعوية ،فاللجنة تقوم على تنفيذ سياسة إدارة الغرفة على أرض الواقع ،حيث تعتبر غرفة التجارة همزة الوصل للتشبيك مع هيئة المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمنظمات الدولية والجمعيات الخيرية .
معارض وورشات
تقول زيبورمالجيان عضو لجنة سيدات الأعمال :بعد الحرب على سورية أصبح تركيزنا على دعم المرأة وتشجيعها لكي تجتاز الصعوبات والآلام التي ألمت بها خلال الحرب ،وذلك من خلال مشاركتها في المعارض وورشات العمل والدورات التي أقمناها ،وخاصة المعارض من أجل تسويق منتجاتها ،وليعود بالفائدة عليها ،فلمشاركة المرأة في سوق العمل أهمية كبيرة ،نظراً لكونها تشكل جزءاً من المجتمع ،بالإضافة إلى تشجيعها في ذلك لمكافحة الفقر ورفع مستوى المعيشة ،وخاصة إذا كانت هي المعيل الأساسي للأسرة ،وعلى الرغم من الصعوبات التي عانينا منها خلال فترة الحرب إلا أننا لم نتوقف عن العمل وتفعيل نشاطاتنا لدعم المرأة وصقل خبراتها ،حيث لرئيسة اللجنة ،ورئيس غرفة التجارة الدور الكبير والهام في دعم عملنا أثناء الحرب وحتى اللحظة .
وتتابع جمانة مسوح وهي عضو أيضاً في لجنة سيدات الأعمال بالقول :أنا مسؤولة المعارض سابقاً ما قبل الحرب ،وعضو لجنة العلاقات العامة بالغرفة .
وخلال الحرب أقمنا عدة محاضرات وندوات لتبادل الخبرات بالاضافة للأسبوع الثقافي التوعوي الذي أقمناه بما يخص المرأة في كافة الجوانب .
فالمرأة السورية أثبتت جدارتها بالعمل والإنتاج وتجاوز الصعاب رغم كل الظروف وقدمت نماذج عمل من أجل تحسين الجودة في الأداء من خلال إنتاج أعمال يدوية جديرة بالاهتمام والتسويق بهدف تطوير المنتج المحلي وتقديم عائدات تنعكس إيجاباً عليها وعلى الوضع المعيشي للمجتمع السوري .وحالياً نعمل على الدعم المعنوي للمرأة من خلال تسويق منتجاتها في المعارض التي تشارك بها كما نأمل أن نعود كسابق عهدنا للمشاركة في المؤتمرات بمختلف محافظات القطر ،لما لذلك من أهمية في تبادل الخبرات والمعرفة ،حيث لرئيسة اللجنة ورئيس غرفة التجارة الدور الداعم والدائم لنا كعضوات ،وللسيدات اللواتي يشاركن في المعارض ،وذلك من خلال روح العمل الجماعي الذي يجمعنا بهدف النهوض ببلدنا الرائع اقتصادياً واجتماعياً ،لتمكين المرأة في كافة مجالات الحياة وتجاوزها للصعاب .
فرصة رائعة
كما تحدثت بعض المشاركات في معارض سابقة شاركن بها عن تجربتهن وعبرت عن فخرهن بذلك ،عندما عرضن منتجاتهن ،وإنتاج قطع فنية وأعمال تعكس روح الإبداع والابتكار ،حيث مشاركاتهن السابقة كانت بمثابة فرصة حقيقية لهن وخطوة أولى للتعريف عن منتجاتهن والتسويق لها .
لقاءات : رهف قمشري