تقع قرية الهزة نحو 25 كم شرقي مدينة حمص وتبعد عن مركز المدينة حوالي 25 كم , يرجع تاريخها لأكثر من 100 عام , حيث بدأت أعداد كبيرة من الفلاحين بالتوافد إليها من عدة قرى مجاورة وقاموا بزراعة أراضيها واستصلاحها وبناء البيوت الطينية البسيطة التي قوامها الصلصال وبقايا القش للعيش فيها قبل أن يقوموا مؤخرا ببناء البيوت الحديثة لتتحمل صعوبة مناخ القرية الصحراوية البارد ليلا والحار نهارا …
ومعنى اسم «الهزة» كما ورد في المعجم «الأرض المريحة» و هي تتوسط بعض القرى الشرقية و يحدها من الجنوب المضابع و الرقامة ومن الشرق الصايد و جب عباس والفرقلس و من الشمال عيفير والشتاية وفطيم العرنوق والناصرية و من الغرب تل الناقة و الريان و تشتهر بزراعة اللوز بالدرجة الأولى, يليها الزيتون و الكرمة و قديما كانت تشتهر بزراعة المشمش .
و تتربع قرية الهزة على مساحة شاسعة تبلغ 12 ألف دونم متميزة ببيوتها البسيطة وأشجار اللوز التي تغلب على أكثرية أراضيها المزروعة وبعادات أهلها العريقة الأصيلة و أهمها الشهامة والكرم والطيبة.
وأشار مختار القرية آصف علي اليوسف في حديث للعروبة إلى أنه يبلغ عدد سكان الهزة نحو 2800 نسمة منهم 1800 سكان دائمين في القرية صيفا وشتاء وما تبقى يقطنونها في الصيف فقط..
لافتا إلى أن أشجار اللوز تغطي 80 بالمئة من مساحة القرية المزروعة وتشكل مصدر دخل موسمي أساسي للأهالي بسبب تحملها للأحوال المناخية وطبيعة المنطقة حيث تقاوم الجفاف والبرودة بينما تغطي أشجار الكرمة والزيتون باقي مساحة القرية, منوها إلى أن زراعة الفستق الحلبي دخلت إليها منذ عامين .
وذكر اليوسف أن أصناف اللوز المزروعة هي الشامي والفرنسي والإسباني مشيرا إلى أنه خلال السنوات الثلاث الماضية تعرض موسم اللوز والزيتون لموجات من الصقيع أدت إلى خسارة كبيرة للفلاحين.
مركز صحي
و أضاف : يوجد في القرية مركز صحي و فيه طبيب و ثلاث ممرضات ..
كما يوجد 3 مدارس «ابتدائية و إعدادية و ثانوية»ووحدة إرشادية و جمعية فلاحية و منطقة أثرية تسمى «المقطع» و الوضع عموما جيد بتوفر معظم الخدمات ما عدا مشكلة المياه و الخبز مبينا أن ما يميز القرية الصبغة الاجتماعية التي تلون العلاقات بين أهاليها فالكل يعيشون كأنهم عائلة واحدة تشترك في الأفراح والأحزان ويسود جو من التعاون وروح الانسجام بين أبنائها يتجلى في أبهى مظاهره بالعمل الشعبي حيث يتعاونون على تنميتها وتطويرها.
لم نرها منذ سنوات
لكن أهالي الحيين الغربي و الشمالي «منطقة المقبرة» في القرية اشتكوا من عدم وصول المياه إلى منازلهم منذ عشر سنوات رغم تقدمهم بشكوى إلى مؤسسة المياه في حمص عن طريق البلدية لكن دون جدوى وما زالوا يشترون صهريج المياه «خمس براميل» ب 1200 ليرة كل يومين ..
مصدر آخر
وأشار إلى أن باقي أحياء القرية تصلها المياه يومين في الأسبوع عن طريق استجرارها من قرية فطيم العرنوق التي توزع لست قرى من البئر الارتوازي الموجود فيها و لمدة ساعة و نصف الساعة فقط لذلك فقرية الهزة تحتاج لمصدر أخر للمياه ..
و اشتكى البعض من انقطاع خط الهاتف أثناء انقطاع الكهرباء لعدم وجود بطارية «كون المقسم ضوئي» ..
كما تحدثوا عن حاجتهم إلى زيادة مخصصات الخبز التي لا زالت كما هي منذ 20 عاما رغم الزيادة السكانية ..
المواصلات شبه معدومة
أما المعاناة الأكبر فهي قلة المواصلات حيث لا يوجد سوى سرفيس واحد لرحلتين صباحية و مسائية, لذلك يعتمد السكان على السيارات العابرة للطريق الرئيسي حمص- تدمر للتنقل ..
طرق ترابية
و يوجد في القرية 4 طرق معبدة بشكل جيد و لكن هناك 6 طرق لا زالت ترابية و بحاجة ماسة للتعبيد ..
مازوت زراعي
و كذلك مشكلة المازوت بالنسبة للجرارات الزراعية حيث لم يحصل الفلاحون منذ أيلول في العام الماضي على مخصصاتهم و قد اقترب موسم تسويق المحاصيل.
نقل دوائر خدمية
و يتساءل أحد المواطنين في القرية من المسؤول عن نقل مؤسسات قرية الهزة إلى قرى و بلدات أخرى ؟فمثلا البلدية نقلت إلى الصايد ومقسم الهاتف نقل إلى تل شنان والمطالب الخدمية في القرية تقابل بـ «أذن من طين وأذن من عجين» فالعلبة الشمالية للهاتف خارج الخدمة منذ ستة أشهر و تخدم هذه العلبة عشرة منازل تقريبا و رغم تقديم الأهالي العديد من الشكاوي لمقسم تل شنان لم يستجب أحد علما أن المشتركين يدفعون اشتراك ورسوم الهاتف المستحقة ..
تحقيق: بديع سليمان