من سيفوز بجائزة نوبل للآداب هذا العام؟

تتطلع أنظار جمهور الأدب ومتابعيه في العالم إلى متحف نوبل، في المدينة القديمة بالعاصمة السويدية ستوكهولم عصر يوم غد، لمعرفة الفائز الجديد بجائزة نوبل للآداب لعام 2025.

وتتزايد التكهنات حول الشخصيات الأدبية التي قد تحصد هذه الجائزة المرموقة، ولكن خلال متابعة تحليلات الخبراء، فإن الأكاديمية السويدية تميل إلى تكريم أصوات أدبية مبتكرة، تجمع بين العمق الفني والموضوعات المعاصرة، لينضم الكاتب الفائز بالجائزة إلى قائمة فيها 119 اسماً من أعلام الأدب في ال 124 سنة الأخيرة، هي عمر الجائزة منذ أسسها ألفرد نوبل.

مجلة المراجعة الآسيوية السيريلانكية الناطقة باسم المجموعة الآسيوية للأدب، أعدت تقريراً حول خمسة من أبرز المرشحين للفوز بالجائزة هذا العام، راعت من خلاله التنوع في المشارب والانتماءات.

يعتبر مورنان من أبرز المرشحين للجائزة هذا العام، حيث تركز أعماله على الذاكرة والمناظر الطبيعية والإدراك البشري، وتعرف بأسلوبها التأملي العميق، ورغم قلة شهرته الجماهيرية، يحظى مورنان بتقدير واسع بين النقاد، كما يمثل نموذج الكاتب الذي تُفضّله الأكاديمية السويدية، حيث تميل إلى اختيار المؤلفين ذوي الصوت الأدبي المتميز على حساب الشهرة التجارية.

يعرف كراسناهوركاي بجملته الطويلة والسرد المعقد، الذي يعكس نظرته الوجودية وحقبة ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، تعاونه مع المخرج بيلا تار في صناعة أفلام عن أعماله، ومنجزاته السردية الكثيفة تضعه في صدارة الخيارات الأوروبية، متماشياً مع تقاليد الأكاديمية التي تميل إلى تكريم الأعمال الأدبية الطموحة شكلاً وموضوعاً.

ظهرت غارزا كمفاجأة في قائمة المرشحين، رغم أنها حائزة على جائزة بوليتزر، فهي تعالج بأسلوب تجريبي يفكك السرديات التقليدية قضايا العنف والهجرة وسياسات النوع الاجتماعي، ولكن فوزها قد يمثل تحولاً نحو الأصوات الأمريكية اللاتينية، وهو اتجاه يعكس التزام الأكاديمية بالتنوع الجغرافي والثقافي.

يظل موراكامي مرشحاً دائماً للجائزة، بفضل شهرته العالمية وابتكاره في مزج الواقعية السحرية بالكآبة، ومع ذلك، قد تعيقه شعبيته الكبيرة، لأن الأكاديمية تميل إلى تقدير المؤلفين الذين لا يحظون باهتمام جماهيري واسع.

يعتبر ويلبيك خياراً مثيراً للجدل، إذ قد يؤدي فوزه إلى ضجة أدبية حول حدود التجريب والحرية الفكرية، وأعماله تتسم بالتحريض على التفكير في قضايا معاصرة، ما يجعله مرشحاً مثيراً للاهتمام رغم الجدل المحتمل حول اختياره.

اكتسب هذا الروائي الذي رشحته للفوز بالجائزة منصة “ميزها” الأوكرانية، شهرة واسعة في أوروبا من خلال ثلاثيته أوربيتور، التي تخطى فيها الحدود بين الأنواع الأدبية التقليدية، كما أن أسلوب كارتيريسكو الغني والمعقد، يجعله خياراً قوياً ضمن المرشحين الأوروبيين، ولا سيما مع تفضيل الأكاديمية للعمل الأدبي التجريبي والمواضيع العميقة.

اعتبرت جريدة واشنطن بوست الأمريكية أن فوز شيويه بالجائزة سيكون انتصاراً مفاجئاً، لأن هذه الكاتبة الصينية التي تعرف بتجريبها الأدبي بين الواقعية واليوتوبيا (المثالي)، والديستوبيا (الخيالي السيئ) والسرد السريالي، تراجعت حظوظها في الآونة الأخيرة نتيجة تصاعد اهتمام النقاد بها على مدى السنوات الماضية، طالما أن سياسات الأكاديمية تميل لاختيار المرشحين غير المتوقعين.

تشير الاتجاهات الحديثة إلى ميل الأكاديمية إلى تكريم أصوات تجريبية، مبتكرة شكلياً، تعالج قضايا معاصرة، كما ينظر بعين الاعتبار إلى التوازن الجغرافي واللغوي، مع اهتمام متزايد بالأصوات من أمريكا اللاتينية وآسيا، بما يعكس التزام الجائزة بالتنوع والاختلاف، في مواجهة ادعاءات مستمرة بأنها تكرس أسماء الكتاب الغربيين.

المزيد...
آخر الأخبار