تصحيح صورة المؤسسات الخدمية أمام المراجعين أولوية تتطلب جهوداً كبيرة وخطة عمل واقعية لمواجهة الذهنية التي تكرست على مدار سنوات، قوامها البيروقراطية والأنانية ووضع العصي في العجلات وصور كثيرة فيها تشويه وإساءة لكثير من المؤسسات الخدمية التي يراجعها المواطن بشكل يومي بغية استكمال معاملة ما قد تتعلق – مثلا- بفراغ بيت على سبيل المثال لا الحصر ، والمراجعة هنا لا تقتصر على مؤسسة بعينها،وإنما عدة مؤسسات (مالية – عقارية- السرايا- إسكان – براءة ذمة مياه- كهرباء) وهذا نموذج واحد لمعاملة تدوخ فيها السبع دوخات لتصل إلى مبتغاك ، ومن المبتدى إلى المنتهى تتعدد الثغرات والفجوات، و(الأخذ والهات) من أوراق وتواقيع وطوابع ومراجعات ، تتعدد فيها تذاكر التسلل لكل موظف يملك مفاتيح القيام بهذا العمل أو ذاك بأسرع وقت، فالإجراءات التي قد تنهيها بساعات قد تستمر لأسابيع عندما توضع العصي في العجلات ،والحجة جاهزة شبكة مقطوعة أو راجعنا بعد أسبوع أو , أو.. الخ, وفق أسطوانة مشروخة يعرف من خلالها المراجع أن وراء الأكمة ما وراءها….
وبعد رحلة التعب واللف والدوران يخرج المراجع بانطباعات وتصورات ربما لا تكون مقياساً لتقييم عمل المؤسسة ككل ، و لكن كما يقال “حبة بندورة معفنة يمكن أن تفسد بقية البندورة المخزنة “
يعني موظف فاسد يسيء إلى مؤسسة بأكملها ، ما يفقد ثقة المواطن بها ، ويشوه سمعتها وصورتها أمام المراجعين …
بالطبع التعميم خطأ فادح ، ومجحف بحق الكثير من موظفي تلك المؤسسات ،لكن الإهمال وانعدام حس المسؤولية فاقم تلك الحالات إلى درجة تحول الفساد إلى “ثقافة ونهج” تتبعه النفسيات المريضة في الدوائر الحكومية عبر عقليات غير متوازنة ,هذه الأمراض الإدارية بحاجة إلى علاج ومراجعة …. لعل وعسى تكون العلاقة بين الموظف والمراجع فيها احترام واتزان والتزام بالموضوعية والشفافية ما يجعل المواطن يدخل المؤسسة الخدمية مبتسماً ، وغير آبه بأحكام مسبقة عن الدفع مقابل الخدمة ، والترهل والفساد وغيرها ما يفقد المؤسسة أهليتها لتكون في خدمة المواطن .
حلم شدود