لوقع اسمك إحساس عز وفخار وأمل نصر … ودفء ربيع ينشر الحب والسلام نبحث عن كلمات تليق بحجم التضحيات ، نتوه في بحر المفردات، علنا نمسك بحروف تساعدنا على وصف الشهيد، فما وجدنا ، نعجز أمام كل عبارات الثناء والإكبار والإجلال والامتنان لأنها تبقى صغيرة متواضعة أمام تضحية الشهيد ..
الشهيد الذي اختار العزة والفخار مبتسما ً راضيا ً، أدى واجبه بكل أمانة ، إن تحدثنا عنه لانرتقي إلى مستوى تضحيته في ساحات الوغى نبكيه كل دموع العين فخرا ً .. لأنه تسامى على جبين الكون وتألق كالنجم … غمرنا الشهيد بعظمته عندما سور الوطن بحبه وبذل الدماء في سبيله كي ينعم أبناؤه بالأمن والطمأنينة ..
إليكم رجال الوطن ، حماة الديار عرين البطولة والشجاعة يا من تتسابقون للظفر بشرف الشهادة .. إليكم كل الإكبار والإجلال ، منكم تعلمنا وقفات العز وعشق الثرى الذي تضحون لأجله، ومنكم ننتظر الغد القادم .. ننتظر بهجة النصر وبسمة الأمل ..
تكريما ً لتضحيات أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر تتابع جريدة العروبة اللقاءات مع ذويهم وتستمع إلى قصص البطولة والرجولة ..
والدة الشهيدين البطلين الملازم شرف سليمان فيصل النقري
والملازم أول أدهم فيصل النقري: نحن من منبت المقاومة
من الأبطال الذين رسموا بدمهم حدود الوطن ، وخط النصر على جباههم جولات من العز والمجد ، الشقيقان .. الشهيد البطل الملازم شرف سليمان والشهيد البطل الملازم أول أدهم فيصل النقري :
والدة الشهيدين السيدة ندى تقول: كان الفرح يزور بيوت بلادي، يطير بطيفه على الشرفات مع أحاديث الجيران وضحكات الأحبة كان الفرح ينهمر حبا ً مع صباحات صدق ومواسم خير ، ثم جاء سيل المتأمرين حقدا وكراهية ، اقتلع بقوة وحقد وكراهية ما استطاع من الفرح .. تسلل عبر الطرقات والأبواب.. إلا أن البيوت التي شيدت بمحبة وطيبة وتسامح ، قوية وصلبة .. متمسكة بالوفاء لأرض الوطن.
اندفع البطل سليمان بإرادة قوية للالتحاق بصفوف الأبطال ومواجهة القتلة أعداء العروبة قائلا ً : إن هؤلاء الوحوش صنيعة العدو، العدو الصهيوني الغاصب زرعهم في قلب الأمة العربية ، وما علينا إذا كنا نريد أن نعيد للعروبة مجدها وعزها إلا أن ننتزعهم من بيننا.
وأضافت : بشجاعة وبطولة واجه الإرهاب في دير الزور، لاحق مع رفاقه الأبطال المجموعات الإرهابية في أوكارها، الكرم والمحبة والشهامة والإيثار كانوا صفاته ..
بعد انتهاء مهمة دير الزور، توجه البطل إلى الرقة لمواجهة العصابات المجرمة استبسل مع الأبطال حاملين لواء الحق في قلوبهم، وصورة الوطن في أرواحهم تعرضوا لحصار من قبل الإرهابيين في سجن الرقة المركزي ، صمدوا وتألقوا في الدفاع وصد الهجوم لأيام عديدة .
بتاريخ 1/3/2013 اشتد الحصار وكثرت أعداد المجموعات الإرهابية والصواريخ والقذائف والسيارات المفخخة ، يومها قرر سليمان مع رفاقه المواجهة، صعد دبابته وسار بها باتجاه المسلحين فاتحا ً النيران بكل الاتجاهات، قتل ما قتل ، انهالت القذائف على الدبابة إلى أن نال شرف الشهادة وكان من الخالدين ..
وتتابع حديثها : نحن من منبت المقاومة ، مازلنا نحكي قصص الآباء والأجداد وكيف طردنا الاستعمار بالتضحيات، بهذه البيئة نشأ أولادي، بكل شعور بالمسؤولية قرر البطل أدهم الالتحاق مع الأبطال في الكلية الحربية , والدفاع عن الشرف والكرامة يحتاج إلى الإيمان والعقيدة بأن الوطن أغلى ما يملكه الإنسان ..
لأنني أم كانت أمنيتي أن يكمل الدراسة لكنه قرر الالتحاق بالكلية لأن الوطن أكبر من أي عاطفة أو حب .. حمل البندقية وقدم التحية للوطن والعلم ، قبّل الأرض وتقدّم الفارس بشجاعة وحماس حاملاً في قلبه أقدس حب بالكون . على أرض دير الزور خاض مع حماة الكرامة والسيادة أعنف المعارك ضد قوى الشر والإرهاب والتآمر والعدوان ، وقد أقسموا جميعاً على التميز والارتقاء في تنفيذ المهام بكل اقتدار ورجولة ، معاهدين الوطن وقائد الوطن أن يبقوا الجنود الأوفياء على تنفيذ واجباتهم المقدسة ، فكانت النتائج مشرفة بتحقيق الانتصارات على الإرهاب وداعميه، في مطار دير الزور تعرض الأبطال لحصار من قبل المرتزقة والتكفيريين عصابات الإجرام الإرهابية ، بعقيدتهم صمدوا ، ومن إيمانهم بقداسة المهمة استمدوا القوة والعزيمة ، قضوا على الإرهاب وأدواته ومنعوهم من تحقيق نواياهم العدوانية ، قبل استشهاد أدهم أرسل إليّ رسالة تقول : أمي لا تظني أنه إذا ازدادت المسافات أو إذا اشتد عودي وقست ملامحي أني قد أتغير .. لا يا أمي فأنا ما زلت ذاك الطفل الذي كان يشم ثيابك ويشهق من البكاء لوداعك لم تستطع الشمس أن تدفئني كما أحضانك ،ولا الأزهار أن تعطف عليّ كما ذراعيك ، كبرت من كبريائك وصمدت من صبرك لكي أقف شامخاً على حمى بلادي وأرفع راية وطني براقة في الأعالي ، كي يظل الأبناء مع أمهاتهم فسامحيني ،أتمنى أن تبقي منبع التفاؤل وأن لا تذرفي الدمع لغيابي سأعود قريباً فلا تخافي …
إلا أنه استشهد بتاريخ 2/10/2015على أرض المطار واهباً روحه فداء لبلاده ..
هنيئاً له ولشقيقه الخلود في جنات النعيم وفي الضمائر وصفحات التاريخ . وهنيئاً لنا وسام فخر واعتزاز بشهادتهما التي لا يدانيها فعل ولا يوازيها عطاء وهنيئاً لوطن يذود رجاله الأبطال عنه فيبقى أبياً ، سيداً ، حراً ..
وأضافت : ما يزيد حزني حزناً أن سليمان وأدهم كانا يعشقان الطبيعة في القرية – رام العنز –وكلما نزلا إجازة يتمشيان لساعات بين كرومها وأشجارها للتمتع بمناظر وجمال الطبيعة إلا أن جثمانيهما لم يغفوا بين حبات تراب القرية وما زال قلبي ينتظرهما بلهفة وشوق ..
أشقاء الشهيد ..الجريح البطل جميل والجريح البطل نجيب وبقية الأبطال قالوا : لقد كبرنا معاً ، مشينا ، لعبنا ، بكينا سوية ، كان سليمان وأدهم يحبان الحياة والناس رائحتهما ترافقنا مع أنفاسنا ، نعم نحن نبكي على فرحة قد سلبها الإرهاب منا ،على حضن آمن سرق دفئه منه ،على أخت قد اتخذ الحزن من قلبها منزلاً على أب احترق قلبه ولم يحتمل نار الشوق فلحق بهما ..
نحن لانخفي غصة القلب ودمعة العين ، ولكن في هذه الحرب ضد الجهل والتخلف
والإرهاب ، علينا تحويل كل دمعة إلى رصاصة نطلقها إلى صدور المجرمين وكل دمعة إلى بلسم وضماد لجريح ، شقيقي لم يغيبا ولم يرحلا فهما في القلب ينبضان ..
مستمرون نحن في مواجهة الوحوش البرابرة وخوض معركة القيم والمثل والحضارة والتاريخ ندافع عن قيم الخير والعدل والمحبة والسلام حتى آخر قطرة من دمائنا شعارنا – الشهادة أو النصر – والشهادة أولاً لأنها الطريق إلى النصر ..
الرحمة لمن توجنا – أسرة الأبطال الشهداء – ولأرواح شهداء الوطن الأبرار وكل الشكر والامتنان لكم أسرة تحرير جريدة العروبة لالتفاتتكم الكريمة والإصغاء لبوح أهالي الشهداء ..
أسرة الشهيد البطل الملازم شرف أيمن حامد النقري:
الشهادة حياة وكبرياء
أبواب الشهادة مشرعة وثقافة الأبطال تقول نحن باقون هنا نقاتل من أجل تحرير تراب سورية من رجس الإرهاب، نحن المقاومين والمناضلين نموت كي يحيا الوطن إن لم يكن منا كريم آمن وحر فلا عشنا نملك حياة واحدة وسنمضي بها في سبيل الوطن .. منهم الشهيد البطل الملازم شرف أيمن حامد النقري الذي نال الشهادة العظيمة بتاريخ 29/10/2016
يحدثنا والد الشهيد قائلاً :رجال الوطن عظماء هكذا هم شهداء سورية الأبرار ، ورددوا بصادق أفئدتهم ، قبل ألسنتهم ( وطن ، شرف ، إخلاص ) .. على شواهد قبورهم نرى مشاعل من ضياء وقبساً من نور ، وفي سماء الوطن نرى قاماتهم وإذا كان للباطل جولة فللحق جولات ..
لقد حمل ولدي الشهيد البطل أيمن من الصفات الحميدة والإقدام والبسالة ما أهلّه لينال شرف الشهادة من أجل عزة وكرامة وسيادة الوطن ..
عندما ناداه الواجب واحتاجه الوطن استبسل وأخلص له ، بكل رجولة وبطولة شارك مع الأبطال في المواجهات ضد العصابات الإجرامية الإرهابية في الغوطة أثناء أدائه إحدى المهام أصيب بشظايا صاروخية في رجله ، كما أصيب وهو يقوم بحمل أحد المراسلين الحربيين لإسعافه بشظايا في رأسه ورجله وتعرض للحصار مع الأبطال من قبل المجموعات الشيطانية – بتل كردي – لمدة أربعة أشهر ، كان مع رفاقه مثالاً في البطولة والإنسانية والشجاعة والإيثار ، صمدوا في وجه الحصار الخانق ، وتصدوا للهجوم المتكرر من قبل الإرهابيين وأفشلوا مخططاتهم ..
كان رحمه الله لا يبكي رفاقه الشهداء بل يودعهم مهنئاً لهم بشهادتهم قائلاً : أهلاً بشهادتكم ورائحة عطركم لن يطول الانتظار لنسير على دربكم ليبقى الوطن عزيزاً مصاناً
يتابع والد الشهيد حديثه : نال ولدي وسام الشجاعة والبطولة .. وكان بالفعل جديراً بهذا الوسام خاصة في المعارك التي خاضها في منطقة – ميدعا – والتي نال فيها شرف الشهادة بتاريخ 29/10/2016
تلقيت نبأ استشهاده بكل فخر وشموخ لأنه استشهد وهو يقاتل أعداء الوطن لقد شرفنا البطل أيمن في حياته وفي مماته . كل الرحمة لروحه ولأرواح شهداء سورية الأبرار ..
والدة الشهيد قالت : تعلمت من ابني البطل أيمن أن محبة الوطن والتضحية والاستشهاد في سبيله لا تأتي بعدها أوقبلها محبة ، وكان محباً لأهله وذويه … ووطنه ، قلبي حزين وفي روحي غصة لكني أؤمن بأن الوطن يستحق كل التضحيات لقد كان أيمن مثالاً للرجولة والشهامة ، كانت الابتسامة لا تفارق وجهه ، قبل استشهاده بأيام أرسل لنا مقاطع فيديو وصوراً وقتها ناديت ربي أن يحميه ويحمي رفاقه الأبطال وأن يعيده سالماً إلى قلبي ، لكنه القدر لا هروب من قضائه ..
لقد ترك فراغاً كبيراً وغياباً مؤلماً ، إلا أن غياب الجسد لا يعني الموت ، وانجازاته البطولية تخطت موت الجسد وأصبحت تنير دربنا وتزودنا بالقوة والثبات يوماً بعد يوم إني أرى أيمن في وجه ابنه الطفل عبودي ، أضمه إلى قلبي فهو روح من روحي هو ابن الشهيد البطل رحمه الله
السيدة روزيت زوجة الشهيد تحدثت أيضاً قائلة : على صفحات تاريخ سورية وبين كل سطر من سطورها وبين أحرفها كانوا سراً من أسرار صمودها ونهوضها .. ارتقت بهم تضحياتهم واستبسالاتهم إلى المرتبة العليا والاحترام والتقدير والحب ، إنهم شهداء الوطن الأبرار انه زوجي الشهيد أيمن الذي تمسك بعقيدته وأخلص لتربيته الوطنية واستطاع مع رفاقه الوقوف في وجه قوى الطغيان والعدوان فالشهادة حياة وكبرياء لا يعرفها إلا كل مؤمن ومحب لوطنه كان مع رفاقه الأبطال في المقدمة دائماً وفي أصعب المهمات عندما كنت أوصيه أن ينتبه على نفسه ويحافظ عليها كان يقول لقد رهنّا أرواحنا ودماءنا في سبيل الحفاظ على أمن وأمان الوطن ونحن على العهد مهما تطلب منا من تضحيات لأن النصر ما كان ليتحقق لولا دماء الشهداء والجرحى وعاد البطل بأكاليل النصر والغار إلى قريته مسقط رأسه – رام العنز شهيداً والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون ..
كان عمر ولدنا عبودي خمسة أشهر حين استشهد والده الذي بكى يومها كثيراً وكأنه كان يعلم أنه الوداع الأخير.. رحمة ونور لروحه الطيبة ..
لقاءات : ذكاء اليوسف