مشروع تنمية المرأة الريفية يهدف للوصول لسبعة آلاف مستفيدة و 28 وحدة تصنيع ..إنتاج أكثر من 15 صنفاً من منتجات التفاح بوحدة تصنيع رباح

جاء مشروع تنمية المرأة الريفية تحت عنوان عريض يهدف لتسهيل قيام الأسرة بزراعة أرض تملكها أو تستثمرها بغاية تأمين الغذاء وتحقيق الاكتفاء الذاتي وذلك نظراً لأهمية المشاريع الصغيرة في دعم الاقتصاد الأسري و بالتالي خلق فرص عمل وتحسين الوضع المعيشي للأسر المستفيدة , ويحقق المشروع في عامه الرابع نجاحاً وصدى إيجابياً بشكل عام كونه يسير بخطوات متتابعة و مدروسة تلبي احتياجات العمل وترفد السوق بمنتجات محلية تحقق فائدة مضاعفة لكل الأطراف بدءاً من المستفيد وصولاً إلى المستهلك, فكل المشاريع المعنية ‏بالريف تهدف إلى تمكين النساء الريفيات اقتصاديا من خلال تأسيس مشاريع صغيرة مولدة للدخل تسهم في ‏مساعدتهن على تحسين الوضع المعيشي لأسرهن. ‏

وتشكل وحدات التصنيع الغذائي واحدة من صور العمل الجماعي وتحقيق التشاركية المجتمعية بين الأسر ‏الريفية من خلال تأسيس مشاريع صغيرة مولدة للدخل تحقق قيمة مضافة للنساء الريفيات وتسهم في تنمية ‏وتحسين المستوى المعيشي للمجتمع الريفي.
إن وحدات التصنيع الغذائي تعطي قيمة مضافة وتؤمن فرص عمل للعائلات ‏للحصول على مردود مادي جيد إضافة إلى تزويد السوق المحلية بمنتجات غذائية مطابقة للشروط الصحية ‏وبمواصفات عالية الجودة وأسعار مقبولة, فتمكين المرأة الريفية اقتصادياً وتعزيز قدراتها الإنتاجية أبرز الأهداف التي تسعى لتحقيقها وحدات التصنيع الغذائي لمنتجات المرأة الريفية في المحافظة .
وتتركز مخرجات وحدات التصنيع الغذائي باستيعاب المنتج الزراعي القابل للتصنيع في موسم الوفرة وتحقيق قيمة مضافة من تصنيعه وتوفير فرص عمل مباشرة للنساء ضمن الوحدة وتوفير فرص الاستفادة من خدماتها لكل نساء البلدة بتصنيع منتجاتهن وفق مبدأ التصنيع للغير مقابل أجر مادي إضافة إلى الحفاظ على مهن يدوية تتقنها النساء وتشكل نسيج الذاكرة الشعبية.
تركيز على وحدات التصنيع
المهندسة منى محفوض رئيس دائرة تنمية المرأة الريفية بمديرية زراعة حمص أشارت في حديثها للعروبة أن العمل في العام الحالي يقوم على التركيز على وحدات التصنيع , حيث منحت الحكومة بالتعاون مع اتحاد غرف الزراعة و برنامج الغذاء العالمي WFP ثماني وحدات تصنيع بقرى مختلفة في المحافظة ومنها في قرى مسكنة وأم العمد والمشرفة وشنشار و الثابتية مشيرة إلى أن الحكومة و بالتعاون مع منظمة الفاو قدمت مؤخراً وحدة تصنيع تاسعة منحت لقرية رباح ..
وأكدت محفوض أن المنح كان يتم بعد البحث عن ما تشتهر به القرية من منتجات ومحاصيل وأشارت أن قرية رباح تشتهر بالتفاح علماً أن كل وحدة تصنيع متعددة الأغراض وتساعد على إنتاج عدة منتجات لكن كل قرية تتخصص بالنوع الذي تشتهر به ..
وأوضحت أن وحدة تصنيع رباح متخصصة بمنتجات التفاح والتي يصل عددها إلى 15 منتجاً مثل الدبس و الملبن بأنواعه السادة و المخلوط بالجوز أو اللوز و العصير و مربى التفاح بأشكاله و الخشاف والخل وغيرها مؤكدة أن المعدات بوحدة التصنيع يمكن الاستفادة منها بتصنيع مختلف منتجات الحليب و الألبان و الأجبان ..
دورة تدريبية نوعية
وذكرت محفوض أن جديد المشروع هو تنفيذ دورة تدريبية أقامتها دائرة المرأة الريفية بالتعاون مع الفاو للمستفيدات مكنتهم من العمل على الجودة بشكل جيد وزودتهم الدكتورة المحاضرة المتخصصة بالتصنيع الغذائي بالكثير من المعلومات لتكون المنتجات ناجحة و ذات ريعية اقتصادية أكبر و تتصف بالسلامة الغذائية و التعقيم و التكلفة الأقل..
حيث اختتمت الدورة في بداية الشهر الحالي وبالتزامن مع نهاية الدورة تم افتتاح وحدة التصنيع والاستفادة من كل الطرق العلمية التي اكتسبتها المستفيدات في الدورة ..
وتم عرض للمنتجات الجديدة ومن ضمنها منتج الهلام أو الجيل النباتي من قشور التفاح بإتباع طريقة معينة كما تم عرض منتج جديد و هو مربى الكستناء ومربيات لمعظم الفواكه التي تشتهر بها القرية ..
وبذلت جهود حثيثة في وحدة التصنيع للمشاركة بمهرجان سوق منتجات المرأة الريفية في جناح خاص لوحدة رباح و وذلك في الفترة الممتدة ما بين 17 إلى 25 من الشهر الحالي في حديقة تشرين بدمشق حيث تم حجز جناحين لحمص أحدهما لمنتجات وحدة التصنيع برباح و الثاني للمشاريع الفردية حيث تمت المشاركة بأربعة عشر مشروعاً فردياً لكل مشاركة على حدة منها مشاريع اللوز والزبيب و الدبس و الزيتون و المكدوس و الزيت و الزعفران و مشروع حرف يدوية مختلفة كالحرق على الخشب وغيرها..
مؤكدة أن مشروع تنمية المرأة الريفية قدم المكان و النقل و العبوات وكل لوازم العرض بإشراف ثلاث مهندسات متخصصات مشيرة إلى أن مبيعات فرع حمص للعامين الماضيين كانت هي الأكبر من بين جميع المحافظات المشاركة و بشكل خاص لمنتجات الزبيب و اللوز و المكدوس .
وأشارت إلى أن الربح كله للمشاركة وليس للمديرية أي نسبة من الأرباح مهما بلغت و مهمتنا الأساسية تأمين سوق لتصريف المنتج و مساعدة المرأة على الاستفادة بأكبر قدر ممكن و ذلك بتقديم النقل ومستلزمات العرض و مكان العرض بشكل مجاني تماماً..
20 وحدة تصنيع جديدة
وذكرت محفوض أن العمل مستمر لتوسيع دائرة العمل و نحن بصدد تأسيس 20 وحدة تصنيع جديدة بقرى مختلفة وكلها مقدمة من برنامج الغذاء العالمي WFP بالتعاون مع غرفة زراعة حمص ليصبح العدد الكلي 28 وحدة بالإضافة لوحدة تصنيع رباح المقدمة من منظمة الفاو , مؤكدة أن اللجنة الرئيسية هي التي تحدد القرية التي سيتم رفدها بوحدة التصنيع وفق الاحتياج و تميزها بمحصول أو منتج معين..
هدفنا الوصول لـ 7 آلاف مستفيدة
و عن ملخص عمل المشروع خلال السنوات الماضية ذكرت محفوض أنه تم توزيع منح شبكات ري حكومية مع حزمة من بذار الخضار الشتوية و الصيفية المختلفة مقدمة من قبل منظمة الزراعة و الأغذية العالمية حيث شملت المنح الماضية 4000 مستفيدة ,مشيرة إلى أن العمل حالياً مستمر للوصول إلى 3000 مستفيدة جديدة لمنح شبكات ري لحديقة منزلية مقدمة من الحكومة السورية موزعة على مختلف القرى ونحن الآن بصدد تحديد المناطق وترشيح الأسماء التي تحقق المعايير المطلوبة ,ليصبح المجموع الكلي للمستفيدات سبعة آلاف مستفيدة , موضحة أن المنحة عبارة عن شبكة ري بالتنقيط لمساحة 400 متر و حزمة بذار خضار صيفي و شتوي..
قروض جديدة
كما ستقدم وزارة الزراعة تسهيلات للنساء الريفيات للتمكين و الدعم الاقتصادي وبعيد الانتهاء من أعمال المهرجان سيتم تزويد الراغبات بإنشاء مشروع تصنيع غذائي بقروض ميسرة و بفوائد بسيطة من المصرف الزراعي تتراوح قيمتها من 500 ألف و حتى المليوني ليرة شريطة أن يكون الغرض حكماً (تصنيع غذائي) و استيفاء الشروط التي تضمن حق المصرف و المقترض في آن , ولاحظنا بشكل مبدئي إقبال عدد من السيدات للاستفادة من القروض الجديدة , ومن المقرر إجراء دورات وكيفية إعداد جدوى اقتصادية لكل مشروع على حدة و المتابعة و الإشراف بشكل كامل لكل التفاصيل لنضمن استفادة المقترضة بشكل كامل من القرض…
وسيتم إصدار سجل خاص للنساء اللواتي يعملن بمشاريع التصنيع الغذائي مشابه للسجل التجاري بشروط محددة ومن الممكن أن تستفيد منه في عدة مجالات تخدم مشروعها ..
سوق مسبق الصنع
وعن فكرة السوق المركزي بوسط المدينة تحدثت محفوض عن عدم إمكانية تأمين قطعة أرض أملاك دولة في ذلك المكان كونه مستملك بشكل كامل من قبل مجلس المدينة و بالتالي لاتتوفر الإمكانية لإقامة سوق مركزي في وسط المدينة , وكإجراء بديل تم إحداث سوق في مديرية الزراعة بالإضافة لسوق مسبق الصنع في إرشادية تلبيسة لتغطية حاجة الريف الشمالي .
محمد بلول

المزيد...
آخر الأخبار