نعيش حرب السوشال ميديا،هي الأخطر من كل الحروب على الأرض،فكل من يحمل هاتفاً نقالاً، وقد اشترك بخدمة الانترنيت،أصبح ناقلاً للحدث ومحللاً،والأخطر محرضاً سواء بحسن نية أو بسوئها،المهم تحقيق أرقام كبيرة في المتابعات والإعجاب.
للأسف الكل يلعب بالنار،في وقت نحتاج فيه للعب بالماء المثلج،لأن النار تشعل النار،بينما الثلج يطفئ النيران ،ويتحول إلى ماء يستفيد منه الجميع بدل النار التي تحرق الأخضر واليابس.
وللأسف أيضاً،أن نرى أناساً يدّعون العمل بالإعلام ،يوجهون سهامهم لإحداث الفرقة بين أبناء المجتمع السوري بشكل عام،وينتقلون منه إلى الأضيق فالأضيق حتى يصلوا لأصغر تجمع بشري على الأرض السورية.
لا نعتقد أن استهداف مدينة مصياف،متعددة الطوائف والأديان(مع اعتذاري الشديد عن ذكر مثل هذه العبارات)، بريئاً ويحمل الخير لأبنائها،ومن يسلط سهامه على المدينة ،وعلى الحياة اليومية للمواطنين من خلال دعوة للإضراب،أو الإدعاء أن الشوارع فارغة والمحال مغلقة ,دون أن ينقل الصورة الحقيقية للحياة الطبيعية،مثلاً المتاجر والمحال مفتوحة والناس في الشوارع ولم تلتزم بيوتها، والصور تعبر عن ذلك وتدحض ما يدعونه .
نحن اليوم أحوج من أي وقت مضى إلى العقلانية في التعامل مع أبسط الحالات،بحاجة لأن نحكم العقل والضمير،وأن نبتعد عن شحن النفوس بالبغضاء والكراهية لهذا أو ذاك،بحاجة لأن نعي معنى الحياة التي نريدها لأنفسنا ولغيرنا دون يكون لهذا أو ذاك وصاية على حياتنا الخاصة.
الشعب السوري يرفض كل محاولات فرض الوصاية عليهم ،ويرفضون أن يكونوا مطية أو أداة لتحقيق أهداف لهذا أو ذاك على حساب أبناء سوريا التي نطمح إليها،سوريا الشعب الأصيل والحضارة المتأصلة فينا إلى الأبد.
عادل الأحمد