لغة السمط… «عولمة»

مما لا شك فيه أن لوسائل التواصل الاجتماعي أثرا حضاريا لكونه يتضمن الكثير من الميزات التي ساهمت في سرعة تبادل المعلومات والمراسلات وبزمن قياسي وبتكلفه مقبولة… ولكن علينا ألا ننسى دوماً أن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة هي سلاح ذو حدين فيه المنفعة لمن يرغب في الاستفادة وفيه الضرر في حال إساءة الاستخدام.. بكل تأكيد وسائل التواصل هي جناح من أجنحة العولمة… والعولمة تعني الانفتاح على العالم والاندماج فيه فهل كنا مستعدين لاستقبال هذا الانفتاح الخطير الذي كان محرقة لبعض الدول والشعوب… وهل كنا قادرين على استقبال وتمثل كل ذلك الضخ المتعدد الأوجه والأشكال…. هل نجح رواد العولمة في اختراق مجتمعاتنا وجعلوا منا أدواتاً لتنفيذ أجنداتهم الاقتصادية والتجارية بكل تأكيد الجواب نعم… ونحن نعيش اليوم حرب المعلومات والتضليل والإشاعات في غياب الضوابط والمعايير.. وفقدان المجتمعات لخصوصياتها.
إن من أخطر وسائل السيطرة على الإنسان هي أجهزة الاتصال الحديثة… فهي موجودة في متناول كل فرد صغير أو كبير.. تستطيع أن تقدم له ما تشاء من المعلومات وتغزو ذاكرته وعقله وتسيطر على رغباته ورأيه وتستنطقه بما تريده أن يكون عليه…. نعم إنه الغزو الثقافي الذي بات واقعا… وهل كان ما يسمى «الربيع العربي» ليتمدد وينتشر لولا التمهيد له بطوفان من التضليل عبر السوشيال ميديا وبث الفتن وتمرير الدسائس والترويج لنظريات وشعارات براقة نسفت البنى التحتية للمجتمعات لإعادة صياغتها بما يناسب مشاريع الاستعمار الجديد.. وحروب الجيل الرابع بأقل الخسائر… بكل تأكيد انتهى زمن الجيوش الجرارة وبدأ زمن الاحتلال الناعم…… فعلى سبيل المثال فكرة بسيطة مدروسة جيدا تسري في وسائل التواصل كالنار في الهشيم.. تصل بشكل أسرع من الإعلام الرسمي.. الذي يجد نفسه في سباق مجاني وخاسر. في زمن العولمة والسوشيال ميديا .
أيها السادة يجب أن نتسلح بالوعي.. فهو الحل الوحيد… ويجب أن نعلم أبناءنا كيفية الخوض في هذا الفضاء الساحر… و من الأمور الخطيرة جلوس الأسرة في منزل واحد وغرفة واحده وكل منهم منشغل في عالم مختلف عن الآخر … نعم هذه هي العولمة تستطيع أن تصل إلى أبعد مكان في العالم.. ولكن ربما لا تستطيع الوصول إلى قلب أقرب الناس إليك….. فعن أي تواصل (اجتماعي) نتحدث وقد تحولنا إلى ما يشبه المكنات.
سامر سلمان

المزيد...
آخر الأخبار