حالة ترقب تعم الأسواق, فمنذ صدور المرسوم القاضي بزيادة الرواتب والأجور, والمواطنون يضعون أيديهم على قلوبهم كما يقال, متخوفين من طمع وجشع التجار الذين سيحولون الزيادة لصالحهم ,فقد درجت العادة أن تترافق كل زيادة على الرواتب والأجور بتحرك الأسعار و ارتفاعها شاقولياً ,إلا أن الملفت لهذه الزيادة الأخيرة أن أغلب المواد الغذائية والاستهلاكية طالها الارتفاع قبلها , وبات سعرها ضرب من الخيال! وقد جاءت زيادة الرواتب والأجور لترميم الفجوة بين الأسعار و الرواتب ومع ذلك لم يشبع التجار بل قاموا برفع الأسعار من جديد دون أي وازع أخلاقي, ونجدهم يتربصون بالمواطنين وتخالهم أنهم سينقضون على كل ليرة سورية طالت الرواتب بدءاً من تاجر الجملة وانتهاء ببائع المفرق, وخير دليل على صدق كلامنا هو عدد الضبوط التموينية المنظمة من قبل عناصر مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك الذين كثفوا جولاتهم الرقابية وشددوا على اتخاذ الإجراءات الرادعة بحق المخالفين ,وكذلك عدد الإغلاقات الكبير حيث يؤكد المعنيون في المديرية أن التركيز مؤخراً يتم خلال الجولات على الأسعار ومخالفتها سواء عدم الإعلان عنها أو تقاضي سعر زائد وغيرها , و أن عدد تلك الضبوط في اطراد وتزايد و إن دل هذا على شيء إنما يدل على نية التجار الواضحة في اقتناص الفرصة المناسبة للنيل من تلك الزيادة ونقلها إلى جيوبهم, غير آبهين بكل الإجراءات المتخذة, وكأن تقاضي السعر الزائد بات حقاً مكتسباً لهم, وغير آبهين بأصحاب الدخل المحدود والتي لم تكد تصل الفرحة إلى وجوههم إلا وكان ضعاف النفوس لها بالمرصاد ليسرقونها.
العروبة – مها رجب