أثبت السوريون خلال سنوات الحرب التي شنت عليهم أنهم شعب مبدع و صامد ومحب لأرضه و هو قادر على ابتكار الحلول لتخطي أكبر الصعوبات التي قد تواجهه …و برهن العمال في الشركة العامة لمصفاة حمص بكل فئاتهم أن الثبات في مواقع العمل هو تحد حقيقي للإرهاب و داعميه وأن الإخلاص و التفاني كل من موقعه هو صورة من صور الصمود السوري الأسطوري ..
ورغم عشرات الهجمات والاستهدافات الإرهابية إلا أن المصفاة صمدت واستمرت بعملها بفضل تكاتف وتضافر جهود كوادرها الفنية وحققت إنجازات أمنت وفراً مادياً كبيراً للمنشأة ورفدت السوق المحلية بمختلف أنواع المشتقات النفطية و لم تحدث أي حالة من حالات فقدان المادة بشكل نهائي..
وتمكنت كوادرها المحلية من التأقلم مع الأمر الواقع و إيجاد حلول ناجحة في ظل حصار اقتصادي جائر منع من استيراد أي قطع للصيانة أو حتى الاستفادة من خبرات أجنبية..
وعلى مر تسع سنوات شحذ المهندسون والفنيون والعمال الهمم وكانوا المثال الذي يحتذى في الإخلاص بالعمل و الاعتماد على الذات و ابتكار حلول علمية جديدة و تنفيذ الكثير من أعمال الصيانة التي كانت فيما سبق لا تتم إلا على أيدي خبراء أجانب مكلفة الآلاف من الدولارات ,كما استطاعوا تصنيع العديد من القطع التي كانت تستورد , و بعملهم هذا تمكنوا و بكل جدارة من حل الكثير من المعضلات التي كانت تعترض سير العمل و تهدد بإيقافه و اكتسبوا خبرات لا يستهان بها نتيجة التطبيق العملي …. فكانوا بحق رجال علم وعمل و تفان , وتمكنوا من إبقاء شعلة مصفاة حمص علامة فارقة تثبت في كل يوم أن الشعب السوري عصي على الهزيمة و الاستسلام..
المزيد...