كلية الهندسة المدنية في جامعة البعث إحدى الكليات الهامة التي خرجت آلاف المهندسين الذين لعبوا ولا يزالون دورا هاما في بناء سورية. والهندسة المدنية أحد فروع الهندسة والمعنية بدراسة وتصميم وتحليل المنشآت المدنية المختلفة كالأبنية السكنية والخدمية والطرق والجسور والأنفاق والمطارات والموانئ وشبكات مياه الشرب ومحطات ضخ المياه وشبكات الصرف الصحي ومحطات التنقية ومعالجة المياه والسدود وكذلك مشاريع الري، والإشراف على عمل هذا المنشآت ، ولكلية الهندسة المدنية وطلابها كسائر الكليات الأخرى همومهم ومشاكلهم التي استمعنا إليها من بعض الطلاب .
أجهزة متعطلة
الطالب عمار : لدينا مشكلة في المحاضرات العملية حيث أن عدد الطلاب كبير جدا في الفئة الواحدة ولا نحقق الفائدة الكبرى المرجوة من التجارب التي يجب أن نتعلم منها إضافة إلى أن معظم المخابر الموجودة في الكلية غير جاهزة حيث يوجد عدد كبير من الأجهزة المعطلة في مخابر الكلية وهذا يؤثر علينا مستقبلا
عدد الطلاب كبير
الطالب خالد : مشاكلنا في الكلية تكاد تنحصر في تعطل عدد كبير من أجهزة المخابر الموجودة في الكلية والتي تعيق قيامنا بتجارب هامة لنكسب الخبرة العملية التي تفيدنا في عملنا مستقبلا إضافة لوجود عدد كبير من الطلاب ضمن الفئة الواحدة التي تجري التجارب العملية على بعض الأجهزة المتوفرة في المخبر مما لا يتيح لنا الفرصة لفهم التجربة تماما
مقررات مفقودة
الطالبة هدى : المعاناة الأكبر لنا في الكلية عي عدم وجود بعض المقررات لبعض المواد وعدم وجود نوتات لها في مكتبات الكلية ومع أن عمادة الكلية وضعت هذه النوتات على موقع الكلية إلا أن غياب الكهرباء بسبب القطع المتكرر وضعف النت لا يمكننا من الحصول على المحاضرات بالسرعة المطلوبة مما يسبب لنا بعض الإرباك في الدراسة ..
الطالبة لانا : تتجلى مشاكلنا بشكل عام كطلاب بأعطال بعض الأجهزة في مخابر الكلية إضافة لكثافة عدد الطلاب في الفئات والتي تتسبب بعدم تلقي الطالب للمعلومات بشكل كاف والقيام بالتجارب العملية بشكل جيد إضافة لعدم وجود مقررات بعض المواد في الكلية ..
مزاجية في التصحيح
الطالبة ميس : أهم مشكلة لدينا هي مزاجية بعض الدكاترة في الكلية وخصوصا فيما يتعلق بتصحيح الأوراق الامتحانية ووضع العلامات وغياب مقررات بعض المواد وعدم وجود نوتات لها في مكتبات الكلية هذا عدا عن تعطل معظم الأجهزة العملية في مخابر الكلية ..
محاضرات متأخرة
الطالبة رشا : قالت يجب إيجاد حل لمشكلة المحاضرات العملية في وقت متأخر حيث أن بعض المحاضرات تنتهي الساعة الثانية ظهرا وأخرى تبدأ في هذا التوقيت وتنتهي بوقت متأخر وبعض الطلبة مقيمون في الريف وهذا التوقيت لا يناسبهم لعدم وجود مواصلات إلى قراهم إضافة لعدم تمكنهم من الحصول على غرفة في المدينة الجامعية وهناك مشاكل أخرى مثل تعطل الأجهزة في المخابر وكثافة الطلاب في الفئات وفقدان بعض المقررات
نقص في التجهيزات
الطالبة هبة : رغم كل مشاكل الكلية يوجد مشكلة أهم وأكبر هي مشكلة السكن في المدينة الجامعية حيث نسكن 5 طالبات في غرفة واحدة ينقصها الكثير من التجهيزات خصوصا وأنها مخصصة أصلا لشخصين فقط وبطبيعة الحال هذا العدد الكبير لا يوفر أي جو للدراسة ولا يوجد في المدينة الجامعية قاعات جاهزة للمطالعة كما أن انقطاع الكهرباء لوقت طويل يؤثر على دراستنا بشكل كبير وكذلك تحتاج غرفنا لبعض الصيانة العاجلة ..
المشكلة القديمة الجديدة
الطالب علي : مشكلتنا قديمة جديدة فأنا أسكن في إحدى القرى القريبة من مركز حمص وحيث أن قريتي لا تبعد المسافة القانونية التي تخولني من الحصول على غرفة في المدينة الجامعية فإنني مضطر بشكل يومي للذهاب إلى الجامعة بواسطة السيارات التي تعمل على خط قريتي والتي عددها قليل نسبيا وفي كثير من الأحياء أتأخر في الوصول إلى المحاضرات في الوقت المخصص مما يؤدي لمنعي من دخول المحاضرة من قبل المدرس إضافة لوجود بعض المحاضرات العلمية بوقت متأخر مما يضطرني للعودة إلى قريتي عبر سيارات عابرة أو استئجار سيارة خاصة تكلفني أعباء مادية كبيرة لا قدرة لعائلتي عليها وطالب بإيجاد حل لهذه المشكلة ومراعاة وضع الطلاب خصوصا أبناء الريف …
وللاطلاع على الواقع التقينا عميد كلية الهندسة المدنية الدكتور معن السلامة ونقلنا له هموم الطلاب ومشاكلهم فقال :
النشأة والتطور
أحدثت كلية الهندسة المدنية بموجب المرسوم رقم 44 لعام 1979 ، وهي تضم حاليا 8 أقسام هي : قسم الهندسة الإنشائية – قسم الهندسة الجيوتكنيكية – قسم هندسة المواصلات والنقل – قسم هندسة وإدارة الموارد المائية – قسم الإدارة الهندسية والإنشاء – قسم الهندسة الطبوغرافية – قسم العلوم الأساسية .
أهداف الكلية
وتهدف الكلية إلى تحقيق الجودة والتميز وتبوء مكانة مرموقة على خريطة التعليم الجامعي وذلك بتوفير بيئة متميزة للتعليم الجامعي وتوفير كوادر وطنية مؤهلة قادرة على سد احتياجات قطاعات الدولة ، وإنشاء علاقات متينة مع المراكز العلمية والمؤسسات الوطنية لدعم مسيرة البحث العلمي في الكلية ، كما تهدف إلى إعداد الطلاب وتأهليهم كمهندسين مختصين في مختلف اختصاصات الهندسة المدنية وتزويدهم بمستوى عال من المعرفة في مجال اختصاصهم بما يواكب التقدم العلمي والتقنية الحديثة ، والنهوض والمشاركة في البحوث العلمية والدراسات المختلفة التي تسهم في التقدم العلمي والتقني ، والإسهام في دورات التأهيل والتدريب المستمر للمهندسين ، وتقديم الدراسات والإستشارات الهندسية بما يخدم المجتمع في القطاعين العام والخاص ، والارتقاء والتميز في مجال التعليم الهندسي وخدمة المجتمع والقدرة على التنافس محليا ودوليا ، والوصول إلى خريج متميز قادر على إنتاج المعرفة والمنافسة في سوق العمل .
تأهيل المخابر
مررنا بفترة حرب طويلة ولم يكن يوجد لدينا إمكانية لصيانة بعض الأجهزة في المخابر أو شراء أجهزة جديدة ولكن في العام 2017 قامت الكلية بالتعاون مع رئاسة جامعة البعث بخطوات هامة مثل تأمين تجهيزات البحث العلمي لطلاب الدراسات العليا وتجهيزات تخدم العملية التعليمية وأشار الدكتور السلامة إلى أنه يوجد في الكلية 7 مخابر هي :
مخبر الطبوغرافيا : الأجهزة الموجودة فيه قيد العمل ويتم إجراء صيانة لها في محافظة دمشق ومع ذلك لم يتوقف العمل بها .
مخبر الري والمنشآت المائية : العملية البحثية لم تنقطع وكذلك العملية الدراسية في أجهزة هذا المخبر رغم وجود بعض الأجهزة التي تحتاج إلى صيانة حيث تم إبرام عقد صيانة بقيمة 2 مليون ليرة سورية للأجهزة المتعطلة وهي قيد الاستلام .
مخبر الهيدروليك : نسبة الأجهزة التي تعمل في المخبر 75 % في حين باقي الأجهزة تحتاج إلى صيانة ، ورغم الإعلان عن مناقصة لصيانة هذه الأجهزة بقيمة 4 ملايين ليرة سورية ، إلا أنه لم يرس عقد الصيانة على أي متعهد مما أدى لشرح بعض التجارب نظريا في حين تقام باقي التجارب على الأجهزة التي تعمل
مخبر ميكانيك التربة : التجهيزات الموجودة فيه متكاملة وهي بحالة فنية جيدة ويتم العمل بها على أكمل وجه ويجري عليها الطلاب التجارب العلمية بشكل مستمر .
مخبر مواد البناء ومخبر الطرق : جميع الأجهزة في المخابر بحالة فنية جيدة وتقام عليها التجارب العملية المقررة للطلاب .
مخبر البيتون : معظم الأجهزة الموجودة فيه بحالة فنية جيدة إلا أنه يوجد بعض الأجهزة الأساسية تحتاج لعملية صيانة ولكن نظرا لارتفاع قيمة تكلفة الصيانة لا بد من إجراء عقود نظامية وتم رفع مقترح إلى رئاسة الجامعة للإعلان عن مناقصة لصيانة هذه الأجهزة .. مخبر البيئة : تم تنفيذ عقد بقيمة 3,5 مليون ليرة سورية لصيانة أجهزة المخبر البالغ عددها 15 جهازا وحاليا بلغت نسبة التنفيذ في العقد 50 % .
وأضاف الدكتور السلامة : تعتبر حالة المخابر بمعظمها جيدة جدا ً تبعا للظروف الحالية وارتفاع أسعار الأجهزة وتكاليف الصيانة والنقص الحاد في الخبرات الفنية المختصة في صيانة أجهزة المخابر العلمية وأشار لوجود متابعة حثيثة من قبل رئاسة الجامعة وعمادة الكلية لصيانة الأجهزة بأسرع وقت ممكن منوها إلى أن أي عطل قيمته المالية بسيطة ولا يستوجب عقدا أو خبرة فنية تخصصية تتم صيانته فورا .
التعويض بأيام العطل
وعن عدد الطلاب الكبير في الفئات بين الدكتور السلامة أن عدد الطلاب في الكلية كبير مما يؤدي حكما لتقسيمهم بأعداد كبيرة ضمن الفئات وهذا بطبيعة الحال يمنع الطلاب من القيام بالتجارب بشكل شخصي مما دفع عمادة الكلية بمبادرة شخصية لافتتاح أبواب الكلية يوم السبت بشكل دائم بوجه الطلاب الراغبين بتعويض ما فاتهم من محاضرات وتجارب مؤكدا أن كل القاعات والمدرجات والمخابر مفتوحة لمن يرغب من الطلاب .
عزوف عن التأليف
وعن سبب فقدان مقررات بعض المواد أشار عميد الكلية إلى أن الظروف الفنية والحرب والعقوبات الاقتصادية الجائرة التي فرضتها دول العدوان على بلدنا وارتفاع تكاليف الطباعة وأسعار الورق سبب رئيسي لفقدان بعض المقررات كما أشار إلى أن عزوف بعض الدكاترة عن التأليف لأسباب متعددة أهمها ارتفاع التكاليف وقلة المردود ، إلا أن عمادة الكلية وبالتعاون مع رئاسة الجامعة قامت بطرح المحاضرات إلكترونيا على مواقع الكلية الرسمية ليتمكن الطلاب من اكتساب المعلومات .
85 % من المقررات متوفر
وبين د. السلامة إلى أن نسبة 85 % من المقررات الجامعية متوفر في الكلية منوها إلى أهمية الكتاب للطالب الجامعي كونه يبقى مرجعا مهما يمكن العودة إليه عند الحاجة ، لحل أي مشكلة من الممكن أن تعترض الطالب في حياته العملية بعد التخرج .
الاستيعاب الجامعي
وأشار الدكتور السلامة إلى أن رئاسة الجامعة بالتعاون مع وزارة التعليم العالي قامت بتأهيل قبو كلية الهندسة المدنية وتحويله إلى قاعات مراسم هندسية للتخفيف من ضغط الأعداد الكبيرة للطلاب في القاعات ولتتمكن الكلية من زيادة الاستيعاب الجامعي فيها ..
الدراسات العليا
وبين أنه منذ العام 2010 وحتى تاريخه تم منح 17 رسالة دكتوراه في الهندسة المدنية في حين بلغ عدد الرسائل المسجلة 45 رسالة ، أم رسائل الماجستير الممنوحة في الهندسة المدنية منذ 2010 وحتى تاريخه فقد بلغ 155 رسالة والمسجلة 174 رسالة ، منوها إلى أن عمادة الكلية تعمل على توفير كافة مستلزمات وتجهيزات البحث العلمي للطلاب …
4422 طالبا
وعن عدد طلاب الكلية بين الدكتور سلامة أنه يوجد في الكلية 4422 طالبا وطالبة في التعليم العام والموازي ، بواقع 3312 طالبا في التعليم العام وفي التعليم الموازي 1110 طالبا ، وبلغ عدد الطلاب المستجدين هذا العام 890 طالبا وطالبة منهم 727 طالب في التعليم العام و 163 طالب في التعليم الموازي .
نسب النجاح
وبين عميد الكلية أنه تم العمل على رفع نسبة نجاح الطلاب في الكلية بحيث لا تقل عن 20 % منذ العام 2018 وذلك من خلال عدد من الإجراءات التي قامت بها الكلية ومنها إعطاء محاضرات تعويضية للطلاب خلال أيام العطل ورفع مستوى الأسئلة لتشمل كامل المقرر ومتابعة أسباب تدني نسبة النجاح والعمل على تلافيها.
الدرجات العلمية
كما أشار الدكتور السلامة إلى أن مجلس الجامعة بناء على اقتراح مجلس الكلية يمنح الدرجات العلمية التالية :
الإجازة في الهندسة المدنية
الماجستير في العلوم الهندسية في الاختصاصات التي يحددها النظام الخاص بالدراسات العليا في الكلية .
الدكتوراه في العلوم الهندسية في الاختصاصات التي يحددها النظام الخاص بالدراسات العليا في الكلية .
8 ملايين لإعادة التأهيل
وعن صيانة القاعات والمدرجات في الكلية بين الدكتور السلامة أنه تم إبرام عقد بقيمة 8 مليون ليرة سورية لصيانة وإعادة تأهيل مدرج الباسل في كلية الهندسة المدنية حيث لم يتم أي عملية صيانة أو إعادة تأهيل لهذا المدرج منذ وضعه في الخدمة قبل 30 عاما تقريبا .
ندوات ومؤتمرات
وعن الندوات والمؤتمرات التي عقدتها وشاركت بها كلية الهندسة المدنية بين الدكتور السلامة أنه تم عقد مؤتمرين في الكلية الأول عام 2018 تحت عنوان «التنمية المستدامة للموارد المائية» والثاني عام 2019 تحت عنوان «البحث العلمي الهندسي لدعم التنمية وإعادة الاعمار» ، إضافة إلى عدة ندوات ولقاءات مع أصحاب الاختصاصات الهندسية حيث كان جزءا منها مرتبط بإعادة الاعمار والتنمية مثل استخدام المواد المضافة لتقليل التكلفة المادية واختصار الزمن ورفع الكفاءة وزيادة الفاعلية وتدوير المخلفات من الأنقاض ومواضيع بحثية أخرى تنبع من احتياجات المرحلة القادمة ، ونوه إلى أن الهدف الأهم من كل هذه المؤتمرات واللقاءات والندوات هو تطبيق مبدأ ربط الجامعة بالمجتمع .
حاضنة تكنولوجية
وأشار الدكتور السلامة إلى أنه تم تأسيس حاضنة تكنولوجية لكلية الهندسة المدنية ، وهي فكرة رائدة تضع الجامعة كمؤسسة علمية وبحثية بحالة تشبيك مع القطاعات العاملة في الدولة من القطاعين العام والخاص وتفسح المجال للباحثين وطلاب الدراسات العليا لمعالجة المشاكل ووضع الحلول للقضايا والأمور المستعصية وإيجاد فرص عمل للخريجين والحاضنة تعمل ضمن الحاضنة التكنولوجية لجامعة البعث .
يوسف بدور