نوقشت في قاعة المعارض في كلية الهندسة المدنية – قسم الهندسة الإنشائية في جامعة البعث رسالة الدكتوراه للطالب المهندس علي محمود البلال بعنوان « تأثير التدعيم بالفيروسمنت في سلوك الجوائز البيتونية المسلحة المتضررة».
حيث بين الطالب أن الهندسة الإنشائية اليوم تواجه حاجة متزايدة لإجراء عمليات تدعيم وتقوية لمنشآت موجودة إما من أجل زيادة قدرة تحمّلها أو الحؤول دون انهيارها نظرا لظروف الاستثمار الخاطئة ومنها :تغير وظيفة المنشآت أو تغير الكودات التصميمية التي تجعل هذه المنشآت غير قياسية أو بسبب السماح بحمولات أكبر على عناصر هذه المنشآت مما يتطلب تدعيم كلي أو بسبب العوامل الطارئة المؤثرة على عناصرها الإنشائية ومنها :
الضرر نتيجة عدم جودة المواد المكونة للبيتون المسلح , أو تضرر الجوائز بفعل (الحريق , أو الزلازل , أو الحروب والانفجارات).
توجد تقنيات عديدة لتدعيم الجوائز المتضررة كالقمصان الفولاذية أو البيتونية , أو مواد الكاربوفايبر مع لاصق الايبوكسي , ونتيجة غلاء هذه المواد وصعوبة توافر بعضها محلياً والحاجة إلى خبرات كبيرة عند استخدامها برزت الحاجة إلى مادة متوافرة محليا وسهلة التشكيل ويمكن تطبيقها في جميع الظروف وتكون مقاومة للعوامل السلبية المختلفة بما فيها الحريق ونفاذية الماء فان استخدام الشبك المعدني مع المونة الأسمنتية أو ما يسمى اصطلاحا الفيروسمنت ((Ferrocement هو من الحلول الجيدة التي تلبي معظم المتطلبات .
المشكلة التي يعالجها البحث
تم البحث في المشاكل الناتجة عن الحرب في سورية وخاصة تجاوز المنشآت لحدود الاستثمار نتيجة :
1- تغير الصفة الوظيفية للمنشأ (تحويل المباني السكنية لمراكز ايواء).
2- تحويل المباني السكنية لمستودعات , وزيادة حمولات الطوابق نتيجة تركز السكان في المناطق الآمنة وتغير الأحمال الحية التصميمية لبعض البيوت بسبب سكن عدة عائلات معاً.
3- محاولة الناس العودة لمنازلهم وترميمها و إعادة تأهيل البيوت المتضررة وتشييد جدران جديدة على بعض الجوائز التي سبق وتعرضت للحريق أو تضررت بفعل الانفجارات مما أضعف من قدرة تحملها وأوصلها لتجاوز حدود الاستثمار .
4- ضعف الإمكانات المادية لدى أصحاب المنازل المتضررة , وقلة الأيدي العاملة الخبيرة , وارتفاع تكاليف وأسعار مواد التدعيم المستوردة وندرتها في السوق المحلية .
5- مشكلة تضرر الجوائز وتهشم بعضها مما يقيد ويحد من إمكانية استخدام المواد الحديثة كالكاربوفايبروالايبوكسي لمعالجة مثل هذه الحالات , بالإضافة لمشاكل انفصال وانسلاخ مواد التدعيم.
يظهر الشكل بعض النماذج لمحاولة الأهالي العائدين من التهجير لبناء منازلهم فوق طوابق متضررة .
البناء فوق طوابق متضررة بفعل الحرب – باب هود – مدينة حمص
أهمية البحث:
تعتبر تقنية التدعيم بمادة الفيروسمنت من الطرق الجيدة والواعدة لاستخدامها في مرحلة إعادة الإعمار فهي تناسب واقع بلادنا من حيث توفر موادها الأولية وسهولة تنفيذها , فهي مادة إنشائية قائمة بحد ذاتها , وهذا ما دفع إلى التفكير باستخدامها في التدعيم للجوائز البيتونية المسلحة والمتضررة , والاستفادة القصوى من الخصائص الإيجابية لها , وباعتبار أن طريقة حساب وتصميم مادة الفيروسمنت وطريقة تثبيتها مع الجوائز بحاجة إلى المزيد من الدراسة, بالتالي تبرز أهمية هذا البحث في تسليط الضوء على هذه التقنية ومعالجة المشاكل المتعلقة باستثمارها .
يتضمن البحث دراسة تأثير شكل التدعيم بالفيروسمنت على سلوك ذات الجائز, و يقدم طريقة موثوقة وأمينة وسهلة التنفيذ لضمان العمل المشترك بين مادة التدعيم والجائز البيتوني المسلح المدعم حتى الانهيار , كما يركز البحث على تدعيم الجوائز التي تعتبر نظرياً خارجة عن الخدمة وذلك بسبب تجاوزها لحدود الاستثمار (حد السهم ) , ويقدم البحث استخدام مادة مالينات البوليستر بديلا عن الايبوكسي لتثبيت روابط القص.
نتائج البحث :
تم تحديد النسب الخاصة بالمواد الداخلة في تركيب الفيروسمنت مخبرياً واجراء التجارب اللازمة وتم التوصل للنتائج التالية :
الاستخدام الفعال لمادة مالينات البوليستر رخيصة الثمن لتثبيت روابط القص كبديل عن مادة الايبوكسي ذات الثمن المرتفع بحيث خفضنا الكلفة بحوالي 90% .
التوصل لتقنية سهلة وأمينة وموثوقة من أجل تنفيذ طبقة التدعيم الفيروسمنتية على سطح الجوائز البيتونية المسلحة المتضررة وضمان عملهما معاً حتى الانهيار دون وجود أي انفصال .
تمكنا من زيادة قدرة تحمل الجائز المتضرر والمعاد تحميله بنسبة زيادةتراوحت بين (42 حتى 74.6%) تقريباً عن الجائز المرجعي غير المتضرر تراوحت بين (42 حتى 74.6%) تقريباً .
تمكنا من تخفيض السهم وسط المجاز للجوائز المتضررة المعاد تدعيمها بنسبة تراوحت بين (15 وحتى 47.8 %) مقارنة مع الجوائز المرجعية غير المتضررة .
ان كلفة التدعيم وفق التقنية المقترحة في البحث وفرت حوالي 80% من كلفة التدعيم ببقية الطرق واعطت نتائج أفضل من تلك المواد .
الرسالة كانت بإشراف الدكتور المهندس علي الجراش أستاذ في قسم الهندسة الإنشائية جامعة البعث مشرفاً رئيســـياً والدكتور المهندس عبد الرحمن عيسى أستاذ في قسم الهندسة الإنشائية جامعة البعث مشرفاً مشاركاً
يوسف بدّور