الكوادر الوطنية في معمل مزج الزيوت تبدع وتتحدى الحصار الاقتصادي … تركيـب خط لإنتـاج سائل الفرامل بكلفـة 19,5 مليون ليـرة
تثبت الخبرات المحلية الوطنية قدرتها على التميز في كل مرة , و هي العامل المهم في صمود الاقتصاد السوري و ابتكار الحلول و الاعتماد على الذات …
و اليوم نسلط الضوء على الجهود التي تبذلها و لاتزال الخبرات المحلية في معمل مزج الزيوت الوحيد على مستوى القطر , و ذلك بالاعتماد على البحث العلمي و ابتكار طرق بديلة لتخفيف الاستيراد و بالتالي توفير أرقام لايستهان بها من القطع الأجنبي..
المباشرة بالإنتاج
و في تصريح للعروبة أشار الدكتور صبحي الحسن مدير معمل مزج الزيوت في مصفاة حمص أنه وبعد إجراء الاختبارات و التجارب المخبرية اللازمة و كذلك التجارب على الآليات لبيان مستوى الأداء و الكفاءة تمكنت كوادر المعمل المتخصصة من إنتاج سائل الفرامل بمستوى عال جداً من الجودة ويكافئ وفق تصنيف زيوت الفرامل (DOT4) و في بداية العام المنصرم تم التوجه لإنشاء خط تكنولوجي خاص لصناعة و تعبئة هذه السوائل و إنتاجها لرفد السوق وتغطية حاجة القطاعين العام و الخاص ..و تم إنشاء الخط بكل تجهيزاته محلياً بهدف الاستغناء عن استيراد الآلات و المعدات نظراً للتكلفة الكبيرة من القطع الأجنبي , و تم تصنيع كامل تجهيزات الخط محلياً وبأيد وطنية و تم تركيبه بقيمة لاتتجاوز 19,5 مليون ل.س في حين كانت التكلفة ستتجاوز الخمسة أضعاف لو تم استيراد التجهيزات من الخارج عدا عن الصعوبات التي سنواجهها و التأخير في ظل حصار اقتصادي جائر مفروض على بلدنا, و استكمل إنشاء خط الإنتاج بخطوة تكنولوجية دقيقة حيث تم ربطه مع الخطوط العاملة القديمة و بذلك تمكنت الكوادر من الاستفادة من آلات الخط المنشأ مثل آلات التعبئة و التغليف بشكل مضاعف..
وأشار الحسن إلى أن سائل الفرام و الوسط العامل فيها يجب أن يكون مقاوماً بشكل كبير للتآكل و التجهيزات كلها كانت من الستانلس ستيل والخط يتألف من مجموعة خزانات للمواد الأساسية وأخرى للمواد وتجهيزات إنتاجية أخرى تم ربطها مع الخط القديم بهدف توفير شراء آلات تعبئة جديدة وبالتالي أتاحت هذه العملية توفير مبالغ مالية كبيرة وإنتاج مادة عالية الجودة وفق المواصفات القياسية السورية كانت تستورد بالقطع الأجنبي منوهاً إلى أن الاستطاعة السنوية لخط الإنتاج تصل إلى 1200 طن و هي كمية تغطي حاجة السوق بشكل كاف لجهات القطاعين العام و الخاص .
استفادة مضاعفة
و أضاف الحسن أنه تمت الاستفادة من الخط المنشأ بشكل إضافي إذ أنه سيتم الاستفادة منه لصنع مانع التجمد من النوعية الممتازة بالتوازي في إنتاج سائل الفرامل و بذلك نتجنب تكاليف شراء خط آخر وتجهيزات ثانية , و تعتبر هذه الخطوة متميزة لتحقيق جدوى اقتصادية أكبر مشيراً إلى أن خط إنتاج سائل الفرامل وضع بالخدمة منذ الشهر العاشر من العام المنصرم
الزيت شهد عودة نوعية
و بالنسبة لإنتاج المعمل من زيت السيارات بأنواعه أشار الحسن أن العام المنصرم تميز بعودة قوية جداً لمنتجات المعمل إلى الأسواق نتيجة الموثوقية العالية التي أثبتها المنتج خاصة و أنه علامة تجارية عمرها خمسون عاماً ..مشيراً إلى أن سنوات الحرب الأولى و العمليات الإرهابية والتخريبية التي استهدفت القطاع الاقتصادي بشكل كبير تسببت بدخول أنواع غير معروفة من الزيوت الأجنبية و لكن التجربة أثبتت للمواطنين أن زيوت (سادكوب) هي الأفضل و أصبحنا نشهد الكثير من المواطنين الذين يبحثون عن منتجات المعمل بالاسم بسبب جودته و الموثوقية بالمواصفات ..
بتكلفة 75 مليون ليرة
و أضاف : تم خلال العام المنصرم إنتاج أكثر من عشرة زيوت جديدة وضعت لتأمين احتياجات القطاعين العام و الخاص ,كما تمكنت الكوادر المتخصصة من إنتاج كميات من الزيت الحراري لشركة الغاز لحقول غاز المنطقة الوسطى حيث كان سيتم استيراد الزيوت الخاص بمئات الملايين من القطع الأجنبي تم إنتاجها بقيمة 75 مليون ل.س فقط بما يعادل ربع القيمة و بجودة أعلى ,مؤكداً أن عمليات إصلاح الزيوت مستمرة و هي إستراتيجية يتّبعها المعمل منذ نهاية عام 2018 و لتاريخه تمكنا من إصلاح الزيوت خارج الصلاحية و إعادة إصلاحها و وضعها بالخدمة بكفاءة عالية و استعادت قيمتها المادية بعد أن كانت تباع بأسعار بخسة على أنها معطلة وغير صالحة .
وعن إنتاج المعمل بين الحسن أنه ينتج زيوتاً متعددة الدرجات لاستخدام محركات المازوت والبنزين وغيرها وجميعها بمواصفات عالمية وأسعار منافسة، والمعمل الذي أنشئ عام 2004 تتم صيانته وتشغيله ومعالجة كل مشاكله الإنتاجية عبر الخبرات والكوادر الوطنية منوهاً إلى أن الإنتاج الشهري يصل لحدود 200 ألف غالون ويمكن زيادته للخمسمئة ألف وأكثر وذلك حسب استجرار شركة المحروقات للمادة، مبيناً أن إنتاج المعمل من زيت سادكوب يلقى رواجاً كبيراً بين المستخدمين…
و أضاف : تم تطوير مخبر المعمل استعداداً لإجراء كافة تحاليل الزيوت المستوردة للتأكد من جودتها و وضعها بيد المستهلك بشكل آمن..
شحوم بنوعية ممتازة
وأشار إلى أن العمل حالياً في المراحل الأخيرة لإنهاء الدراسة الفنية لإنشاء خط لصناعة الشحوم الصناعية بكافة أنواعها نظراً لأهميتها الكبيرة لآليات القطاعين العام و الخاص ومن المتوقع إقلاع الخط و إنتاج الشحوم صيف العام الحالي و هي خطوة توفر مبالغ مالية كبيرة جداً خاصة و أن الشحوم المنتجة بمواصفات ومقاييس عالمية تساهم بحماية الآلات و الآليات من العطل ,وتعتبر نقلة نوعية في سير العمل …
محمد بلول