حققت سورية في ظل ثورة الثامن من آذار انجازات ونجاحات هامة على مختلف الأصعدة ,وتم التمهيد لقيام نهضة شملت جميع مناحي الحياة باتجاه النهوض والتطوير والتحديث الداخلي في جميع المجالات بهدف تحقيق التنمية الشاملة، حيث حققت على مدى أكثر من خمسة عقود قفزات واسعة على الصعد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتربية والتعليم .
وبمناسبة الذكرى 57 لقيام ثورة الثامن من آذار التقينا أحمد ابراهيم مدير التربية في حمص ليحدثنا عن تطور قطاع التعليم وواقعه في ظل الحرب التي تعرضت لها سورية فقال: ثورة الثامن من آذار هي ثورة البعث العظيم التي أعادت للمواطن السوري كرامته ، وحققت انجازات في كافة مجالات الحياة وفي كل الميادين.. واهتمت اهتماما كبيرا فيما يتعلق بالعملية التعليمية – التعلمية ، والعمل التربوي التعليمي هو جانب مهم جدا لأن العلم والمعرفة هو السلاح الأمضى لتطور المجتمعات ورقيها وبالتالي هذه الثورة أولت العملية التعليمية والتعلمية اهتماما كبيرا حيث أنها نشرت المدارس في الريف والمدينة وبكل المناطق والتي ساهمت بتعليم النشئ والارتقاء بمعارفهم ومهاراتهم ليكونوا عناصر فاعلة في المجتمع ويساهمون بتحقيق التنمية المستدامة في الوطن ، وأيضا افتتحت المعاهد ( إعداد المعلمين والمدرسين ) والتي ساهمت بتخريج عدد جيد من الكوادر المؤهلة ..
وأضاف : إن انجازات ثورة الثامن من آذار نوعية بكل ما تعنيه الكلمة واستمر النهج من خلال الحركة التصحيحية المباركة ، ونستطيع القول إن التعليم وصل إلى كل بيت ، وهذا أسهم في تطوير قدرات النشئ ونشر العلم وهي حالة من الرقي والحضارة ، ونحن في حمص نفتخر بأن المدارس أصبحت منتشرة في كل أنحاء المحافظة ، وقد وصلت لعمق البادية ، ولدينا مدارس تقوم بإجراء العملية التعليمية التربوية بشكل مميز ، حيث هيأت لها البنية التحتية كاملة من صحة وإعداد وتدريب وتأمين الكتب المدرسية.
وأشار إلى أن ثورة الثامن من آذار قدمت عطاءات متميزة في ميادين العلم والمعرفة فيما يتعلق بالتعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي وكذلك في إطار معاهد إعداد المدرسين
وأوضح أن هذا القطاع تأثر خلال فترة الحرب فقد خرجت العديد من المدارس عن الخدمة ووصل عددها إلى ما يقارب 360 مدرسة والتي استهدفت من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة الذين استهدفوا الحجر والبشر ، كما ارتقى عدد كبير من الأسرة التربوية شهداء نتيجة لمواقفهم الوطنية ونتيجة لعملهم الأخلاقي وتنفيذ عملهم التربوي ، فالإرهابيون يحملون فكرا ظلامياً وهابياً وهذا الفكر لا يناسبه التعليم ولا تناسبه المعرفة ولذلك استهدفوا هذا القطاع الهام الذي بقيت عناصره صامدة بكل طاقاتها وبكل إمكانياتها واستمرت العملية التعليمية – التعلمية رغم صواريخ الحقد التي كانوا يرسلونها على المدارس ..
وأضاف : أما عدد المدارس التي تم ترميمها وصيانتها بشكل شبه كامل في المحافظة من عام 2011حتى عام 2019 فبلغ 510 مدارس ، والآن نحن بصدد إعداد مشروع جديد لترميم ما تبقى من المدارس التي تحتاج إلى إعادة تأهيل على بند لجنة إعادة الأعمار ، ويبلغ عددها ما يقارب 176 مدرسة رصد لها من خلال توجيهات الحكومة 4مليار و500 مليون ليره لكي يتم صيانتها هذا العام وستدخل في الخدمة مطلع العام الدراسي القادم .
ونوه إلى أنه : في الريف الشمالي تم افتتاح حوالي 147 مدرسة ، ووصل عدد التلاميذ والطلاب في تلك المدارس ما يقارب 62 ألف تلميذ على مقاعد الدراسة ،وعادت العملية التعليمية إلى نصابها الصحيح ، وأوضح أن العملية التعليمية- التعلمية لم تتوقف في الريف الشمالي رغم وجود المسلحين الإرهابيين في تلك المناطق قبل أن يتم تحريرها على أيدي بواسل الجيش العربي السوري..
التفاؤل بالمستقبل
وفي محاولة لترميم ما خربته العصابات الإرهابية المسلحة على المستوى الإنساني قامت مديرية التربية بتوجيه الموجهين التربويين للعمل على غرس القيم الأخلاقية ومحبة الوطن عند الطلاب وضرورة الدفاع عنه بكل الإمكانيات ومحاربة الفكر الظلامي من خلال العلم الذي سيهزم ظلامهم , إضافة إلى قيامهم ببث روح الأمل والتفاؤل بالمستقبل وأن النصر قريب , وأن الاستقرار والأمان سوف يعودان لبلدنا, والحث على أن يبقى الأمل هو العنوان الذي يدفعنا للعمل والإخلاص
وأشار إلى أن عدد التلاميذ والطلاب لهذا العام بلغ 364617 تلميذا وتلميذة ، وعدد الكادر التعليمي 27730 ألف معلما ومدرسا ، ونأمل أن تأتي هذه المناسبة في العام القادم وقد تحرر كل شبر في وطننا من رجس الإرهاب الظالم ، ونوجه التحية والتقدير لبواسل جيشنا العربي السوري الذين يسطرون أروع ملاحم البطولة ، ويدحرون الاحتلال التركي الغاشم الذي يستخدم الحقد والعدوان على بلدنا الحبيب، ليعود الأمن والأمان إلى كل شبر من بلدنا الذي نفخر جميعا بالانتماء إليه ، ونقول لزملائنا المعلمين والمدرسين ولأبنائنا الطلبة كل عام وأنتم بخير والوطن بخير والجيش العربي السوري بألف خير وقائدنا الذي يقود سفينة الوطن بكل اقتدار قل نظيرها في العالم بألف خير .
منار الناعمة
المزيد...