بات الاتصال الهاتفي بعداً جديداً من أبعاد التطور التكنولوجي وصفة ملازمة للحرية الشخصية في صيغتها بالقرن الحادي والعشرين، ومثل غيره من الظواهر فإن الاتصال المتحرك هو في الأصل حاجة أوجدها الذين يسيطرون على وسائل الإنتاج …
وأصبح (الجـوال) يلعب دوراً رئيساً في التواصل بيننا، ويشهد تطوراً بصورة مذهلة…
فحينما تم استعماله لأول مرة ظننا أن الدنيا كلها اجتمعت بين أصابعنا، فبمجرد الضغط على عدد قليل من الأزرار نستطيع أن نتواصل مع شخص آخر في أي مكان من العالم المترامي، الذي نسميه قرية صغيرة.
أما الآن وبعدما أصبح بمتناول يد الجميع ، دون إمكانية الاستغناء عن هذا الاختراع الذي تطورت إمكاناته لتصبح كومبيوترية ، فتستطيع إرسال عشرات الرسائل في دقيقة واحدة إلى مجموعة من الأشخاص في أماكن مختلفة وأصبح بتطبيقات متطورة ومتعددة الخيارات أحد أساسيات الحياة لدى الكثيرين…
إلا أنه و بشكل متوال يشهد تطوراً تقنياً بلا حدود وارتفاعاً في أسعاره يؤدي بشكل رئيسي إلى صعوبة بيع جوالات جديدة، حيث يمتلك الآن الكثير من الأشخاص جوالات ذكية منذ سنوات، ويميلون للاحتفاظ بها لفترة أطول دون تغيير.
و بالمقابل نجد أنه إذا استسلمت شركات صناعة الهواتف المحمولة لهذه الحقيقة، فسيعني ذلك أنها ستشهد انخفاضًا في إيراداتها وهو ما لا ترغبه بالتأكيد، ولمعالجة هذا الخطر المحتمل، فسيكون عليها إما بيع المزيد من الأجهزة أو بيع أجهزة أغلى، ويبدو أن الشركات مالت للخيار الأخير… و بالتالي فالزبون – وعن محبة و رغبة – يخضع لأهواء أجهزة تبهره كل صباح بجديد لم يكن يخطر على البال …فهل سنحسن استخدام هذه التقنيات أم أننا سنكون متلقين سلبيين ؟؟ أم أننا سنتوصل لثقافة نتمكن من خلالها التزود بالجهاز الملائم لاحتياجاتنا؟؟
المزيد...