يعتبر الاهتمام بشريحة الشباب من الأمور الهامة والأساسية في المجتمع , باعتبارهم يشكلون الطاقة البشرية والحيوية القادرة على القيام بالعمليات النهضوية والتنموية , انطلاقا من التعليم والتربية والثقافة والإعلام والقيم الاجتماعية , وتعتبر نسبة الشباب في مجتمعنا مرتفعة نسبيا وهذا يتطلب من الجهات المعنية دراسة أوضاع هذه الفئة والوقوف عند همومها وطموحاتها لأنها تشكل الرصيد الاستراتيجي , والشباب هم الثروة الحقيقة لذلك فالحديث عنهم حديث عن المستقبل والتحديات المقبلة خاصة بعد سنوات طويلة من الحرب ومنعكساتها السلبية على جميع أفراد المجتمع .
ومن المعروف أن هناك العديد من المشكلات التي يعاني منها الشباب بالرغم من وجود الطاقة والقدرات عند البعض منهم , ولكن الظروف المحيطة بهم قد تساهم في إحباط مثل هذه الطاقات وتحد منها , مما يتطلب تضافر الجهود من قبل الجهات المعنية لوضع إستراتيجية مستقبلية تتبنى جيل الشباب وتساعده على تجاوز الصعوبات والمعوقات التي تعترض سبيله .
في الحقيقة هموم الشباب كثيرة وهناك أسباب كثيرة أدت إلى ظهورها.. حسب رأي بعض الشباب ..
يرى فادي الابراهيم «طالب جامعي» :أن البطالة هي أهم ما يعاني منه الشباب وهي تحبط الطاقة الايجابية الموجودة لديه وتعطلها أيضا , و يرتبط مفهوم البطالة بوصف حالة المتعطلين عن العمل , واستحوذ موضوع البطالة على الاهتمام الكبير من قبل الجهات المعنية نظرا لعدد العاطلين عن العمل الكبير وقد اتخذت إجراءات عديدة إلا أنه (وبحسب رأيه) ما زالت تلك الإجراءات غير قادرة على إيجاد حل مناسب فما زال الشباب يبحثون عن فرصة عمل دون جدوى وما زالت الفرص المتاحة قليلة جدا إن لم نقل نادرة قياسا لعدد الخريجين الجامعيين وغيرهم ,كما أن عدد الطلاب أو من هم في مرحلة الدراسة الجامعية كبير جدا وأن خريجي التعليم على مختلف مستوياتهم سيشكلون مزيدا من العبء , علما أن هؤلاء من المفترض أنهم سيقودون المجتمع إلى الأمام بما يحملونه من سلاح قوي جدا ألا وهو سلاح العلم ولكن بشرط أن تتوفر لهم الظروف المناسبة والملائمة وبالتالي إيجاد وظائف تلائمهم وتناسب كفاءاتهم .
مشكلة قائمة
قصي شعبان «طالب جامعي» أشار إلى أن شريحة الشباب تعيش مشكلة حقيقية وهي تأخر الزواج بالنسبة للإناث والذكور ,فهو للإناث قد يكون خارج عن يد الفتاة في مجتمعنا التي قد يطول انتظارها لمن يتقدم لخطبتها وقد يفوتها قطار الزواج وتظل تعاني من قلق وخوف من العنوسة وعدم الاستقرار في المستقبل، أما بالنسبة للذكور فتكون الأسباب مختلفة مثل وجود بعض الظروف الأسرية والاقتصادية وهنا يحجم الذكور (الشباب) عن الزواج لأن متطلبات الحياة أكبر من أن يتحملوها فيفوتهم أيضا قطار الزواج وقطار العمر بانتظار أن تفرج الضائقة المادية وبانتظار أن يتخلص مجتمعنا من ارتفاع المهور وتكاليف الزواج وصعوبة الحصول على سكن مناسب .
امتلاك روح المبادرة
سوسن رمضان «علم اجتماع» قالت : إن الشباب بمختلف فئاته العمرية يتمتع بطاقات متنوعة وأن تأثيرها يتباين بين شخص وآخر , والسبب في ذلك وفق ما يؤكده الخبراء هو الطاقة الموجودة في كل ما يحيط بنا والتي نجذب بعضها ونطرح بعضها الآخر..لذلك نجد أن روح المبادرة والشعور بالمسؤولية الشخصية والقيمة الذاتية هي عادة تميز الإنسان الفعال عن غيره من الناس،وإذا حرم نفسه من هذه الميزة فقد صفة التفوق لديه وتحول من موقع الفاعل الايجابي إلى موقع السلبي ومن موقع المتحمس لنفسه ولمن حوله إلى موضع الركود والتشاؤم وانتظار معونة الآخرين، فالأم مثلا هي انعكاس لسلوك أطفالها بما تملكه من طاقات ايجابية أو سلبية فهي قادرة على تحويل البيت إلى جنة فيها من الحب والعطف والاحترام والصدق والإيثار أو أن تحوله إلى نار تشعل فيها وبذاتها ولمن حولها وبهذا تخسر هي وأسرتها الحياة الأسرية الآمنة والمريحة وتحولها إلى التشاؤم والكره والحقد وعلينا في البدء التعرف على أنفسنا وعلى إمكاناتنا وطاقاتنا والعوائق التي تحول دون استغلالنا لها حيث تشير الأبحاث إلى أنه في تكويننا إمكانات هائلة لا نزال نسعى لمعرفتها حيث تتبين بوجودها أن طاقاتنا تكاد تكون بلا حدود والمطلوب هو معرفة ما خفي منها أو ظهر ثم استغلاله على أفضل وجه .
بقي أن نقول :
إن الشباب يحلمون بمستقبل مزدهر وعالم كله ورود وحياة مليئة بالسعادة , ومكانة اجتماعية مرموقة وحالة اقتصادية جيدة , لكنه يعيش في واقع أليم فهو لا يجد أي شيء من هذا على أرض الواقع فيصطدم الخيال والحلم مع أرض الواقع فيشعر أنه مظلوم وغريب في مجتمعه وأن ما من مدرك لهمومه ومشكلاته .
المزيد...