ما بعد كورونا ليس كما قبله, عادات و سلوكيات كثيرة فرضها علينا فيروس كورونا منها ماهو إيجابي باتجاه الأفضل و منها ماهو سلبي , فعلى سبيل المثال أخذت مسألة الاهتمام الزائد بالنظافة الشخصية حيزاً كبيراً لدرجة أنها قد تكاد تصبح هاجسا لدى الكبار و الصغار معا و اصطحاب المعقمات في حقائبنا أينما ذهبنا, كذلك مسألة استخدام المعقمات في المنازل لم تكن تشغل بال أحد…اليوم أصبحت هاجساً حقيقياً لدى ربات البيوت, ولم يتوقف الأمر هنا بل انسحب إلى عدم مصافحة أو تقبيل الأصدقاء و الاكتفاء بالتحية عن بعد و ترك مسافة بين الأشخاص عند التواجد في أي تجمع. هذا الفيروس فرض آلية جديدة عند التسوق …إذ يقوم أحدنا بشراء احتياجات تفوق الحاجة الفعلية له و بكميات كبيرة و تخزينها حتى لو لم يكن بحاجة لها و كان مصيرها سلة المهملات خوفا من فقدانها أو ارتفاع سعرها. من جانب آخر فقد فرض هذا الكورونا نوعاً من عادة الجلوس في البيت مع الاعتذار عن استقبال أو زيارة الآخرين و الاكتفاء بالاتصال الهاتفي عند الحاجة لقضاء واجب معين دون إحراج او خجل. كورونا قلب حياتنا رأسا على عقب.
نبيلة إبراهيم