التموين يغط في نوم عميق والتجار يعتلون منصات الأسعار ولا نعلم من يطوي الآخر تحت أجنحته التاجر أم المسؤول أم أن كليهما مستفيد من وضع ترك فيه الحبل على الجرار ، ولا نعلم بمن يستظل المواطن في زمن غلاء ووباء وبلاء … زمن كورونا الأسود جعل السوق السوداء تنتعش وأعصاب المواطن المحدود الدخل ترتعش وترتجف .. فكيف يقولون “في خضم الشوك يزهر الأمل “عندما تتناغم الأزمات وكل أزمة تزهر وزمة ولا يد تشعل شمعة في واقع تسوده الظلمة ، ظلمة الانتهازيين والمتلاعبين بلقمة قيل عنها خط أحمر وويل وثبور لمن يقترب منها لكن يبدو أن أذرع المتمادين الفاسدين طويلة… فكيف ستفتح بوارق الأمل لواقع ألطف وأجمل في ظل التمدد الأخطبوطي لأولئك الجشعين،.. تصريحات مسؤولينا تزبد وترغي متوعدة من وراء الكرسي كأنها تخاطب ولداً عاقاً خان الحليب بصوت غير مسموع وبنبرة لا ترقى إلى الردع بأقسى وأشد العقوبات ….تهديدات يعوزها التنفيذ لا الوعيد والتسويف ، والواقع يتحدث عن نفسه ، غلاء فاحش ، في وقت تناوبت على المواطن الأزمات ، حرب وحصار ، وجشع تجار ووباء أكمل النقل بالزعرور وعلى المفرق مواطن ” إنسان ” بعيد كل البعد عن الاهتمام .. واقع معيشي صعب ، ولو كان للحجر ضمير لتحرك ورق حاله لمواطن حالك من حاله ،… ومن نكد الدهر علينا أنه يوجد وزارة تعنى بالرقابة وحماية المستهلك دون تحديد أي مستهلك هذا الذي تحميه ليسكن الجميع بجواره علهم ينعمون بحمايتهم له. نجح مسؤولونا في فرض حظر التجوال ، وليس صعباً عليهم السيطرة على الأسعار ” إن أرادوا ” قرأنا مناشدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن أمهات وعوائل من أبناء شعبنا الكرام يخاطبون بها المسؤولين مطالبين إياهم بإصدار قرارات وقوانين حازمة وصارمة بحق تجار استباحوا لقمة عيشهم ولم تشهد مناشداتهم واستنجادهم صدى و” لا تندهي ما في حدا “،…… فساد وجشع التجار وتجاوزاتهم أشد مضاضة وأكثر قهراً من حرب ووباء حل بالعباد … لا نحتاج فقط حظر تجوال ، نحتاج حظر غلاء حظر فساد ، نريد حجراً مؤبداً على الفاسدين الداعمين لاستمرار الأزمة بجشع لا يعرف الرحمة … الواجب وطني وأخلاقي ، في كبح جائحة التجار التي تفوق ” كورونا ” مرارة واختناقاً…. سيبقى المواطن متحصناً في بيته ضماناً لسلامة وعافية أولاده وبلده ، لكن يداً واحدة لا تصفق نحتاج إلى دعم واتحاد الجهات المعنية ” العين الساهرة ” لتخليصنا من جشع التجار المتحكمين برقاب العباد والخارجين عن كل القيم والسلوكيات والقوانين ….لا نحتاج لتحليل وترقيع المعنيين على المنابر … بشعارات براقة لا تطعم ولاتسمن من جوع نحتاج إلى من يضع يده على الجرح ويشعل شمعة في بداية النفق.
حلم شدود