بين تضحيات أبطال الاستقلال وبطولات رجال الجيش العربي السوري تمر اليوم الذكرى الرابعة والسبعون لجلاء آخر جندي فرنسي من الأراضي السورية لتؤكد إصرار الشعب السوري على رفض الذل والخنوع وتمسكه بخيار الدفاع عن الوطن ودحر مؤامرات الأعداء ومخططاتهم الاستعمارية مهما تبدلت أشكالهم وتغيرت أدواتهم وتلونت شعاراتهم ولتثبت أن طريق الحرية والخلاص من الاستعمار لابد أن يعبد بدماء الشهداء. يوم الجلاء محطة مهمة في تاريخ سورية لأنه ثمرة للنضال الشعبي والجماهيري المستميت من أجل نيل الحرية والسيادة وطرد المستعمرين الغزاة من الوطن فخروج المستعمر الفرنسي من سورية ودحره كان صفحة مشرقة ميزت تاريخ سورية الحديث. إن شعبنا قطف ثمار الجلاء والاستقلال في العقود اللاحقة وبنى دولة معاصرة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية كافة وهو اليوم يتحدى ويدحر الإرهاب والحرب الكونية التي تشن على وطننا بكل قوة وتصميم بفضل تضحيات شهدائنا الأبرار وبطولات الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية التكفيرية. منذ السابع عشر من نيسان عام 1946 انطلقت مرحلة تاريخية جديدة سطرها أبطال سورية الشرفاء و رجالاتها المجاهدون بمداد من دم وإرادة وعزيمة لا تلين ليصل السوريون بعد رحلة من النضال والعمل الدؤوب لبناء سورية الحديثة بمختلف مجالاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية والثقافية والسياحية دون أن تغفل عيونهم لحظة واحدة عن رسالتها القومية ودورها الأساسي في توحيد الصف العربي متخذة من فلسطين بوصلة دقيقة توجه جل خياراتها النضالية. في ظل ما يتعرض له وطننا علينا استلهام معاني الجلاء وقيمه من أجل طرد الإرهابيين الذين يعيثون فسادا ودمارا وخرابا والعمل على محاربتهم وتطهير البلاد من رجسهم ومن جميع الغزاة الطامعين بأرض الوطن. تحل الذكرى ال 74 لعيد الجلاء وسورية تخوض معركة أخرى بتصديها للعدوان الأعنف والأشد همجية عليها في سياق تحالف شيطاني بين قوى الاستعمار والرجعية الداعمة للإرهاب و التطرف. بعد 74 عاما تظل الدروس التي رسخها عيد الجلاء حاضرة في أذهان كل السوريين حيث رسخ عظمة التضحيات التي تبذل للدفاع عن الوطن ولأن هذه الدروس ما زالت باقية يواصل شعبنا وجيشنا الباسل بكل ثبات وعزيمة مواجهة الحرب العدوانية الإرهابية لتمضي سورية نحو نصر مؤزر على المستعمرين الجدد وأدواتهم الإرهابية. إن إحياء هذه الذكرى تأخذ أهميتها من خلال تأكيد شعبنا على مواصلة النضال واستعداده الدائم لتقديم المزيد من التضحيات للتصدي للهجمة الإرهابية التي تستهدف دور سورية الوطني والقومي. إن يوم الجلاء له رمزية كبيرة عند السوريين فهو يذكرهم بأولئك الأبطال الذين قدموا أرواحهم رخيصة فداء للوطن ودفاعا عن مقدساته وعزته واليوم يتابع الجيش العربي السوري السير على خطى هؤلاء الأبطال ويحقق الإنجازات والانتصارات المتتالية على التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي تسعى لتدمير سورية والنيل من مواقفها الوطنية والقومية فصمود الجيش العربي السوري أذهل العالم .. وسورية لن تركع مهما واجهت من ضغوطات. في ذكرى الجلاء يتجلى الدور الوطني المميز لقواتنا المسلحة الباسلة ،والتي بفضل تضحياتها ستظل سورية منبع التاريخ و صخرة المجد والقلعة الحصينة التي تتحطم عليها المؤامرات والمخططات. إن الشعب السوري الذي حقق الاستقلال وطرد المستعمر الفرنسي هو ذاته الشعب الأبي الذي يمضي خلف الجيش العربي السوري لتحقيق الانتصار على الإرهاب والفكر التكفيري. تمر الذكرى وثقتنا بجيشنا تزداد ويقيننا بالنصر يتحقق عبر دحر الإرهابيين وداعميهم بدعم وتكاتف من جميع أفراد الشعب وتماسكه والتفافه حول جيشه وقيادته الحكيمة والشجاعة,فجيشنا البطل يخوض اليوم ببسالة معركة الشرف والكرامة ليقول للعالم بأن الأرض التي أنجبت أبطال الاستقلال مستمرة بإنجاب الأبطال المؤمنين بأرضهم وهويتهم القادرين على حماية عزتهم الوطنية سورية شعبا وجيشا بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد تواصل صمودها الأسطوري في مواجهة ما تتعرض له من عدوان وحرب إرهابية وهي أكثر إصرارا على التمسك بمبادئها وسيادتها التي كرستها تضحيات جيشنا الباسل وشعبنا الأبي وصولا إلى تحقيق الانتصار على المتآمرين والحاقدين والطامعين. إن إرادة الانتصار عند السوريين وجيشهم الوطني تكبر وتتعاظم مع عودة الأمن والاستقرار إلى كل قرية ومدينة وبلدة على امتداد ساحة الوطن وإرادة الحياة تتحول إلى قوة وعزة وزغرودة حب مع عودة كل أسرة إلى منزلها وتلميذ إلى مدرسته التي هجرهم منها الإرهاب الأعمى والحاقد على الإنسانية. تحية لصانعي ذلك اليوم الأغر والمجد لرجال قواتنا المسلحة ,حماة الديار البواسل والأبناء البررة الذين بفضلهم يزداد الوطن منعة وقوة وشموخاً وصلابة,والإجلال والإكبار لشهدائنا الأبرار الذين بتضحياتهم وبطولاتهم وبسالتهم يصنعون مجد سورية وحاضرها ومستقبلها.
محمد قربيش