أُريق حبر كثير في مختلف وسائل الإعلام يتحدث عن رفع أسعار الدواء بنسب متفاوتة وغير مسبوقة ,فالواضح أن” كل يغني على ليلاه “دون حسيب أو رقيب ,ومن النادر أن نقرأ خبراً عن ضبوط تتعلق بعدم الالتزام بالسعر المدون على أغلفة علب الدواء من قبل الصيادلة ,ألا يتضمن هذا السعر هامش الربح المتفق عليه من قبل معامل الأدوية و لجنة التسعير المختصة في وزارة الصحة ,فلماذا يدعي بعض الصيادلة بأنها ما “بتوفي معه” متله مثل أي “دكنجي”.. والواضح أكثر أن الرقابة بعيدة كل البعد طالما أن مشجب ارتفاع سعر الصرف لا يزال قيد الصلاحية يعلق عليه البعض أعذارهم ,ونؤكد على كلمة (البعض )لأن هناك صيدليات وهي قلة نادر تبيع بحسب السعر المدون على العلبة مع حسم 10% من سعر الغلاف إذا كان الدفع “كاش” وليس بموجب بطاقة ضمان أو وصفة طبية, ولولا أن الموضوع يُعتبر دعاية لذكرت اسم وموقع هذه الصيدليات نكاية بما يقوم به البعض الآخر من رفع السعر لأكثر من مرة وخلال الشهر الواحد ,والسؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا “بتوفّي” مع البعض و” البعض الآخر ما “بتوفِّي معه ” ويتعامل مع هذا الفلتان على أنه فرصة ذهبية لرفع السعر لأكثر من مرة دون أن يرفَّ له رمش من ضمير ,وقد وردنا في شكوى مماثلة رداً يفيد بأن لجنة تضم في عضويتها ممثلاً عن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك وممثلاً عن نقابة الصيادلة يقومون بجولات على الصيدليات وتنظيم الضبوط وهذا كلام _على ما يبدو_ لذر الرماد في أعين الإعلام والدليل فلتان الأسعار وتباينها بين صيدلية وأخرى حتى لو كانتا في الشارع ذاته و للدواء ذاته و للمعمل ذاته .
أما الصورة المرفقة فتعتبر دليلاً ملموساً لما تحدثت عنه مسبقاً فقد اشتريتها يوم الخميس الماضي ناولتني إياها الصيدلانية ثم سحبتها من يدي وقلبت العلبة وشطبت بخط يدها على السعر المشطوب سابقاً وكتبت السعر الأحدث وبلغ 2900 ل س علما أن السعر المدون على الغلاف 2000ل س والدواء مصنع عام 2019 وصالح لغاية 2022وكما هو واضح السعر مشطوب أكثر من مرة ,والطريف أنني عندما ناقشتها قالت لي وهي ترسم ابتسامة صفراء: ومع ذلك تظل أسعار الدواء عندنا أرخص من أسعار “برا” طبعاً هذا رد ممجوج لا قيمة له طالما أن الكبير والمقمط في السرير يعلم أن الرواتب والأجور عندنا أدنى بكثير من “برا” .
نعم لقد تحولت مهنة الصيدلة إلى”دكنجي” لا هم له سوى الربح ومع عدم فعالية الرقابة وشعوري باللاجدوى من كل هذا الكلام.
نقطة من أول السطر.لو أنني وجدته عند غيرك ما وطئت صيدليتك .
ميمونة العلي