جلسة نقاش المفتش السري…اليماني : ايجابية التلقي تكمن في الأثر الذي يتركه …عكلا : الممثلون لعبوا ادوارهم بشغف وانسجام العواني : العرض فقد هويته الزمانية والمكانية
وجهات نظر متباينة وقضايا تنظيمية ومهنية فنية طرحت في جلسة الحوار لمناقشة العرض المسرحي « المفتش السري جداً » بعض الأراء أكدت أن هذا المسرح مبشر بالخير مشيرة إلى أن الممثل جسد النص بطريقة ممتعة ولكن مع وجود إشكالية لاسيما أنه يوجد رؤية فكرية وإخراجية بإعداد جديد و افتقر إليه العرض ..
في الوقت الذي دخل الممثل فيه عملية التهريج مما أفقد العرض قيمته الفنية بل أضفى عليه طابعاً من الصراخ كما أن المشهد الأول لم يكن واضحاً وغير مفهوماً والممثل كرر ذاته كثيراً .
كما تناولت بعض الآراء المطروحة في الجلسة قضية الحافز المنظم للعمل مع قدوم مفتش عام إذ أنه يجب أن يكون سريا جداً مما افقد العمل عموده الفقري . فهذا الترقب المرح الساخر لقدوم المفتش تشكيك بالأفكار الجديدة .
ونوهت بعض المداخلات إلى بروز ضمير الأنا على مدار النص المسرحي إضافة إلى استخدام ضمير المتكلم والذي بدوره يقود إلى الأنانية واندثار الشخصيات الأخرى وتلاشيها والتي كانت مؤشراً على البيئة الفاسدة والأشخاص الفاسدين .
وإضافة لما تقدم أشارت الآراء إلى وجود تكتيكات إخراجية دون استراتيجية كالقصص العالمية في أفلام كرتون وإفراط حركي .
اقترح البعض ضرورة إقامة دورات إعداد نطق للمثل المسرحي من حيث الأداء والصوت . وأشاد البعض بحالة الانسجام والتنظيم بين الممثلين كما أن العرض كان جيداً ولكن الخلاف كان على الأسلوب الذي أفقد العرض مضمونه إضافة إلى طروحات أخرى .
النص فقد هويته
تناول سلام اليماني أحد أعضاء لجنة التقييم مسألة التنظيم داخل صالة العرض كما تحدث عن علاقة الفن بالواقع مؤكداً أن العرض بإعداده أراد أن يحقق التعميم والتوطين والتحديث من القرن19 حتى يومنا هذا وأن النص فقد هويته لأن ايجابية التلقي هي ايجابية الأثر الذي يتركه .
كذلك أشار إلى حداثة الأدوات وتخلف العقليات وكيف تعامل معها المعد بحنكة إذ لدينا في المؤسسات الكثير من أدوات العمل الحديثة والمعطلة بعقلية العامل عليها .
لم يصنع عملاً منسجماً
وبدوره حسن عكلة أحد أعضاء اللجنة أشار إلى أن العرض المسرحي أراد أن يوجه رسالة عبر النص بأن شيئاً ما سيحصل إزاء واقع يعيشه الناس في روسيا القيصرية وبمثابة إنذار لكتاب آخرين مؤكداً أن المسرح هو الأداء الصارخ في لحظات اليأس الكبرى وهذه بمجملها وظائف المسرح .. ونوه أيضاً أن المرحلة التالية هي التخطيط لهذا الانجاز إذ يحتاج العمل إلى أدوات كالممثل والمكان والأزياء والإضاءة وعناصر أخرى كوحدة الأسلوب
وأشار إلى أن المخرج لم يستطع صنع عمل مسرحي متجانس لما يسمى الوحدة العضوية ولم يتمكن من نقل رسالة النص الأساسي وهي الإنذار الصارخ بسبب المبالغة والتضخيم . كما أن العرض قد ضبط جيداً ولعب الممثلون أدوارهم بشغف وانسجام وهو قائم على منظومة المفارقة .
أمل عروض المهرجان
كذلك محمد بري العواني أحد أعضاء لجنة التقييم أكد أن الانسجام في الفرقة كان واضحاً وهذا أمر يبشر بالخير . وتحاول عناصر الديكور أن تؤسس فضاءً ما وهذا الفضاء يتشكل من ملء الفراغ بأغراض مسرحية وآلية استغلالها . ونوه أيضاً إلى أن أجزاء العرض المسرحي يجب أن تشاهد ضمن العمل المسرحي والتشكيل الحركي كما انه لم يتم تشخيص المفتش على المسرح بل أن العمل المسرحي قام على ردود الأفعال وليس الأفعال .
وأضاف: إن كل من الموسيقا والملابس والاكسسوارات والإضاءة والصالة جزء من العرض .. كما أن العرض المسرحي قدم دون تدريب في حفل الافتتاح لضيق الوقت .
وتحدث عن علاقة الممثل بالمكان والصورة ووصفها بأنها كانت متكاملة مما أضفى حميمية . كما أن العرض فقد هويته الزمانية والمكانية بملء المساحة الفارغة إلا الممثل المبدع فهي تخضع له ولا يخضع هو لها .
وذكر أيضاً أن الارتجال عمل رائع يفسح مجالاً واسعاً أمام الممثل في تجريب هذا الأسلوب . وأشار إلى التنظيم والانسجام داخل الفرقة والجدير ذكره أن العرض المسرحي « المفتش السري جداً » أمل عروض المهرجان المسرحي لهذا العام – من تأليف نيكولاي غوغول وإخراج سامر أبو ليلى
متابعة : نبيلة ابراهيم