هل نجح الطالب في إضاءة جوانية الممثل الوحيد كلخس ؟

قدمت فرقة نقابة الفنانين بحمص في ثالث أيام مهرجان حمص المسرحي الثالث والعشرين مونو دراما بعنوان مرئية الممثل الأوحد كلخس تأليف أنطون تشيخوف إعداد و إخراج و تمثيل الفنان خالد الطالب
لم يكن الدخول في عوالم شخصية الممثل الأوحد « كلخس « صعباً على جمهور حمص المسرحي الذي وجد مفردات العرض المسرحي مكشوفة أمامه لحظة دخوله مسرح دار الثقافة حيث قطع الديكور المتناثرة يميناً و شمالاً على خشبة المسرح و منتصف وعمق المسرح و التي كانت تشي أن العرض المفترض يجري داخل مسرح مفترض هجره أصحابه و بقي الممثل الوحيد الذي كان يجلس على قطعة ديكور خشبية لإدخال الجمهور بالعرض منذ اللحظات الأولى و هذا ما نجح فيه الممثل و المخرج حيث بقي الجمهور منتظراً شارة الانطلاق التي بدأت مع الظلام و نزول الموسيقا التي تشير إلى حالة الممثل المرمي بين قطع الديكور و الذي يبدو واحداً منها سرعان ما يبدأ بالحديث ليروي الأزمة التي تعتمل في داخله هو «كلخس» ممثل كبير قضى عمره على خشبات المسارح و قدم عروضاً جسدت تاريخه المسرحي مقدماً مقاطع من العروض التي قدمها خلال حياته و منها مسرحية الملك» ليرالتي استعاد « الطالب» مقطعاً منها حين يقف مرتجلاً الحوار الذي قاله «لير» في المسرحية التي جسدها في تاريخه المسرحي الطويل و لم يتوقف عند ذلك بل أدخل « الطالب » بحرفيته التمثيل في جوانية الشخصية التي جسدها الملك «لير» والتي عانت في حياتها وقصة الحب التي عاشها ،و رفض المجتمع للفنان الذي يعجب و يشجع الفنان المسرحي و لكن لا أحد يمكن أن يزوج أخته أو ابنته من فنان .
حالة القلق و السخط من الحياة و من الأنماط المحيطة بالممثل الوحيد ظهرت واضحة عبر الأداء التمثيلي الذي جسده الفنان خالد الطالب عبر الزمن القصير من فترة العرض المسرحي ، و الذي لم يتجاوز الثلث ساعة و هو أقصر عرض مسرحي في مهرجان حمص المسرحي عبر تاريخه و على الرغم من ذلك الوقت القصير إلا أن العرض بدا و كأنه لم ينته بعد و كان الجمهور ما زال منتظراً المزيد من المونولوج الداخلي الذي قدمه الممثل الوحيد و أصيب بالمفاجأة حين أعلن عن إضاءة المسرح و إنهاء العرض المسرحي بعد أن أشعل تمام العواني الشموع في أرجاء الخشبة و هي إشارة أن وهج المسرح سيبقى مضاء و مستمراً و الحياة لا تنتهي على الرغم من الأزمات و الإرهاصات التي تواجه الممثلين في مواجهة صعوبات الحياة فالمسرحيون هم شموع الحياة وهم من يضيئون ذواتهم في سبيل إسعاد الجمهور بهذا الفن الذي يأخذ الكثير من أعصاب الممثلين و جهودهم في سبيل إبقاء وهج المسرح مضاء على الدوام .
لقد أضاء « الطالب» الكثير من دواخل الشخصية المسرحية التي قدمها على خشبة المسرح و خاصة الألم الداخلي الذي كان يبدو مكتوماً على الرغم من الصرخات التي أطلقها في العرض المسرحي.
شكراً للفنان و الإعلامي خالد الطالب على جهوده التي بذلها في إيصال نبض « كلخس» و الشكر لكل فريق العرض المسرحي و للمخرج المساعد الفنان تمام العواني الذي أثمر تعاونه في انجاز هذا العرض عن ثنائي فني يمكن أن يستثمر في عروض قادمة سواء بفن المونو دراما أم بإنجاز عروض مسرحية يمكن أن تكون بتلك الجودة التي تعكس خبرات و تجارب الفنانين عبر تاريخهما المسرحي الطويل.

المزيد...
آخر الأخبار