عندما يحب الإنسان عمله فإنه يعطي ويرتقي بعمله وأدائه ويبدع ويسهم في تطوير مؤسسته إلى أقصى الحدود .
وعندما يحب الطالب معلمه والمادة الدراسية ،فإنه يعطي ويبدع ويتفوق ويحصل على نتائج رائعة ، لهذا دعا المربون وعلماء النفس إلى أهمية ربط التخصص بالميول والرغبات ،ودعوا إلى ممارسة الإنسان المهنة التي يحبها ..
عندما يحب الفنان ألوانه أو أوتاره نراه يبدع ملاحم فنية ساحرة تأسر القلب وتشد الأنظار وتسعد النفوس وترتقي بالأحاسيس والمشاعر إلى مراتب أعلى ..
و يحب الباحث أوراقه وكتبه ومراجعه فنقطف إشراقات فكرية جديدة ،ونظريات تسهم في تطوير حياة الإنسان وإسعاده .
وعندما يحب المهني مهنته ،مهما كانت بسيطة نحصل على أبهى نتاج وأغزر مردود .
أما الحب الكبير فهو حب الأم لأبنائها وأسرتها ، الحب الذي يولد الثقة والاحترام ويخلق أجواء دافئة يعمل فيها كل فرد بحرية ومسؤولية وثقة فيعطي وينتج ويبدع ويمد الوطن بلبنات بناء جديدة ، ولاشك أن مسؤولية المرأة في الأسرة حاسمة ومهمة فهي رمز الوداعة والسلام والوئام وهي عنوان كبير من عناوين المحبة الصادقة بلا حدود .
والحب الأسمى والأغلى هو حب الوطن ، حب الأرض ،عشق كل حبة تراب وقطرة ماء فيها ، إن حب الوطن لا يقاس بمقاييس ولا يقف عند حدود ولكنه لا يكون حبا حقيقيا إلا إذا ترجمناه إلى عمل جاد مسؤول ووقائع ملموسة ،وإذا سعينا بكل الإمكانات والطاقات والسبل إلى تطوير صروح الوطن وإضافة لمسات خيرة على كل معلم من معالمه الخالدة .
أجل .. إنها المحبة التي تجعل للحياة طعما أجمل ،وللعمل مردودا أعلى ، إنها ركن الحياة الإنسانية ،وركيزة أساسية من الركائز التي تبنى عليها دعائم المجتمع الإنساني المتحضر ، والمحبة تفضي إلى الحرية والديمقراطية والحوار والبناء والتفاعل مع الآخرين ، أخذا وعطاءً .
وفي هذا الإطار السليم تبنى الأمجاد وتعلى الصروح ويصبح الإنسان محصنا بالقيم الإنسانية ويصبح مبدعا خلاقا فاعلا يسهم في كتابة اسم الوطن بين النجوم .