عيد الميلاد .. والمعاني المجيدة

في الخامس والعشرين من شهر كانون الأول من كل عام يأتي عيد الميلاد ، عيد المحبة والسلام ، حيث تقرع أجراس الكنائس وتصدح الترانيم الدينية ، وأكثر ما يبهر الأطفال شجرة عيد الميلاد وما تحمل بين أغصانها الصغيرة ، ووريقاتها الناعمة والمضاءة بالألوان الجميلة ، زينات مختلفة ومرتبة بتناغم وتناسق .
في ليلة عيد الميلاد يجلس الأطفال حول الشجرة ينتظرون هدايا بابا نويل صاحب اللحية البيضاء والرداء الأحمر .
إن شخصية بابا نويل لها سحرها الخاص الذي يداعب العقول الطرية للأطفال وقد أخبرهم الأهل عن حكاياه ، وما يقدمه لهم من هدايا ، حيث يأتي بطرقه المختلفة ، ربما عن طريق مدخنة المدفأة ليفرغ كيسه الممتلىء بالهدايا ، أو يركب عربة تجرها غزلان تطير كالهواء أما الأطفال فيجهزون جواربهم ويضعونها في مكان معين ليستقبلوا الهدايا .
لقد ارتبطت شخصية بابا نويل مع عيد الميلاد المجيد ، وهي بالأصل حكاية قديس ضحى بثروته من أجل إسعاد جميع الأطفال وتلبية أحلامهم بشكل سري دون الإفصاح عن شخصيته ، لأن الهدف هو إسعادهم وتحقيق أحلامهم وتقديم الخير ، فأصبح رمز الطيبة والطهارة والنبل ، يعود كل عام في هذه المناسبة ويوزع السعادة هنا وهناك ، ويحترمه الأهل كرمز المحبة والسلام والعطاء وعيد الميلاد لا يمر دون وجود الشجرة الخضراء في كل منزل والتي تعتبر رمز الأمل والخلود ، وتعني ديمومة الحياة ، كما أن الشجرة رمز لاستمرارية الحياة المرتبطة بالأبدية ، وهذا بدوره يوصل إلى الخير والصلاح والابتعاد عن الشرور والآثام وتقديس المحبة .
وبهذه المناسبة نشير إلى أنه في عام 2006 أضاءت شجرة الميلاد شجرة السلام ساحة ( جورج خوري ) بدمشق التي اعتبرت آنذاك أكبر شجرة في الوطن العربي ، ورابع شجرة في العالم ، للتدليل على محبة أبناء سورية جميعاً من مختلف الطوائف والشرائح والفئات ، حيث اشترك في تصنيعها وتزيينها مئات الأشخاص والأسر ، وشارك معهم عدد من الصم والبكم ومن ذوي الاحتياجات الخاصة .
لقد أكدت هذه الشجرة للجميع أن الحياة تحتاج إلى العمل المشترك والتعاون والتكافل الاجتماعي والابتعاد عن حب الذات وإشراك الجميع في مهمة عظيمة مهمة المحبة .
هذه الشجرة جعلت الجميع يشعر بالدفء وبألوان الحب وإشراقة العيد ، وزرعت الأمل في قلوب الناس ببداية جديدة قادمة لعام جديد يحمل لهم بين طياته أحلامهم التي لم تتحقق أو التي ابتعدت عنهم نهائياً لقد دخلت عبر وسائل الإعلام إلى كل المنازل في العالم تلقي عليهم تحية العام الجديد المحملة بأريج الحب وعطر الصداقة والوفاء والإخلاص لكل المبادىء والقيم.
إننا في هذا العيد تغمر قلوبنا فرحة عارمة لأنه عيد المحبة والسلام ، ونأمل أن تكون السنة الجديدة سنة خير وبركة وطمأنينة .
لقد جاء العيد وسط ضغوطات خارجية تستهدف سورية الأمل الأخير والمعنى الكبير في قاموس القومية العربية .. لكن أبناء سورية سيبقون دائماً يمتلكون ناصية التاريخ ويدونونه بقلوب تضخ دماً عربياً من شعب موحد متعاون تظلله جرأة وحكمة وقيادة رئيس لا يهاب المنايا ويختزن شجاعة أمة ..

رفعت مثلا
المزيد...
آخر الأخبار