فرقة استديو جريح ….. 12 جريحا يتحدون أنفسهم و ينثرون السعادة بالموسيقا
مجموعة من جرحى الوطن اجتمعوا على حب الموسيقا ،فلم تمنعهم إصابتهم من المضي قدما في حياتهم والتغلب على ما فقدوه من أجسادهم بكمال الإرادة وقوة التحدي ولتكون إصابتهم حافزا للعطاء وتقديم أجمل المعزوفات الألحان ضمن ” فرقة استديو جريح ” التي أسسها الشاب ثائر بلول ، و لتكون لهم نافذة ينبثق منها نور الأمل المتجد د .
العروبة التقت مؤسس الفرقة الشاب ثائر بلول والمشرف على تدريب الجرحى الأعضاء و بعض الجرحى الذين تغلبوا على إصابتهم وتحدوا الصعوبات.
قال مؤسس الفرقة : تضم الفرقة حوالي 12 جريحا من مختلف الإصابات من جرحى الجيش العربي السوري ذكوراً وإناثاً ومنهم من فقد بصره ومنهم من فقد الأطراف العلويّة أو السّفليّة أو الاثنين معاً، بدأنا منذ تسعة أشهر وهدفنا من تأسيس الاستديو إيصال فكرة للعالم مفادها بأن الذي “أعطاه الله العقل لم يحرمه شيئا” والعجز هو عجز العقل و الجريح رغم إصابته وفقده قطعة من جسده قادر على متابعة حياته وإصابته لا تقف حائلا أمام إصراره لتنمية موهبته في حب الموسيقا وتعلم فنونها والعزف على مختلف الآلات الموسيقية ،ومن خلال تواجدنا في الفرقة وتدريباتنا فانه لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة و قد اثبتوا أنفسهم وحققوا نجاحات لافتة للنظر وقد شهدت لهم ميادين الحياة بذلك .
و أضاف :بدأنا ببث مقاطع وأغان على مواقع التواصل الاجتماعي ولاقت تفاعلا وصدى ايجابيا لاحدود له ونالت اعجاب الكثيرين ، وقدمنا العديد من النشاطات والفعاليات في المركز الثقافي وشاركنا مع فرع الشبيبة وقدمنا اسكتشات تصويرية ومقاطع تمثيلية فيها حكم وعبر تبرز صور متنوعة عن الواقع الذي نعيشه وتبرز مدى تمسكنا بوطننا وانتماءنا له وأجرينا لقاءات تلفزيونية أبرزت تجربة أعضاء الفرقة بالعزف.
موضحا أن إصرار هؤلاء الشباب وإرادتهم القوية وحبهم للموسيقا والجدية في التعلم أشعل بداخله حماسة للتعاون معهم والقيام بنشاطات موسيقية متعددة .
الجريح الشاب محمود الحسن نجح في تحدي إصابته مشيرا إلى انه لم يتوقف عند لحظة فقدانه لبصره وبتر يده اليمنى في عام 2015 بل حول إصابته إلى تحد للاستمرار وليعطي رسالة إلى العالم أن من يملك الإرادة قادر على أن يتجاوز محنته , وأضاف أن طموحه كبير في متابعة صقل موهبته الموسيقية وتعلم العزف ومواصلة تدريباته بالإضافة إلى متابعة تحصيله العلمي وأنه اختار آلة الاورغ لما لها من وقع خاص في نفسه .
رهف عدنان العيد استطاعت بعزيمتها و إرادتها القوية أن تمحو من قاموس حياتها معنى اليأس بعد إصابتها في تفجير إرهابي في حي الزهراء بحمص أدى إلى بتر قدميها فهي تتابع دراستها الجامعية ” فرع الإرشاد النفسي” في جامعة البعث، واليوم هي على أبواب التخرج منها و أشارت إلى أنها سعيد ة بوجودها ضمن فرقة استديو جريح وانضمامها لها حيث أعطاها دافعا قويا للتقدم والانطلاق نحو عوالم مليئة بالثقة بالنفس و اختارت آلة العود دون سواها لأنها تراها آلة معبرة .
من جهته اعتبر الشاب باسل الخضر إصابته محفزا للمضي قدما في الحياة ومؤكدا ذلك بنبرة صوته وثقته بنفسه مشيرا إلى أن إصابته عام 2017 في دمشق برصاصة غدر لم تنل من عزيمته وإرادته القوية في متابعة حياته وهو يدرس حاليا في كلية الحقوق إضافة إلى انضمامه لفرقة استديو وتعلمه العزف على آلة العود مؤكدا على أن الجريح لديه القدرة على الاستمرار واثبات الذات وبالتالي إطلاق العنان لإبداعاته وقدراته الكامنة ..
أما الشاب مرهف النداف فقد بصره نتيجة إصابته وهو يؤدي واجبه الوطني في ريف حماة عام 2014 إلا أن إصابته كانت حافزا للعطاء و مواصلة حلمه والانتصار على إصابته ولينجح في معهد التربية الموسيقية وحاليا يدرس في كلية الحقوق ، واختار آلة العود لعشقه لها وأشار إلى انه انضم إلى استديو جريح مع رفاق له جمعهم حب الوطن والموسيقا يعزفون على مختلف الآلات ويمتلكون مهارات و لديهم إصرار كبير لتقديم الأفضل .
إياد يوسف احمد أشار إلى أن إصابته أدت إلى بتر أطرافه الأربعة إلا انه استطاع تحدي واقعه وكسر قيود إصابته والانطلاق نحو الأمام بإرادة لا تعرف المستحيل و استطاع العزف على آلة الاورغ محققا نتائج جيدة وسرعة في تطوير موهبته وذلك من إحساسه الموسيقي العالي. .
الجّدير بالذّكر أنّ “ثائر بلول” من مواليد “حمص” عام 1984.
وتخرج من كلية التربية الموسيقية عام 2013 لديه العدد من الأعمال الموسيقية بالإضافة إلى نشاطات موسيقية على مواقع التواصل الاجتماعي ومن أعضاء فرقة استديو جريح أيضا عهد القاسم ، قحطان منصور، هلا حوراني ، حسن ابراهيم، يونس مصطفى.
هيا العلي