كان أجدادنا يستثمرون آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية التي كانت تزرع قمحاً وتحصد في مواسمها يزرعون أشتال البندورة الصيفية ودرنات البطاطا بموسميها الشتوي والصيفي ،يفرشونها في أثلام الأرض المعدة جيداً للزراعة ،فتمطر عليها السماء وابلاً من المطر المتواصل ،مستخدمين بعد ذلك (الحيوانات) لنقل المحصول إلى بيوتهم أو لبيعها في القرى الأخرى .
لكن الحياة تطورت وباتت أكثر تعقيداً , وباتت السيارات هي وسيلة النقل ،وبذلك أصبحت المحاصيل الزراعية تذهب هدراً كون الأراضي غير معدة لمسير السيارات بل تفتقر إلى أهم شريان من شرايين الزراعة ألا وهي الطرقات الزراعية الرئيسية والفرعية ،وأخص بالذكر تلك الأراضي البعيدة المتربعة على كتف المرتفعات الجبلية الوعرة والبعيدة عن بيوت المزارعين.
اليوم تتوارد الأفكار والخواطر السلبية بسبب صعوبة الوصول إليها عن طريق السيارات خاصة في ظل أزمة المازوت والبنزين المتكررة بعد العقوبات الاقتصادية الجائرة..
فكيف هو الحال إذا ما حدث حريق ما وتصاعدت حدته , وبعدها سيحاول الفلاح جاهداً شق طريقه وسط النيران بأدوات بدائية ليزيل من طريقه أكوام الحجارة والأشواك القابلة للاحتراق ، ولكن للأسف تكون النتيجة أن الحريق يقضي وبشكل متسارع على جل المساحات الخصبة والصالحة للزراعة فتتحول إلى أرض بور وكتلة رماد …
كل هذه الأمور تجعل الزراعة تتعثر مما يتطلب من مجالس البلديات في القرى متابعة كل المشاكل وحلها وذلك بشق طرق صالحة لوصول السيارات والاطفائيات , لتسويق المحاصيل ,فمن حق الفلاح أن يرتاح وأن لا يبقى فريسة ويلات الطبيعة التي يصغي إليها بقلق ويخشاها.
عفاف حلاس