« عاشقة الورد» نصوص شعرية للشاعر الشاب مازن الكردي , هي باكورة أعماله .
خمسة وأربعون نصاً شعرياً نثرياً يقدمها الشاعر مازن الكردي وكلها عدا قصائد قليلة تتحدث عن المرأة والعشق.
وكنا تعرفنا على الشاعر الكردي من خلال مشاركاته في بعض الأماسي والمهرجانات الشعرية في مدينتنا حمص .
جاءت قصائده لتعبر عن الحب و الغرام الذي أضرم نار العشق في قلبه يقول في قصيدة ( يا إله الكون ):
يا إله الكون ..
إني مغرم بفتاة حبها قد ملأ الكون
وأنا عاشق يحتاج الى قلب بمساحة الكون
عشقها المجنون يحتاج الى ألف قلب
ليحتوي عشقها المجنون ..
بساطة الكلمات وبساطة الموضوع تتماهيان في كل النصوص التي يقدمها الكردي ولعل ما يلفت الانتباه هو حديثه عن « عودتها إليه» .. نقرأ من قصيدة (فاتنتي ظهرت ثانية ) :
يا مطري الحزين ..
قد أيقظت بي الحنين
أيقظت عشقاً مرت عليه سنون
هاهي فاتنتي تظهر من جديد
هطلت غيثاً في يوم بارد
تنحو بعض النصوص نحو الوعظ والإرشاد وتقرير حالة ما , ومن خلال تجربته الشخصية يخرج بمثل هذا يقول في « أمنيات عاشق »:
ما أجمل أن تجد امرأة تنسيك ماضيك
بنظرة من عينيها
ما أجمل أن تجد زهرة توليب
في زمن أصبحت به الزهور أشواكاً
ما أجمل أن تجد قلباً يبادلك الوفاء
وتبدو بعض النصوص أقرب الى الخاطرة منها الى ( قصيدة النثر ) كما يسمونها , وهذه الملاحظة لا تنطبق على الشاعر مازن الكردي فحسب , بل على شعراء النثر الجدد بأغلبيتهم.
ما يؤثر في نفس القارئ الذي يعرف الشاعر الكردي عن كثب هو قصيدته ( كفيف في زمن الحرب ) فالشاعر كفيف ولا يخفي ذلك .. وهو يدافع عن سورية بطريقته , ضد الإرهاب المجرم وضد الخونة والمعتدين وسلاحه الكلمة ورسم علم سورية فوق الشمس .. هو يكتب قصة صمود سورية التي تآمر عليها الخونة وخرجت منتصرة يقول :
أنا الكفيف يا وطني
أرى جراحك في قلبي
يا سوريتي
أنا الكفيف الذي
سأكتب اسمك
يا حبيبتي على وجه الشمس
وسأرسم علم بلادي
على صفحة السماء
أنا الكفيف
أكتب قصة الشام
التي تآمر عليها الكبار والصغار .
نأمل أن نقرأ , في المستقبل , نصوصاً أكثر نضجاً للشاعر الشاب مازن الكردي .. فهو يمتلك اللغة والخيال , كما يمتلك الإرادة القوية ليكون له اسم في عالم الشعر ..
نغلق كتابه « عاشقة الورد » ونتذكر قوله :
أنا الكفيف الذي يكتب القصة قصة الانتصار
في هذه الديار
للكبار .. والصغار .
عيسى اسماعيل
المزيد...