أحد أمراض العظام هو الهشاشة ،والسبب يعود إلى نقص غير طبيعي في كثافة العظام (كمية العظام العضوية وغير العضوية ) وتغير نوعيته مع تقدم العمر .وفي حالة الإصابة بهشاشة العظام يقل عدد المسامات الصغيرة في العظام وتصبح أكثر هشاشة وتفقد صلابتها ،وبالتالي فإنها يمكن أن تتكسر بمنتهى السهولة .
عن كيفية حدوث هذا المرض وعوامل خطورته وطرق علاجه تحدث الدكتور ستالين شليل –فقال :
مرض هشاشة العظام من الأمراض الصامتة التي تنشأ دون ألم ،وأول أعراضه حدوث الكسور ،والعظام الأكثر عرضة للكسر في المرضى المصابين بهشاشة العظام هي :الورك –الفخذ-الساعد (فوق الرسخ مباشرة والعمود الفقري )ومن الممكن تقدير عدد الأشخاص الذي يصابون بكسر في العظام كنتيجة لهشاشة العظام ،ولكن من الصعب تقدير عدد الأشخاص المصابين فعلاً بهشاشة العظام ،لأنهم لم يعرفوا ذلك بعد ،حيث إن المرض عادة غير مؤلم .
إن عظام الإنسان تتقوى في مقتبل الحياة عندما يكون في مرحلة النمو ،ثم تصل إلى أشد قوتها في أواخر سن المراهقة .وبعد ذلك تبدأ العظام بالترقق تدريجياً وتصبح أكثر هشاشة طوال السنين المتبقية من العمر .ويمكن للأطباء أن يحصلوا على مؤشر لقوة العظام بقياس الكثافة العظمية والذي يمكن إجراؤه بواسطة اختبار بسيط يشبه الأشعة السينية .
ومخاطرة حدوث هشاشة العظام لدى أي إنسان تتأثر بكمية الكتلة العظمية المتكونة إلى حين وصول هذا الإنسان إلى ذروة كتلته العظمية ،والتي تنقص مع تقدمه في السن ،لذلك فان مخاطرة حدوث هشاشة العظام تكون أعلى في الأشخاص المسنين .
وحسب الدراسات الصحية فإن 25% من النساء –فوق سن الخمسين –مصابات بالفعل بهشاشة العظام .والسبب في ذلك أن النساء بصفة عامة لديهن كتلة عظمية أقل ،وبالتالي عظامهن أضعف من الرجال في نفس المرحلة من العمر ،وكنتيجة لذلك فإن النساء يتعرضن للإصابة بهشاشة العظام في سن مبكرة عن الرجال 0بالاضافة لذلك هناك سبب آخر أكثر أهمية يتعلق بهرمونات الأنوثة ومن بينها هرمون الاستروجين الذي يتم إنتاجه في المبيض ويساعد على تنظيم إنتاج البويضات أثناء سنوات الخصوبة لدى المرأة .
وعندما تكون صحيحة معافاة ،فإنها تستمر في إنتاج الاستروجين إلى أن تصل إلى سن اليأس حيث يتوقف إنتاج الاستروجين تدريجياً ،ونظراً لغياب المادة التي كانت توفر الحماية لهيكلها العظمي ،فإن العظام تبدأ بالترقق .
وبالنسبة للمرأة فإن هناك بعض الخطوات التي يمكن أن تتخذها للتقليل من مخاطر تعرضها لهشاشة العظام ،حتى إذا كانت تعدت سن اليأس ،فيجب أن تتذكر أن الوقت لا يكون أبداً مبكراً بحيث تؤجل البدء ،ولا متأخراً جداً بحيث تيأس من عمل شيء .ومن هذه الخطوات :
التوقف عن التدخين –الامتناع عن المشروبات الغازية والكحولية –ممارسة التمارين الرياضية التي تناسبها – تناول الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم (السردين –السلمون –التونة –الحليب وسائر منتجاته )والتعرض المتكرر لضوء الشمس الطبيعي للحصول على قدر كاف من فيتامين (د)
أما بالنسبة للأشخاص المصابين بهشاشة العظام (ذكور –إناث )فمن الضروري إتباع بعض الإجراءات لمنع تدهور المرض وتقليل مخاطرة تعرضهم للكسور :
-التقليل قدر الإمكان من التعرض للسقوط
-المحافظة على جودة الرؤية خوفاً من الاصطدام بأي شيء يؤدي إلى الكسر
-إزالة العوائق التي تعرقل السير داخل المنزل
-الإقلال من استعمال أدوية المهدئات أو التي تسبب النعاس
وبالنسبة لعلاج مرض هشاشة العظام بالأدوية توجد عدة خيارات دوائية للوقاية من هذا المرض وللمساعدة على إعادة بناء أو تعويض كثافة العظام المفقودة.
العلاج الهرموني الاستبدالي –الذي يعمل على زيادة الكتلة العظمية في الهيكل العظمي .
وفي النهاية أكد أنه من الضروري جداً على كل إنسان أن يبني عظاماً قوية في شبابه ،ويحافظ عليها مع تقدم العمر .وإذا تعرض للإصابة بهشاشة العظام عليه أن يتعاون مع الطبيب لتوقف تقدم هذا المرض.
رفعت مثلا