غالبا ما يجري الحديث عن التنوع الحيوي أو البيولوجي دون فهم عميق لأهمية موارده مع أنها من الركائز التي تبنى عليها الحضارات , فالأسماك تتيح 20 % من البروتين الحيوي لسكان الكرة الأرضية و النباتات أكثر من 80% من الغذاء البشري و خاصة في الأرياف التي يعتمد سكانها بالدرجة الأولى على النباتات كغذاء و دواء و فقدان هذه الموارد لا شك انه سيزيد من الأمراض عند البشر , الذين يفتقدون بفقدانها المواد الأساسية لمكافحة الكثير من الأوبئة , لذلك كان لا بد من الاهتمام بهذا الموضوع عالميا و تحديد يوم عالمي للتنوع البيولوجي لتثقيف الناس و توعيتهم بأهمية هذا الموضوع الهام جدا بالنسبة للإنسان حيث أن هناك ما يزيد عن مليون نوع من الحيوانات و النباتات المهددة بالانقراض , و في ذلك تهديد للكثير من القضايا المتعلقة بالمناخ و الصحة و الأمن الغذائي و المائي و بسبل العيش و كان لا بد من اتخاذ إجراءات عالمية عاجلة و حاسمة لحفظ و صيانة تلك الموارد و عدم العبث بها كي يتاح إمكانية الاستفادة منها على نحو مستدام , فأقرت الأمم المتحدة اعتبار الثاني و العشرين من هذا الشهر يوما عالميا للتنوع الحيوي ليتم فيه تقديم فهم أوسع و معرفة أعمق بالقضايا المتعلقة بهذا الموضوع .
سورية الملتزمة دائما بقرارات الأمم المتحدة التي تصب في مصلحة الإنسان أينما كان و في اهتمامهما بصحة أبنائها و توفير الموارد المستدامة تعمل ما بوسعها دائما لدعم الجهود الدولية المتعلقة بالبيئة و التنوع الحيوي و صحة الإنسان رغم مواجهتها للحرب الإرهابية التي تشن عليها منذ أكثر من عشر سنوات و التي أدت إلى حدوث تدمير واسع للبنية التحتية و البيئية وتواصل جهودها لتنفيذ خططها و أنشطتها التي تصب في مصلحة التنوع الحيوي الذي بدوره يصب في مصلحة أبناء سورية كون هذه المسألة لا يمكن أن تكون مسألة خاصة , و النجاح فيها يعود بالفائدة على البشرية أجمع و الفشل فيها يؤثر سلبا على البشرية أيضا.
جنينه الحسن