نتغنى بالريف الجميل ، وننعم بخيراته ، ونحاول أن نقتنص من جمال طبيعته لوحات فنية نبقيها في ذاكرة الأيام ، ولكن قلما نشعر بالاحتياجات والمطالب التي يطمح قاطنو هذا الريف تحقيقها وتأمينها لبيئتهم وبيوتهم وأسرهم ..
جولة جديدة قامت بها جريدة العروبة الى ريف حمص الشرقي والمحطة كانت في قرية الروضة التي تتبع لبلدية الرقامة
زرنا القرية وكان لنا مجموعة من اللقاءات مع بعض الأهالي للاطلاع على الواقع الخدمي .
ومع محي الدين ناصر مختار القرية والذي قال : قرية الروضة من القرى الجميلة والهادئة ، يعمل معظم سكانها البالغ عددهم حوالي /2000/ نسمة بالزراعة التي تشتهر بها القرية ومن أهمها زراعة اللوز والزيتون والكرمة إضافة الى بعض الزراعات المتفرقة كالخضراوات والفواكه وهناك عدد لا بأس به من الموظفين في دوائر الدولة وطلاب الجامعة
مشكلة الكهرباء
تعاني القرية من ضعف التيار الكهربائي نتيجة لوجود محولة كهربائية واحدة وهي لا تلبي الحاجة ولا تخدم كافة الأهالي ,ولا سيما أن شبكة الكهرباء قديمة ,وبحاجة إلى استبدال , وأكد المختار مطالبتهم باستمرار بضرورة استبدال الشبكة وتزويد القرية بمحولة ثانية ولكن دون الحصول على رد حتى الآن .
وضع المياه مقبول
وأضاف: يعتبر وضع المياه مقبولاً , وهناك خزان ماء واحد وهو يفي بالغرض بالرغم من إلغاء الخزان القديم, ونوه إلى اعتماد الكثير من الأهالي على الآبار الخاصة التي يتم حفرها بشكل إفرادي, أما شبكة المياه فهي جيدة وقد تم مدها منذ حوالي 10 سنوات ولكن المشكلة كما وصفها البعض هي في سوء توزيع الشبكة مما يحرم الكثير منهم مياه الشرب , فهي بحاجة لتوسيع وتعديل…
المخطط التنظيمي وشوارع القرية
أكد لنا معظم الأهالي في القرية أن الشوارع بحاجة إلى تعبيد وقد تمت مطالبة بلدية الرقامة بضرورة فتح الشوارع وتعبيدها بحسب المخطط التنظيمي الموجود حالياً ,وكان الرد أنه لايوجد إمكانية حاليا للتعبيد وهذا الوضع ليس بجديد «على حد قولهم» فالمطالب قديمة قبل بداية الحرب على سورية , ونوهوا الى صدور القرار المتضمن فتح الشوارع وتعبيدها في الروضة, ولكنها تركت وأهملت, وهذا ما شجع البعض للإستيلاء على المساحة المتاخمة لمنازلهم أو أراضيهم والتصرف فيها كيفما يشاؤون دون حسيب أو رقيب ..
و حول هذا الأمر التقينا حسين حمادي رئيس بلدية الرقامة الذي قال : تبلغ مساحة المخطط التنظيمي لقرية الروضة 64 هكتاراً.
و بالنسبة للشوارع غير المعبدة تمت مخاطبة مديرية الخدمات الفنية في حمص لإعداد دراسة حول هذه الشوارع مع العلم أن طريق المقبرة تمت دراسته و هو ضمن خطة المديرية لتعبيد و تزفيت الطرق المؤدية لمقابر الشهداء في المحافظة.
أما الطريق الأهم و الحيوي و الخدمي فهو طريق الروضة- المضابع و هو طريق زراعي و يخدم القرية و بحاجة لتعبيد و تزفيت و لكن كل هذا مرتبط بالاعتماد المالي المرصود لمديرية الخدمات الفنية .
و أكد بعض الأهالي أنه رغم المطالبات الكثيرة منذ سنوات ما قبل الحرب بضرورة تعبيد هذا الطريق وأهميته لأهالي القرية إلا أنه لم يتم التجاوب بسبب التكلفة الكبيرة و للعلم يبلغ طول الطريق 7 كم يتم استعماله للوصول إلى المخبز وتأمين مادة الخبز بشكل يومي للأهالي و حالياً يتم تأمين هذه المادة من بلدية الشعيرات و الذي يتصف برداءته و طريقة صنعه السيئة في معظم الأيام و قد حاول الأهالي تأمين الخبز من فرن بلدية الرقامة إلا أن الأخير لا يفي بالغرض و ليس لديه المخصصات الكافية, و لا سيما أنه يخدم أكثر من منطقة
و قد أكد رئيس البلدية أن نوعية الخبز الذي يتم استجراره من بلدية المضابع جيدة .
التوسع سبب أزمة الكهرباء
حول معاناة الأهالي من مشكلة الكهرباء أوضح رئيس البلدية أن الجزء الجنوبي من القرية طرأ عليه بعض التغييرات عبر عدة سنوات من حيث التوسع في المخطط التنظيمي و كذلك تم إنشاء جزء آخر من التوسع السكني خارج المخطط التنظيمي, و هذا ما أدى لوجود حاجة ماسة إلى تأمين محولة ثانية للكهرباء في القرية كي تلبي الحاجة السكانية المتزايدة ,و قد تمت مخاطبة الشركة العامة لكهرباء حمص منذ 3 سنوات بهذا الخصوص و كان الرد من قبلها أنه ليس بالإمكانية تأمين المحولة من قبلهم كون المناطق المذكورة خارج التنظيم و يمكن للمواطنين أصحاب العلاقة أن يقوموا بتأمين محولة على نفقتهم الخاصة و هذا الأمر فيه صعوبة بالغة كونه يحمل المواطن عبئا مادياً كبيراً…
الصرف الصحي
يوجد في قرية الروضة شبكة صرف صحي و ضعها جيد و لا تعاني من الإختناقات و لكن هناك ضرورة لإنشاء محطة معالجة هناك ..
أسوأ خط سير
يعاني أهالي قرية الروضة من مشكلة المواصلات كباقي أهالي القرى الواقعة على طريق خط سير حمص – الشعيرات و كما هو معروف فهذا الخط من أسوأ الخطوط التي يضطر المواطن لاستخدامها في حال التوجه إلى المدينة أو العكس فعدد السيارات العاملة عليه قليل جدا لا يلبي حاجة القرى وأعداد الركاب الكبيرة يوميا ناهيك عن مزاجية السائقين في التعامل.
أهالي الروضة طالبوا بحل هذه المشكلة و لا سيما ان القرية فيها عدد من الموظفين و طلاب الجامعة و المعاهد الذين تزداد معاناتهم في فترة الامتحانات حيث يضطرون قبل ساعات من وقت امتحانهم لتأمين سيارة نقل و حجز مقعد لهم في السرفيس ,وأحياناً يضطرون لاستئجار سيارات خاصة ,و لذلك طالبوا بضرورة تأمين باص نقل داخلي يخدم المنطقة عبر عدة رحلات يومية تعود بالفائدة على الأهالي و شركة النقل الداخلي و بالأجرة المتعارف عليها على هذا الخط.
الخدمة الهاتفية
يتم تخديم قرية الروضة بالخطوط الهاتفية من مقسم ناحية الرقامة حيث أكد الأهالي أن خدمة الهاتف جيدة بالخطوط الأرضية وكذلك خدمة البوابات التي تم تأمينها لجميع المشتركين وتمنوا زيادة عددها نظراً لزيادة طلبات الاشتراك ولكن المشكلة في عدم وجود « العلب الهاتفية »..
وفي لقاء مع المهندس سليم الرياني رئيس مقسم هاتف الرقامة قال: يوجد في الروضة حوالي 280 خطاً هاتفياً ضمن الشبكة الرئيسية ,وقد تم إجراء دراسة لرفد هذه الشبكة بشبكة فرعية تسمح بزيادة عدد الخطوط نظراً للتزايد السكاني وحاجة الأهالي إلى تلك الخطوط وكذلك البوابات مشيرا إلى أنه تمت الموافقة على الدراسة وبانتظار التنفيذ.
حفر بئر مياه
فداء شعبان العكاري رئيس الجمعية الفلاحية في الروضة أكد لنا أن الجمعية تؤمن كل ما يخص مستلزمات الانتاج للفلاحين وذلك بالتعاون مع مديرية الزراعة والمتابعة الحثيثة مع الدوائر الرسمية كتنفيذ الخطة الزراعية ومنح التراخيص وتحديد المساحات المزروعة حسب الخطة .
كما تقوم الجمعية بالتعاون مع الوحدة الارشادية الزراعية بحصر المشاريع الزراعية والآليات التي يملكها الفلاحون ضمن جداول لتسهيل عملية تزويدهم بالأسمدة والمبيدات الحشرية والغراس والبذار والمازوت الخاص بالتدفئة وبالعمل الزراعي وكذلك مادة الغاز التي توزع بالتعاون مع فرع السورية للتجارة بشكل مباشر.
كما تتم المتابعة مع مشروع الحزام الاخضر والتنمية الزراعية من أجل الحصول على آليات استصلاح الأراضي الزراعية مع ضرورة حفر بئر مياه عن طريق هذا المشروع بالتعاون مع مديرية الزراعة.
وأضاف : مشروع الشهيد باسل الأسد الخاص بالجمعية هو عبارة عن أرض زراعية مساحتها /200/ دونم تأسس عام 1984 وحالياً مستثمر منها / 90 / دونماً أشجار لوز و/50/ دونماً مزروعة كرمة و/15/دونماً مزروعة أشجار زيتون وحالياً يعاد تأهيله وتجديد الغراس فيه نتيجة لقدم بعضها .
وتمتلك الجمعية مساحة /8/ دونمات استثمرتها كملعب تنظم فيه النشاطات الرياضية وقد أقيمت فعالية رياضية – اجتماعية عام /2018/ احياء لذكرى شهداء القرية وأكد أن الجمعية لديها جرار زراعي مستثمر لخدمة المشروع, ولمن يرغب من الفلاحين بحراثة أرضه وبأسعار منافسة ناهيك عن عملها الأهم في تسويق المحاصيل الزراعية لفلاحي القرية وبالأخص موسم الكرمة وذلك بالتعاون مع اتحاد فلاحي حمص وشركة تصنيع العنب بزيدل وخلال السنوات الماضية تم تسويق /50/ طناً سنوياً من قرية الروضة فقط ونظراً لجودة الإنتاج فالمعمل أصبح يقدم « سلفة مالية » مقدماً للموسم الجديد ، وكذلك تتابع الجمعية مع الاتحاد والشركة دعم انتاج العنب من هيئة دعم الصادرات والمنتج المحلي .
ومن المطالب الملحة ضرورة زيادة مخصصات المازوت الزراعي وتوزيعها حسب الحيازة مع ضرورة تعبيد الطرق الزراعية الحيوية.
هذا وتتابع الجمعية نشاطها بتنسيب الأعضاء الجدد .
مدرسة بلا كهرباء ومياه
يوجد في قرية الروضة مدرسة تعليم أساسي حلقة أولى ومدرسة حلقة ثانية .
هويدا عودة مديرة الحلقة الأولى قالت : يوجد في المدرسة /115/ تلميذاً وتلميذة موزعين على /6/ شعب من الصف الأول الى السادس ومستوى التعليم ضمن الجيد وما ساعد على ذلك أن الكادر التدريسي كله من داخل الملاك ويقوم بواجبه التعليمي على أكمل وجه ولكن تكمن بعض المشاكل في خط السير الذي يربك المدرسين والمدرسات الذين يضطرون للقدوم إلى القرية والعودة للمدينة ،أما عن مستلزمات العملية التعليمية ووسائل الإيضاح فهي متوفرة ولكن المدرسة بحاجة لبعض اللوازم لغرفة الإداريين حيث يوجد نقص بالكراسي والطاولات.
نبيه بدور مدير الحلقة الثانية قال : رغم أن البناء جديد وهذا العام الدراسي الأول الذي يداوم فيه الطلاب إلا أنه ومنذ بداية استلامه اكتشفت عيوبه فهو يسرب المياه ضمن القاعات الصفية وقد بلغنا مديرية التربية ومديرية الخدمات الفنية وهي المنفذة للبناء للقيام بأعمال الصيانة, وقدمنا العديد من الطلبات إلا أنه لم يتم الاستجابة كما أن المبنى لا يوجد به خدمة هاتفية ولا كهرباء بالرغم من وجود قاعات للحاسوب والذي هو ضمن المنهاج الدراسي، كما أنه لا يوجد فيه مياه رغم وجود التمديد إلا أنه لم يوصل مع الشبكة الرئيسية للقرية ولذلك نضطر أن نستجر المياه من الصهاريج الخاصة .
أما عن الكادر التدريسي فهو كامل ومستوى التعليم جيد .
نقطة طبية
يطالب الأهالي بضرورة وجود نقطة طبية في القرية ,فهم يضطرون في الحالات الإسعافية أو اللقاحات للتوجه إلى مركز الرقامة الصحي أو مركز الفحيلة أو الأطباء الاختصاصيين ..
منار الناعمة