أصبح الخلاص من الذكر ظاهرة لافتة في السرد النسوي ،وهو فعل مشابه لفعل أنثى العنكبوت التي تقتل ذكرها لكن أنثى السرد تقوم بالخلاص من ذكرها تدريجيا ،فتسعى أولا لتهميش دوره الفعال ثم تستحوذ على بعض سلطاته ،ثم تقوم بتشويهه داخليا وخارجيا لتنفرد هي بأفعالها وسلطاتها تعويضا عما فاتها خلال رحلة التهميش الطويلة التي عانت منها،هذا ما أوضحته الدكتورة رشا العلي في محاضرتها المعنونة بـ :(السرد العنكبوتي والمستقبل المؤنث) في مقر اتحاد الكتاب العرب ,وأضافت أنه من الممكن أن تطلق على السرد النسوي تسمية مجازية تناسب وظيفته المستهدفة من معظم الكاتبات هي( السرد العنكبوتي ) الذي يتعمد نسج خيوطه الناعمة ليمتص منه كل احتياجاته الحياتية ثم ينتهي الأمر بالخلاص منه أو بمعنى أصح الخلاص من سلطته التي حاصرت الأنثى زمنا طويلا وآن الأوان لأن تمتلك هي هذه السلطة،وبينت الدكتورة العلي مجموعة من مواصفات السرد النسوي في رحلة الانتقام من القمع بالتمرد ومنها سلب الذكر بعض مكتسباته الاجتماعية واقتحام مجالات عمل كانت محجوزة للذكر في السياسة والاقتصاد ،وإسكان الذكر دائرة الفشل وتعطيل فاعليته وكذلك رصد عاهات الرجل لا سيما كسر الساق بهدف الانتقام منه بسبب تسلطه وذكوريته المنفرة وقد أثارت المحاضرة العديد من الأسئلة الجريئة حرضتها فرادة الموضوع.
متابعة :ميمونة العلي