قدمت فرقة اشبيلية التابعة لنقابة المحامين في ثاني أيام مهرجان حمص المسرحي الرابع والعشرين مسرحية العرس وهي من تأليف انطون تشيخوف وإخراج المحامي فهد الرحمون وذلك على مسرح قصر الثقافة .
تضمن العرض شخصيات تحتفل بعرس في إحدى الصالات حيث عكست حالة الفرح المفترضة حيناً ،ونوازع الشخصيات حيناً آخر, فالعرض لا يقدم شخصيات مثالية بل شخصيات لها دوافعها الانتهازية والتي تلبس أكثر من وجه فالعريس شخص انتهازي دفعته الإغراءات التي قدمتها أم العروس ليتزوج ابنتها حيث وعدته بتقديم متطلبات العرس وتكاليفه وإعطائه ذهباً وفرشاً لبيت الزوجية ،حيث يبدأ الخلاف وعدم وفاء أم العروس بوعودها إضافة إلى دعوة “جنرال “لحضور حفل الزفاف والذي يرمز للطبقة المخملية وتكشف الحوارات زيف هذه الطبقة التي تحاول أن تكون حاضرة بمظاهرها الخداعة ولعل وجود “الجنرال المتقاعد “هو ذروة العرض بعد أن يخرج من العرس و يبصق على الحضور في دلالة إلى سخف هذه الطبقة ونظرتها الدونية إلى غيرها , بعد ذلك تأتي الخاتمة التي كانت ملفتة وأظهرت نشوب الخلاف وعدم اتفاقهم على أي أمر .
العرض الذي قدمته فرقة اشبيلية جميل .. نجح الممثلون إلى حد بعيد في تقديم عرض ممتع لم يخلو من بعض الهنات في بعض مفاصله ،وقدم شخصيات جميلة من أبرزها وأهمها شخصية “الجنرال” التي كانت لافتة وجميلة وقد أداها باقتدار الممثل الموهوب رامي جبر إضافة لشخصية /جيجلاف/ التي أداها آصف حمدان وشخصيات أخرى مثل “بات” التي أداها ثائر محمد إضافة إلى الشخصيات النسائية في العرض كشخصية “زيمو لكينا” التي جسدتها يارا رضوان “وانستاسيا” مثلتها ديانا منعم ودور العروس جسدته مايا حرفوش ويمكن الإشارة إلى أن الصوت عند شخصية أم العروس كان يصل حد الزعيق والصراخ في بعض الأحيان وهذا اعتقد أنه لم يكن في صالح العرض مع أن هذه الشخصية قدمت جهوداً مشكورة ولافتة في تجسيد تفاصيل هذه الشخصية .
العرس عرض مهم ولافت مع أنه باللهجة العامية ويستحق ممثلوه الشكر على جهودهم المبذولة.
عبد الحكيم مرزوق