كان من المقرر أن يشارك الدكتور رضوان قضماني زميليه الدكتور راتب سكر و مالك صقور في محاضرة بعنوان :(الصداقة بين الأدباء) في مقر اتحاد الكتاب ولكن يد المنون كانت أسرع، فغاب الأديب قضماني جسدا لكنه حضر روحا وذكرى.. فتحدث مالك صقور القادم من طرطوس عن تاريخ معرفته بالدكتور رضوان القضماني والتي تعود صداقتهما إلى خمسين عاما خلت منذ عرفه في الاتحاد السوفييتي في سبعينات القرن المنصرم إلى الزمالة التي ربطته بالراحل قضماني في أروقة جريدة الثورة قبل أن ينتقل إلى حمص ليعمل أستاذا في كلية الآداب، ومايز صقور بين كلمات :صديق ورفيق وزميل ونديم وصاحب. ورأى أن الصداقة هي المودة بينما تحتاج القرابة لمودة حتى تتم أركانها ،ورأى أن ما يشاع عن غيرة أصحاب الكار الواحد بين الأدباء ينتج عنها الحسد ويجب خلق منظومة وعي معرفي لتجاوز ذلك ،ويجب على الكتاب أن يكونوا منبرا للتآخي والمحبة واستشهد بصداقات عديدة وجود صداقات مهمة وحقيقية ذائعة الصيت في الوسط الأدبي منها صداقة بوشكين وغوغول ،وصداقة تولستوي وأنطون تشيخوف ،ورأى أن أرسطو ربط بين الصداقة والمنفعة والفضيلة وهي السمة الحقيقية للصداقة .
بدوره الدكتور راتب سكر القادم من حماة تحدث عن صداقته بالدكتور رضوان قضماني رحمه الله ،ورأى أن الحياة على مر التاريخ تركت لنا دستورا نسير عليه في تتبع معاني الصداقة الحقيقية مستشهدا بالصداقة في الملاحم بين جلجامش وأنكيدو مثلا ،ثم تحدث عن صداقة أبي تمام مع البحتري وعلي بن الجهم وديك الجن الحمصي ورأى أن الصديق يختصر الصاحب والأخ, ثم تحدث عن صداقة ممدوح سكاف مع وصفي قرنفلي وعبد الباسط الصوفي ،وصولا إلى الصداقة التي ربطت بين بدر الدين الحامد وأصدقائه الشعراء الحمامصة.
في نهاية المحاضرة دار نقاش هادئ ورصين حول الصداقة بين الأدباء الأحياء بعيدا عن عداوة الكار .
متابعة :ميمونة العلي