في ختام مهرجان حمص المسرحي الـ24 قدمت فرقة المسرح القومي بحمص عرضاً مسرحياً بعنوان “الغنمة” تأليف ستانيسلاف ستراتييف،إعداد وإخراج زين العابدين الطيار على مسرح قصر الثقافة بحضور جمهور كبير ملأ قاعة و بلكون المسرح .
بداية المسرحية قد تبدو عادية ،لكن تفاصيلها المترتبة عليها تكشف أخطاء البيروقراطية ،حيث يبدو البطل “ايفان انتونوف “داخلاً في شبكة من المتاهات وهو الأستاذ الجامعي الذي يشتري سترة وبرها طويل فيذهب إلى الحلاق لقص وبرها فلا يتجاوب معه الحلاق! وينصحه أصدقاؤه بالذهاب إلى إحدى القرى حيث يجذون صوف الأغنام ،و يقوم بإقناع العامل بذلك ويتم تسجيل الواقعة على أنه يمتلك غنمة ،وهنا تبدأ المشكلة حيث تطالبه الدولة بدفع الضرائب لامتلاكه غنمة ويفشل بإقناعهم أنه لا يمتلك غنمة … وهنا تبدأ رحلته المكوكية التي تكشف الكثير من قضايا الفساد داخل المجتمع , في الوقت الذي تبدأ سلسلة من الحوارات التي تكشف عقم إقناع الموظفين بعدم امتلاكه غنمة ,وتبدأ الاتصالات لحل المشكلة ويكون الاقتراح بشراء الغنمة المفترضة على الورق وذبحها وشوائها في إحدى المناسبات, وهكذا يتم التخلص من المأزق ويتزوج إيفان من الموظفة التي ملت أسلوب العمل البيروقراطي ووقفت إلى جانبه حتى تخلص من المشكلة التي أرّقته .
الشكل الفني الذي قدم فيه العرض حمل الكثير من المتعة امتزجت فيها الموسيقا وبعض مقاطع الغناء المنتقاة بعناية فائقة استطاعت أن تستحوذ على الإعجاب منذ بداية العرض حتى نهايته ،وقدم الممثلون أداء جميلاً في معظم مراحل العرض. وقد استخدم المخرج بعض الشخصيات المخنثة للدلالة على عدم وجود شخصية ثابتة لها ،وتنفذ ما يقال لها في الوقت الذي لاحظنا وجود شخصيات عادية”رجل أو امرأة” عبرت عن دورها وفكرها ودورها في الحياة كإيفان وأصدقائه ،والفتاة التي تركت العمل .
أخيراً…
عرض الغنمة جميل ..ممتع يستحق المشاهدة وهو من العروض القليلة التي ترسخ في الذاكرة .
عبد الحكيم مرزوق