انتبهوا لأطفالكم ٠٠إنهم في مرحلة حساسة

 الطفولة مرحلة هامة في حياة الفرد تحمل في طياتها خصوصية لا يمكن تجاهلها، لما لها من تأثير على شخصية الإنسان لاحقاً.  الكثير من الأهالي لم يسمع بأزمة السبع سنوات لدى الأطفال، إنها مرحلة طبيعية تماماً في نمو الشخصية ، وهي إحدى المراحل التي يبدأ فيها الأطفال ببناء شخصيتهم وهوياتهم الخاصة، ولمعرفة ما هي السلوكيات التي تميز هذا العمر لدى الأطفال، وكيف يمكن للأهل التعامل مع عمر السبع سنوات بشكل أفضل تحدثنا مع المرشدة الاجتماعية نهاد الخليل والتي أوضحت أن دماغ الطفل يستمر بالنمو والنضوج وفي عمر السبع سنوات يبلغ حجم دماغ الطفل حجم دماغ الشخص البالغ تقريباً (حسب الدراسات).

 وأضافت: بمجرد بلوغ هذا العمر تحدث تغيرات مهمة على المستويات الجسدية والنفسية والاجتماعية، مما يعني أن الأمر يبدو في سن السبع سنوات وكأن الأطفال يكبرون فجأة مرة واحدة ومن ثم يبدؤون رحلة طويلة وقوية نحو سن البلوغ، لذلك من الطبيعي أن تتغير سلوكيات الأطفال في هذا السن، منوهة بأن الأمر لا يستدعي القلق من الأهل لأنه يشكل جزءاً طبيعياً من نموه وهي مرحلة يتم تسميتها بأزمة السبع سنوات عادةً…

  وأوضحت الخليل أنه حين يبلغ الأطفال سن السبع سنوات  يطورون درجات استقلاليتهم ويبدؤون بإدراك هويتهم (الأنا) وعلى وجه الخصوص الأنا الحقيقية وهي الخصائص التي ننسبها إلى أنفسنا وهي الإجابة على سؤال (من أنا) أو (كيف أنا)، أما الأنا المثالية فهي الخصائص التي يرغب المرء في امتلاكها وهي الإجابة على سؤال (من أريد أن أكون) أو (كيف يجب أن أكون)، منوهة بأن هذا الأمر يجعل الأطفال يرغبون في تقوية شخصيتهم وهويتهم بغية التميز عن الآخرين مما يفرض عملية معقدة من البحث والتفكير الذاتي وتؤدي هذه العملية مع نقص النضج وعدم القدرة على التحكم بالانفعالات إلى ظهور سلوكيات التمرد والاستقرار لدى الأطفال.

وأشارت الخليل إلى أنه ونتيجة لاعتبار هذه المرحلة مرحلة إثبات الشخصية والذات عند الأطفال علينا ملاحظة السلوكيات المرافقة لهذه المرحلة وقد نجدها بدرجات متفاوتة عند الأطفال حسب شخصية كل طفل وأهمها إنكار أو تحدي سلطة الأهل، المدرسة… وغيرها وعدم الالتزام بالقوانين والقواعد وتقلبات المزاج المفاجئة من الضحك إلى البكاء أو العكس، إضافة إلى الرغبة في فرض الإرادة على الآخرين، والشعور بعدم الرضا والغضب معظم الوقت إضافة إلى تقلب السلوك بشكل مفاجئ والتمرد عندما لا تسير الأمور كما يريد مع إعطاء ردود سلبية على أي اقتراح بشكل دائم مع سلوك مضطرب وفرط في الحركة, وأوضحت أن الأهل هنا يشعرون أنه لا أمل في أن تتحسن سلوكيات الطفل، لكن سيدركون أن هذه السلوكيات غير اللائقة ستتغير مع مرور الوقت ويعود كل شيء إلى طبيعته بمجرد أن يصبح هؤلاء الصغار ناضجين بما يكفي ويطورون وظائفهم بشكل كامل، ويستطيع الأهل التحكم في المواقف والسلوكيات وتغييرها من خلال مشاركة أبنائهم الرأي ودعوتهم للتفكير في أمور تخصهم أو في حلول لمشاكل تواجههم عن طريق الحوار الإيجابي وإفساح المجال لهم للتعبير عن أنفسهم بأريحية ودون خوف مع التقليل من الأوامر وفرض القوانين والتعامل معهم كأشخاص لهم حق بالاختيار والرأي وذلك من خلال عدم  تفكير الأهل بأن على الأطفال الانصياع لأوامرهم كونهم أكثر معرفة بمصلحتهم.

وختمت: مع هذا كله نبقى نحن على وعي أكثر من أولادنا بما ينفع أو يضر، وفي أمور معينة يجب أن نعلن هذا لهم، وأننا سنختار القرار الصحيح ونفهمهم الأسباب وراء الاختيار.

 بشرى عنقة

 

 

المزيد...
آخر الأخبار