(البالة) حاضرة… و المنتج المحلي سعره مرتفع !!

جميعنا يتمنى أن تكون الصناعة السورية من أفضل الصناعات في العالم وأن يرتدي المواطن السوري حذاءً سوري الصنع لأكثر من شهرين متواصلين من دون أن تظهر العيوب فيه وكذلك الأمر بالنسبة للملابس بدءاً بالكنزة العادية وصولاً إلى الجاكيت حيث وصل سعره إلى حدود راتب شهر كامل للموظف ،الصناعة الجيدة مترافقة مع الجودة هي حلم كل مواطن سوري ورغم أن أسعار هذه البضائع لم تكن تشكل عبئاً مادياً كبيراً إلا أن افتقادها للجودة كان مكلفاً…
فكيف هي حال الصناعة اليوم بعد كل ما تعرضت له من تخريب وما وصلت إليه أسعار تلك البضائع حيث تعدت الحدود الطبيعية لتقف على عتبة الجنون هذا ما جعل المواطن يجد في البالة ملجأ له للحصول على قطعة بسعر يناسب وضعه المادي المتردي في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار..
ومؤخراً أصبحت البالة هي الملاذ الوحيد لذوي الدخل المحدود لما يوجد بها من ملابس رخيصة نسبياً وتناسب جميع الأذواق وتراعي جيوبهم مقارنة بأسعار المحال التي تعدت أسعارها مقدرة متوسطي الدخل ورغم ارتفاع أسعار الملابس المستعملة «البالات » بمختلف أشكالها وألوانها إلا أنه لايمكن مقارنتها بالأسعار الجنونية التي ضربت الأسواق بدليل كثرة المحال الخاصة ببيعها..
والمتتبع سيرى الإقبال الكبير من قبل المواطنين لتلبية احتياجاتهم بأقل الأسعار ..
أما عن نظرة الشارع للبالة فهناك إجماع بأن الملابس المستعملة باتت الملجأ الوحيد للغالبية العظمى بعد غلاء الأسعار الذي فرض كلمته على الأسواق ،المميز أن البالة باتت مقصداً لجميع فئات المجتمع لتناسب أسعارها مع دخل الفرد إلى حد ما , خصوصاً أن معظم القطع غير مهترئة ولا علامات على قدمها ومنها ما نلاحظ وجود بطاقة المنشأ عليه… أما بخصوص أسعارها فتتفاوت بحسب جودة القطعة وعلامتها التجارية حيث تتوافر بضائع تناسب جميع الفئات وهناك ملابس فيها خلل ما في الخياطة من المعمل أو ملابس غير مستعملة بشكل كبير وأقرب ما تكون إلى الجديد أي تصفية المحال, ويطلق عليها تسمية نوع أول وهي أغلى سعراً وهناك نوع ثان وثالث كل حسب سعره بما يناسب طلب الزبون.. وعلى سبيل المثال فإن السعر الوسطي لبنطال رجالي جديد هو سبعة آلاف ليرة وهناك أصناف سعرها يتجاوز /10/آلاف ليرة وهو مبلغ يعادل ثلث راتب الموظف, أما المستعمل فسعره بحدود 1500 ليرة ,وهناك أصناف سعرها يزيد عن ذلك بقليل بحسب الجودة ونوع القماش..
وعن مصدرها قال أحد التجار العاملين فيها إن معظم الملابس المستعملة أوروبية أو صينية المنشأ فهي ذات نوعية جيدة بالرغم من كونها مستعملة نشتريها بالكيلو غرام ,ويختلف سعرها مع اختلاف سعر الليرة كونها مستوردة, و بعد فرز كل صنف بحسب جودته ترتب بحسب المواسم والعمر فهناك ملابس شتوية وصيفية وملابس للأطفال والكبار ولا تقتصر البالات على الملابس فحسب بل انتشرت بالات الأحذية ولكن معظمها يسجل أسعاراً مرتفعة وخاصة الأحذية الرجالية الرياضية ليصل سعر الحذاء في بعض البالات إلى /30/ألف ليرة .
لقد باتت البالة وسيلة تكيف أو جدها بعضهم سبيلاً للحياة شأنها شأن الكثير من أمور ومتطلبات الحياة كاستبدال اللحوم الطازجة باللحوم المثلجة وأثاث المنازل الجديدة والأدوات الكهربائية بالمستعملة وغير ذلك اعتاد مواطننا اليوم على الألبسة المستعملة فهو لا ينظر إلى محال البالة على أنها مكبات للنفايات بل أصبح يتجه إليها للحصول على بضاعة جيدة بسعر أقرب لمقدرته..
علي عباس

المزيد...
آخر الأخبار